لتقليل المخاطر على رواد الفضاء المرضى البعثات الفضائية بحاجة لثورة طبية
|
هل يفترض أن تكون هناك غرفة للطوارئ أو مكان مخصص لتمريض أي مصاب عبر رحلة طويلة إلى كوكب المريخ والعودة إلى الأرض مرة أخرى، و هل هناك مساحة كافية لعلاج المرضى في المركبة الفضائية التي عادة تكون مزدحمة بطاقم من رواد الفضاء؟
واقع الحال للرحلات الفضائية يتطلب المزيد من التطوير و المواكبة، لمجاراة روح العصر ولتوفير الاحتياجات الطبية التي قد تطرأ أثناء الرحلة.
تحوطات مطلوبة
ليس هناك طريقة لمعرفة ما إذا كان رائد الفضاء المستعد للطيران إلى الكوكب الأحمر يعاني فعلا من المراحل المبكرة لمرض السرطان القاتل او المسبب للوهن والذي يمكن ان يتطور أثناء فترة السنوات الأربع أو الخمس التي تقول وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا» إنها ضرورية لزيارة كوكب المريخ والقيام برحلات استكشافية هناك ثم العودة بأمان.
وفي هذا الإطار يقول دان جولدين مدير ناسا «لا نستطيع حتى أن نعرف إذا حصل كسر في العظام لأحد أفراد الطاقم هل سيلتئم في هذه الحالة من الجاذبية المنعدمة أم لا».
اضطرت هذه التحديات الكبيرة جولدين لتشكيل تحالف جديد مع معهد السرطان الوطني، بحيث يتم التعاون بين وكالة ناسا ومعهد السرطان للبحث عن طرق ثورية للاهتمام بأفراد أطقم السفن الفضائية الذين يسافرون في مهمات طويلة المدى، وذلك من خلال استخدام تكنولوجيا ووسائل يقول الباحثون انها سوف يكون لها تأثير جوهري على العناية الصحية بشكل عام.
تكنولوجيا النانو
وقد توصل جولدين ورئيس معهد السرطان ريتشارد كلوزنر إلى اتفاق على جهود متعاونة تأتي بالتقدم في مجال البيولوجيا الجزيئية وتصميم سفينة الفضاء وتكنولوجيا النانو بالاضافة إلى مجتمعات علماء الفضاء والحياة المنفصلين بشكل تقليدي.
ويقول كلوزنر الذي يترأس المعاهد الوطنية لمنظمة الصحة المسؤولة عن معظم ابحاث السرطان التي تتم تحت رعاية الحكومة الأمريكية «نريد ان نضم جهودنا لكي نكون اكثر ابتكارا».
ويرى رئيسا الوكالتين انه يمكن حقن «كاشفات نانو» في جسم رائد الفضاء أو رشها عليه لكي يتم القيام بالمراقبة الصحية المستمرة أثناء الرحلات الطويلة. وفي هذا الخصوص يضيف جولدين «ليس هناك مساحة للقيام بأشعة مقطعية في سفينة فضاء متجهة نحو كوكب المريخ، في الوقت الذي يتعين على القائمين على الرحلة التأكد بالفحص من أن أفراد الطاقم ليس من بينهم من يحتمل ان يتطور لديه مرض السرطان».
ويضيف «نحن نأتي بالدواء من المستشفى، فقد حان الوقت للتفكير في طرق دراماتيكية وتخيل قدراتنا المستقبلية فالحاجة هنا واضحة كعين الشمس». فعلى سبيل المثال، لم يتمكن باحث في محطة اموندسين سكوت ساوث بول من الخروج من القاعدة المنعزلة للعلاج إلا بعد أشهر من الانتظار حتى يستقر الجو في الخارج، الوضع الذي تريد ناسا ان تتجنب حدوثه في مهمة كوكب المريخ، في ضوء المساحات الشاسعة واستحالة القيام بإنقاذ عاجل.
