قوانين براءة الاختراع لا تتناسب وبرامج الكمبيوتر حقوق الملكية الفكرية.. تحفيز أم إعاقة
|
* اعداد: طارق راشد
رغم أنها تعتبر ضرورة لحفظ جهود المخترعين، إلا أن قوانين حقوق النسخ وبراءة الاختراع لا تتناسب وبرامج الكمبيوتر، فتدخل هذه القوانين يبطئ من تطوير البرمجيات ويحد من المنافسة.
لقد تزايدت أهمية برامج الكمبيوتر بدءاً من أول جهاز كمبيوتر متعارف عليه، ولعبت البرمجيات دورا حيويا في العالم منذ أن بدأت على شكل آلاف من وحدات الأرقام الثنائية على الورق، وحتى صارت ملايين وحدات الأرقام الثنائية على قطعة رقيقة من المعدن محصورة بين قطعتين من البلاستيك.
لعبت أجهزة الكمبيوتر دورا حيويا في حياتنا جميعا، بدءاً من تسهيلها الرياضيات بواسطة الآلات الحاسبة، وحتى تفعيل حركة المال من خلال ماكينات الصرف الآلي، ولكن بالرغم من كل العون الذي أصبح في متناول يدينا، إلا أننا لم نفعل ما هو في صالح هذه البرامج ولا مؤلفيها، فالبرمجيات بفطرتها عرضة للهجوم، ذلك أنها أولا وأخيرا ملكية فكرية، وليست شيئا ماديا ملموسا، ولذا يسهل نسخها.والبرامج المنسوخة لا تدر أموالا على مبتكريها، فهم يتقاضون أموالا أكثر على البرامج غير المنسوخة، مما يؤدي بدوره إلى التضخم المالي في هذه الصناعة.
ثمة فئتان من الملكية الفكرية، الأولى تتكون من الكتابة، والموسيقى، والأفلام، التي تحميها حقوق النشر، أما الاختراعات والابتكارات فتحميها براءة الاختراع. ولقد ساعدت هاتان الفئتان على العمل بمثابة غطاء واق لضروب عديدة من الأعمال التي لا تشهد أي نوع من التنافس.
ولكن للأسف الأمر ليس بهذه السهولة عندما يتعامل المرء مع مسألة معقدة مثل برامج الكمبيوتر، فالطباعة على الكمبيوتر تعد ضربا من الكتابة، ذلك أن هذه الطباعة تتألف في الأصل من كلمات وأرقام. ولكن عندما يعمل الكمبيوتر على تنفيذها، تتحول وظيفتها إلى وظيفة الاختراع، بحيث تعمل على أداء مهمة بعينها أملاها عليها المستخدم.
وعلى هذا الأساس فالبرمجيات تنتمي إلى كلا الفئتين. فما يحمي البرمجيات في الوقت الحالي بصفة عامة هو حقوق النشر، وذلك بالنسبة لبرمجيات سوق الجملة على الأقل. ولكن البرمجيات الأكثر تقدما وأساليب البرمجة يمكن الحصول على براءة اختراعها، وذلك لأنها ليست واضحة ولا قديمة. وذلك يؤدي إلى العديد من المشاكل التي سنتطرق لها لاحقا.
والمعروف أن حقوق النشر تستمر طوال عمر المؤلف، بالإضافة إلى 50 عاما، ومن الممكن تجديدها، أما براءة الاختراع فلا تستمر إلا 17 عاما ولا يجوز تجديدها.
ليس من الضروري في ظل التقدم الذي تشهده التكنولوجيا الحفاظ على حماية البرنامج لنفس فترة حق النشر، ولكن أحيانا يتطلب الأمر تجديد براءات الاختراع هذه، لنقل لما يعادل عشر تتمة سلسلة من لعبة فيديو أو نسخة1 ،47 من لعبة بوب.
برنامج الرسم، الذي يحتوي على مادة محفوظة بحقوق النشر، برنامج له القدرة على كتابة برنامج شبيه ببرنامج شخص آخر، طالما أن (كود) البرمجة ملك لهم، وليس مستعارا من الآخرين، إن هذا الأسلوب يبقي على التنافس في هذا المجال، مما يؤدي إلى نشوء برمجيات أفضل (ذلك أن الجميع يغلب عليهم الطمع، ولا يودون أن يتخلفوا عن الركب).
فبراءة الاختراع تمنع الفرد من ابتكار برنامج له وظائف شبيهة لوظائف أي برنامج آخر، ومثال على ذلك برنامجا Auto CAD وTrue Space، وهما برنامجان يستخدمان لعمل أشكال ثلاثية الأبعاد.
