جوجل سيوفر عناء البحث عن الكتب إعداد وليد الشهري:
|
أعلنت شركة جوجل الأمريكية لخدمات الإنترنت التي تدير أشهر محرك للبحث على الشبكة الدولية مؤخرا أنها بدأت تتعاون مع عدد من المكتبات العالمية من أجل إنشاء مكتبة رقمية عبر الإنترنت. وستعرض المكتبة محتوياتها من كتب ومخطوطات مع إمكانية البحث فيها. وذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن مكتبات جامعات أكسفورد، وهارفارد، وميتشيجان، وستانفورد ومكتبة نيويورك العامة ستشارك في المشروع الذي يوفر على الشبكة الدولية أكثر من 15 مليون كتاب بتكلفة تصل إلى 150 مليون دولار وذلك للقيام بالمسح الضوئي للكتب حتى يمكن إتاحة تصفحها على الإنترنت في صورة رقمية.
وتعتبر هذه الخطوة الأولى من نوعها على الشبكة ولكن التكلفة الإجمالية الباهظة لها وإمكانية تأديتها يشوبها الكثير من الصعوبات، حيث تعتزم شركة جوجل توظيف عدد من الطلاب في الجامعات لبدء المسح الضوئي الذي سيُجرى على الصفحات المتضمنة داخل الكتب وأهم صعوبة تواجه جوجل في هذا المشروع هو الوقت، حيث إن الوقت المقدر لتفعيل هذا المشروع من قبل الشركة يقدر بعشر سنوات وتخطط الشركة لتوسيع المشروع حتى يشمل ما يقرب من 50 مليون كتاب.
ولم تعرض شركة جوجل تفاصيل الصفقة التي تمت بينها وبين المكتبات والجامعات المذكورة ولكن قدّر بعض الكتاب أن المسح الضوئي سيكلف الشركة عشرة دولارات لكل كتاب، وعلق رئيس مكتبة نيويورك العامة السيد بول ليكليرك: (إن هذه الخطوة تعد من أبرز عمليات التحويل ونقل المعلومات في تاريخ الثقافة) ولعل ما قاله السيد بول صحيح، فهذه الخطوة تعد من الخطوات البارزة في عصرنا الحاضر وهي أيضاً فكرة كان ينظر لها البعض بالمستحيلة ولكن يبدو أن جوجل ستحقق المستحيل.
ومن المعروف أن محرك جوجل على الشبكة العنكبوتية يعد الاختيار لأغلب الباحثين على الشبكة وذلك لما يتميز به هذا المحرك من سهولة ودقة وزخم المعلومات المتواجدة فيه ووفقاً لشركة كوم سكور ميديا (ComScore Media) لخدمة الإحصائيات فإن 47.6% من الباحثين على الشبكة يفضلون محرك جوجل على غيره من محركات البحث ، وقد أطلقت جوجل برنامجا جديدا لفحص القرص الصلب لأجهزة الكمبيوتر للمستخدمين في حين أن منافسيها الذين يسعون بكل جهودهم لملاحقة وتعقب شركة جوجل التي تهيمن على الشبكة وهما شركة الياهو ومايكروسوفت إم أس أن (YahooMicrosoft's MSN) لم يطلقو برامجهم الا مؤخراً، والياهو صرح مسؤولوه بأنهم سيطلقون برنامجهم الخاص في يناير المقبل.
وكان مؤسسو محرك جوجل الإلكتروني للبحث وهما السيد لاري بيج والسيد سيرجي براين يصاحبهما فكرة تأسيس هذه المكتبة منذ أن كانا طالبين في جامعة ستانفورد، وقبل أن يقوما بإنشاء محرك البحث الخاص بشركتهم، حيث يقول بيج: (لقد كان حلماً بأن نحقق المستحيل وننشئ هذه المكتبة التي ستبهر الجميع وخاصة رواد المكتبات الذين سيدهشون من خلال تصفحهم للكتب على الشبكة ومن كمبيوترهم الخاص دون كلل أو ملل) .
وتقول السيدة أوجيسكي وهي مديرة إدارة الإنتاج بالشركة: (إن هذه الخطوة إذا ما تحققت ستضيف لمحرك جوجل ميزة أفضل عن منافسيه وستستقطب الكثير من الزوار لموقع الشركة) .
