حلول لإيجاد وسائط بديلة لتخزين طاقة الجوال الليثيوم والبنزين.. من سيربح
|
إعداد: ابراهيم الماجد
يبدو أن أجهزة الجوال الموجودة في السوق الآن لاتستطيع ان تعمل اكثر من ساعات اتصال Talk time متواصله محدودة. واذا تم استخدام خيارات مكبرات الصوت الموجودة فيه فان ساعتين هما الحد الاقصى لعمله وبعدها سيكون على مستخدمه اعادة شحنه ومع ان الشركات تتسابق في صناعة بطاريات اجهزتها على المستوى اللائق لجعلها تعمل لمدة اسابيع «من دون تحدث» الا ان الحقيقة ليست بتلك الدقة وتختلف حالات اعادة شحن بطارية الجوال باختلاف الجهاز لكن كل هذه الاجهزة تحتاج بالتأكيد الى اعادة شحن فبدون طاقة لاشيء يعمل.
قضية الطاقة تبرز في شكل اكبر مع تطبيق تقنية GPRS لأن الجهاز الذي يعمل بها يستهلك نحو نصف «امبير» Ampere عندما يجري المستخدم اتصالا (في حالة البث). و40 % من هذه الطاقة يتم استخدامها في هوائي الجهاز بمقدار مماثلة من الطاقة يعمل معالج الجهاز Processor اما باقي الطاقة اي نحو 20 %. فيتم استهلاكه في الاضاءة. بتطبيق تقنية UMTS ستتغير المعادلة الصعبة وتصبح الامور خارجة عن السيطرة. ويقول المراقبون ان الجوال سيستهلك اكثر بثلاثة اضعاف مما يستهلكه الجهاز في حالة الاعتماد على تقنية GPRS. والسبب الابرز لهذه الزيادة هو المعالج الذي سيستهلك مزيدا من الطاقة. فمثلا اذا عملت اجهزة الجوال في مرحلة تقنية UMTS بواسطة بطارية الجوال التي نستخدمها اليوم فسوف تفرغ بعد بضع ساعات عمل.
ولمواجهة هذا التطور ومواكبة الشركات لاستحقاق UMTS الذي قد يصبح واقعاً في غضون سنوات.. تنشغل دوائر الابحاث والتنمية PD في البحث عن حلول لايجاد وسائط تخزين طاقة بديلة وفي اتجاه آخر تبحث بعض الشركات عن وسائل لصناعة اجهزة جوال تستهلك طاقة اقل وقد صنعت مثلا شركة سيمنز هاتفها C45 بحيث يستهلك قليلا من الطاقة.
وقد استطاع المهندسون في هذه الشركة وضع 10 «ديود» Diodes لاستخدامها في اضاءة الهاتف الداخلية وهي لا تستهلك مجتمعة اكثر من 100 «ميللي امبير» Milliamperes MA .
وتفوقت بعض المختبرات الاخرى على سيمنز فاكتشفت طرقا تجعل من الممكن اضاءة هاتف خليوي بنصف الطاقة اي نحو 50 MA.
وفي مجال المعالج الصغير الموجود في الجهاز عملت مختبرات على الحد من حجم الرقاقة الموجودة داخله مما ادى الى خفض بسيط في استهلاك الطاقة. لكن المشكلة استمرت في مجال «البث» Broadcasting انطلاقا من الجهاز فالعلماء لم يتمكنوا من خفض الطاقة المطلوبة لبث اشارات الجهاز عبر الهوائي الصغير وبدل ان يستمروا في إجراء أبحاث في هذا المجال ألقوا بالمشكلة على عاتق الشركات التي تحضر «البرامج» الالكترونية Software الخاصة بالخليوي الذي سيعمل بتقنية UMTS.
وتقول شركات البرامج ان خفض طاقة الاستهلاك ليست في أي حال من الأحوال مسؤولية المبرمجين فالبرامج مسؤوليتها تنظيم العلاقة بين المستخدم وجهازه وتوفير الخدمات بأسهل الطرق وأوضحها.وفي المقابل ترد شركات الاجهزة قائلة:رغم مسؤوليتها في هذا المجال الا ان جزءا من المسؤولية يقع على المبرمجين وتدعم كلامها بالاشارة الى الخيارات الموجودة في بعض برامج الاجهزة والتي توفر امكان تخفيف قوتي الضوء والصوت وتعطيل الجهاز في أوقات ثم تشغيله في أوقات اخرى اوتوماتيكيا بواسطة البرامج ويضيفون ان البرمجة الذكية الصادرة عن خبراء برمجة تستطيع تقديم ما لاتستطيع تقديمه شركات صناعة الاجهزة فالبطارية اساسية طبعا ولكن توفير استهلاك الطاقة بواسطة البرامج لا يمكن ان يقوم به سوى المبرمج.