الاستشفاء الذاتي
كما ان التقدم في مجال الهندسة الحيوية يمكن ان يؤدي إلى تكنولوجيات توجداليوم فقط في عقول مؤلفي الخيال العلمي مثل البدلات الفضائية المصنوعة من مواد خفيفة الوزن وتقوم بالاستشفاء الذاتي، وهكذا. إلا أن مثل هذه الأفكار قد تتحقق في القريب العاجل بفضل جهود الباحثين والمطورين في هذا المجال.
وتعليقاً على ذلك يقول جولدين «لا يمكن أن نطلب من علماء الجيولوجية وعلماء المصادر المائية ان يقوموا بتمزيق بدلاتهم الفضائية على كوكب المريخ، حيث إن أبسط الحوادث على هذا البعد الهائل من الأرض ممكن ان تسبب كارثة». كما يتخيل جولدين سفينة فضائية يمكن تغطيتها «بجلد» واق يشابه الخصائص الواقية والالتئام بالطبقة الخارجية لجلد الانسان، اثناء طيرانها في البيئة الفضائية المحفوفة بالمخاطر.
وبالنسبة لكلوزنر، يعتبر التحالف فرصة طيبة له ولمؤسسته لكي يتعرفوا على التقدم الهندسي الذي يزوِّد باحثي السرطان بأدوات جديدة للكشف والتشخيص والعلاج السريع للسرطان، كما انه يعتبر ان الكثير من الاهتمامات لدى الطرفين متشابهة بشكل كبير.
بيولوجيا الفضاء
ولكي يتم تحويل الخيال العلمي إلى واقع، قام جولدين وكلوزنر بدعوة مزيج غيرعادي من العلماء للاجتماع، ويشملون باحثين حصلوا على جائزة نوبل مثل دفيد بالتيمور وهو رئيس معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا وبارخ بلومبيرج وهو عالم احياء يقوم الآن بتوجيه معهد ناسا للبيولوجيا الفضائية. كما تشمل هذه المجموعة التي تضم حوالي 24 باحثاً خبراء أمريكيين بارزين في بيولوجيا الحاسب الآلي، علم الوراثة، الصيدلة، الطب الاشعاعي، علم الاورام وطب الفضاء. وسوف تجتمع المجموعة بالأكاديمية الوطنية للعلوم في واشنطن لكي تقوم بدراسة الأهداف على المدى القصير وخلال السنوات الخمس إلى العشر القادمة بالإضافة إلى خطة طويلة المدى تمتد إلى عام 2020 وهو الوقت الذي يقول جولدين ان البعثة البشرية إلى كوكب المريخ سوف ستنطلق فيه. وتعتمد أكثر الأفكار الثورية على تطوير تكنولوجيا النانو حيث يقوم فيها العلماء ببناء الأشياء ذرة بذرة.
هذا وتجدر الإشارة إلى أن أنظار الباحثين قد بدأت تتجه إلى مجال تكنولوجيا النانو حيث يرى الباحثون أنها سوف تغير كل الجوانب التكنولوجية بدءاً من أجهزة الكمبيوتر وحتى كاشفات السرطان.
المجس الحيوي
كما ان المعهد الوطني للسرطان يقوم حاليا بتمويل إحدى الباحثات بوكالة ناسا «مايا مايابن» لكي تقوم بتطوير أنابيب كربونية بالغة الدقة «نانو» جديدة يمكن استخدامها في المجس الحيوي المتقدم للكشف عن الاشارات الجزيئية في خلايا السرطان، ويتم التمويل من خلال برنامج الابتكارات غير التقليدية التابع للمعهد الوطني للسرطان.
ويقول كل من جولدن وكلوزنر إنهما سوف يعملان على تشجيع المنح التعاونية بين ناسا ومعهد السرطان لتشجيع القائمين على تطوير التكنولوجيا الفضائية الراقية وأبحاث الامراض.
وتنوي كل مؤسسة ان تضع مبلغ 10 ملايين دولار سنويا لمدة خمس سنوات قادمة لهذا الغرض.
ويقول العالم بالتيمور ان التعاون ممكن ان يؤدي إلى توجه جديد نحو العناية الصحية في ضوء حاجه ناسا للعناية برواد الفضاء المرضى الذين يكونون بعيدين عن نطاق مساعدة فرق الاطباء ومعداتهم.
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|