وستبدأ المرحلة الأولى من المسح الضوئي للكتب التي نفدت من الطباعة والتي لا تملك حقوق فكرية والتي تعد من حقوق العامة من الناس وذلك لتلافي المشكلات المتعلقة بالملكية الفكرية لحقوق بعض الكتاب، كما أعلنت الشركة عن استعدادها لضم كتب المؤلفين الذين يودون أن تعرض كتبهم في موقع الشبكة وذلك بأن يدفعوا رسوم المسح الضوئي وسيتقاسمون عوائد عرضها مع المؤلفين، حيث قامت الشركة بعرض موقع خاص لتسجيل أسماء المؤلفين الذين يودون ذلك على الرابط التالي (print.google.com)
وشركة جوجل لا تعتزم الوقوف إلى حد الكتب النافدة من الطباعة بل تعتزم كذلك وضع الكتب الأخرى المهمة بعين الاعتبار والتي ستضمن للشركة استقطاب الكثير من القراء حول العالم، ويقول جون باتل وهو برفيسور بجامعة بيكلي بولاية كاليفورنيا الأمريكية، والذي يدير مهمة البحث للشركة بأن مشروع شركة جوجل بإنشاء مكتبة رقمية على الإنترنت يواجه مهمات ضخمة حيث أوضح بقوله: (إن فكرة أن تكون علوم البشر ككل التي تعودنا عبر الزمن بأن نجدها في المكتبات والكتب متوفرة عبر موقع خاص بالبحث عن طريق الإنترنت غير واضحة الآن بشكل جلي)، وأضاف: (سيجد الناس خلال بحثهم كتبا لم يتوقعوا ولم يتصوروا وجودها، وأتوقع أن مسألة عرض بعض الكتب من المكتبات الجامعية والمكتبات العامة سيستغرق قرابة السنة قبل أن نشاهد هذه الفكرة واقعاً ملموساً) .
وقد بدأت شركة جوجل في أكتوبر الماضي في طرح المناقشات والمفاوضات مع شركات النشر والطباعة لمناقشة حصصهم من عرض الكتب التي قاموا بنشرها خلال السنوات الماضية وحصلت على توقيع الموافقة من الأغلبية ومن اشهرها شركة جون وايلي اند سونز وشركة هايبريون وسكولاستيك.
وأعرب السيد روب إيندرل المحلل بمجموعة إيندرل بأن الخطوة التي قامت بها شركة جوجل بعرض محتويات الكتب على الإنترنت وجعلها قابلة لتصفح الزوار ستحفز بقية شركات النشر أن يتعاملوا بجدية حول جعل متوجاتهم قابلة للتصفح في موقع الشركة، حيث يقول: (إن الهدف من طباعة الكتب جعل القراء يقرأونها ولكن بدخول تقنية الإنترنت الآن فإن هذا الهدف سيتلاشى طالما أن الزائر سيتمكن من تصفح الكتاب الذي يريده من كمبيوتره الخاص) .
وعلى المستوى الدراسي فإن المدرسين بدأ عليهم القلق من هذه الخطوة والتي ستجعل من عملية نقل الطلاب لواجباتهم من الإنترنت أكثر سهولة عنها في الماضي؛ مما يؤدي إلى تفشي الاقتباس من هذه الكتب عوضاً عن الإدلاء برائيهم الخاص , أما البرفيسور دونالد ماكابي فله رأي آخر حيث إنه يتوقع بوجود وإنشاء هذه المكتبة الرقمية فإن مسألة كشف الغش في واجبات واوراق الطلاب ستصبح أكثر سهولة عنها في السابق حيث يقول: (سوف تعطينا احتمالية أكبر في كشف الطلاب إذا ما حاولوا اقتباس آراء الكتاب عوضاً عن آرائهم الخاصة، فكما هو الدخول والتصفح سيسهل عليهم فإنه سيسهل علينا أيضاً أن نقتفي إذا ما كانوا قد قاموا بالغش من عدمه) .
وأما المؤلف افيري كورمان فبدا عليه الحماس الكبير لهذه الخطوة التي ستقوم بها شركة جوجل، فقد أطلق هذا المؤلف روايته الأخيرة مؤخراً وكانت بعنوان (الطلاق المثالي) ولكنه قد نشر قبل ذلك ست روايات كلها نفدت من الطباعة ومنها رواية (يا إلهي) ورواية (كارمر يواجه كارمر) وعلق المؤلف بقوله: (عندما تقوم بعمل أدبي جميل وينفد من الطباعة فكأنما اتجه نحو هوة سوداء حيث يختفي بصمت وكأنه شيء لم يكن، فالمكان الوحيد لقراءته هي المكتبات ولكن إذا ما كانت هذه الطريقة الجديدة ستؤدي إلى انتشاره مجدداً فسأسخر كل جهدي لها وفي خدمتها) .
ورفضت جوجل التي حققت ثروة هائلة من طرح جزء من أسهمها للبيع في الأسواق المالية في وقت سابق من العام الحالي الكشف عن تكلفة المشروع.
وقال لاري بيدج الشريك المؤسس في شركة جوجل ومدير الانتاج بها: (نحن سعداء اليوم بإعلان هذا البرنامج من أجل تحويل مجموعات من مقتنيات المكتبات إلى الصيغة الرقمية بحيث يمكن لأي مستخدم لخدمات جوجل البحث فيها باستمرار) .
ورغم وجود اختلافات طفيفة في صيغ الاتفاق مع كل مكتبة فلن يتيح المشروع للمتصفحين إلا الكتب التي لا تتمتع بحقوق الملكية الفكرية. ويتوقع أن تمول الشركة المشروع من خلال الإعلانات التي ستظهر إلى جانب نتائج البحث التي يجريها المستخدم عبر الإنترنت. في المقابل ستستفيد المكتبات من المشروع من خلال تحويل أعداد ضخمة من كتبها إلى الصيغة الرقمية.
.....
الرجوع
.....
| |
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|