وقد يكون ادعاء شركات صناعة الاجهزة صحيحا فشركات صناعة الكومبيوتر دخلت هذا الجدل منذ سنوات عديدة وخصوصا عندما بدأت بانتاج الكومبيوتر المحمول Portable PC فقد احتاج هذا الكومبيوتر الى بطارية كانت تنفد طاقتها بسرعة مما جعل من الضروري شحنها كل بضع ساعات عمل وكان الامر مرهقا جدا الى درجة ابتعد المستخدمون عن هذا النوع من الاجهزة الى ان طرأت تطورات على كل من البطارية وأنظمة التشغيل Operating Systems فقد ادخلت الشركات التي حضرت نظام التشغيل برامج فرعية مهمتها ترشيد استهلاك الطاقة وأحيانا اجبار المستخدم على ترشيد الاستهلاك.
وبعد الكومبيوتر المحمول دخلت هذه البرامج الكومبيوتر المكتبي ثم الجوال واشتهرت هذه البرامج مع WinXP حيث تأتي تحت عنوان «خيارات الطاقة» PowerOptionsK وتمنح إمكانية التحكم في العلاقة التي تجمع مرور الوقت باستهلاك الطاقة ويمكن ان يحدد المستخدم مثلا قطع التيار اوتوماتيكيا عن الشاشة بعد 6 دقائق وعن الاقراص الصلبة الثابتة Hard Disks بعد 20 دقيقة ثم يصبح الجهاز في حالة استعداد Stand by بعد 30 دقيقة ليدخل بعدها في حالة اغلاق ووقف تشغيل Hibernates بعد ساعة مثلا.
تطورات البطارية
يقول الخبراء ان مسيرة تطور تقنيات الجوال هي التي زادت الاعباء الملقاة على عاتق البطارية فالشركات تريد ان تشغل في هذا الجهاز الموسيقى والتلفزيون والصوت والصورة وأيضا استخدامه كجهاز اتصالات وكل هذا في وقت واحد! وأخيرا اضيفت خدمة جديدة تستهلك مزيدا من الطاقة هي شاشة العرض الواسعة الملونة والأسوأ في الامر ان الجهاز ازداد حجمه من جديد بعدما كان يتجه الى التصغير. ولذلك فان استنتاجا واضحا يخرج به اي مراقب وهو ان الجوال يعود بحجم اكبر وبطارية وشاشة اكبر مع بدء تطبيق نظام UMTS. وأيضا ستعود الامور الى سابق عهدها كما كانت مع اول اجهزة الجوال لأن جهاز شحن البطارية Charger سيكون ايضا كبيرا اما اهم التطورات في مجال البطارية فهو بطاريات ليثيوم البوليمير LithiumPolymer التي تتألف من طبقات مصنوعة من رقاقات البلاستيك ومفصولة عن بعضها بواسطة مادة هلامية تكون عنصرا كهربائيا Electrolyte. ورغم ان استخدام هذا النوع من البطاريات لا يزال محدودا الا ان مزيدا منها سيكون في متناول المستخدمين قريبا والمميز في هذه البطارية انها لا تتطلب وجود سوائل كذلك يمكن وضعها في اماكن صغيرة جدا لأنها رفيعة كذلك فهي تزن نصف ما تزنه بطارية الليثيوم المستخدمة اليوم وقد نزلت بطاريات البوليمر Polymer الى الاسواق مع بطارية Sanyo التي استخدمتها سيمنز في هاتفها SL45.
والمستقبل يحمل لنا مفاجآت لأن البطاريات يخطط لها ان تعتمد على مزيج(lithiumSulfur) الذي سيعطيها طاقة اضافية تقدر بنحو 20 %.لكن المفاجأة الحقيقية التي لم تسجل نجاحا عمليا بعد هي اعتماد البطارية على الوقود!
وقد سبق ان تحدثنا عن وقود البطاريات في تلك البطاريات سيلجأ المستخدم الى اعادة تعبئة بطاريته وقودا كلما فرغت من محطات البنزين
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|