إن برنامج True Space 2 يعد خرقا لقوانين براءة الاختراع، ذلك أنه يؤدي مهمة شديدة الشبه بتلك التي يقوم بها برنامج Auto CAD الذي ظهر إلى حيز الوجود أولاً.
ولحسن حظ المستخدم، فإن برامج CAD (التصميمات المنفذة بمساعدة الكمبيوتر) ليست بجديدة، فقد مر على هذا النوع من البرامج أكثر من 10 سنوات، دون أن يفكر أحد في الحصول على براءة اختراعها.
ولهذا يتراءى للمرء ضرورة تغيير النظام الحالي. فالقوانين الحالية الخاصة بحماية المادة الفكرية لا يسعها حماية البرامج بصورة كافية، ذلك أنها مشوبة بالضعف الشديد أو التزمت المغرق. إننا في أمس الحاجة إلى ضرب جديد من الحماية.
وأفضل قانون للحماية من الأرجح أن يستمر لعشر سنوات قابلة للتجديد، وهذه الفترة طويلة بالقدر الذي يسمح بحماية برنامج في الفترة التي يفيد فيها المستخدم، ويسمح لتكميلاته وإصدارات جديدة له إذا ما دعت الحاجة. وسيتعين على هذاالقانون أيضا أن يسمح للآخرين بابتكار برامج مشابهة بهدف تشجيع التنافس، وألا يجيز نسخ أي أجزاء من برامج أخرى (ذلك أنه من غير الجائز أن «يقتبس» المرء شيئا ما من برنامج شخص آخر كما هو الحال مع الكتب).
ولكن هناك عدد كبير ممن يتشككون في هذا الاقتراح، ونستطيع أن نستشف وجهة نظرهم.
إن حقوق النشر الراهنة عملت على حماية البرمجيات، بل وستعمل على حمايتها بفعالية، فمن الممكن توفير الحماية لها مثلها مثل غيرها من الوسائط، وهذه وجهة نظر صحيحة أحيانا، فنسخ كتاب يستغرق وقتا طويلا، وقد يتعين على المرء أن يطبع كل صفحة على حدة حتى يحصل على نسخة منها، أو على الأقل أن يستخرج نسخة فوتوغرافية أو يمسح كل صفحة، ومن الأرجح أن يستغرق الأمر وقتا أطول مما يستحق الكتاب، أما عملية نسخ برنامج كمبيوتر فلا تستغرق إلا ثواني معدودة.
ثغرات واضحة
قد يحدث المرء نفسه قائلا إن تغيير القانون سيتسغرق وقتا كثيرا وأموالا طائلة، وقد تستتبع عملية المصادقة على مشروع مثل هذا القانون الجديد معارك شديدة لتغطية مسألة قناة المعلومات الرئيسية هذه، وهذا صحيح أيضا، ولكن الإبقاء على هذه القوانين الحالية سيكلفنا أكثر.
ثمة مشاكل جديدة خطيرة تبزغ بعد أن نتمكن من الحصول على براءة اختراع وظائف البرمجيات الجديدة غير المشهورة، تلك هي أحدث تكنولوجيا، وهي اقتفاء الأثر بواسطة المحركات ثلاثية الأبعاد التي تقتفي أثر الإشعاع، برامج مكافحة الأسماء المستعارة، أو من الممكن الحصول على براءة اختراع ولو مؤقتة بتصفح الإنترنت، مما يعني أن شركة واحدة وبرنامج واحد فحسب هو المسموح له باستخدامه، وغيرها من الشركات التي تود استخدام البرامج سيتعين عليها تسديد قدر كبير من المال للحصول على حقوق النشر.
وكذا، طالما أن جلسات استماع براءة الاختراع تجرى على مدار 3 سنوات في سرية تامة، فقد تعمد الشركة الأولى إلى ابتكار حزمة برامج ثم تتقدم بطلب براءة اختراع، وقد تخلق الشركة الثانية برنامجا أفضل في أثناء ذلك، وقد تصيب نجاحا شديدا، ثم فجأة تنتقل براءة الاختراع للشركة الأولى التي تسعى إلى مقاضاة الشركة الثانية.
إن هذا الموقف يؤدي إلى كساد صناعة الكمبيوتر، فقد كان الأمر أفضل عندما كانت الشركة الأولى تنتقم لنفسها من خلال عمل برمجيات أفضل من ذي قبل (ديل جويرثيو 2224).
ومثال على ذلك برامج شركة لوتس، فقد جرت عادة هذه الشركة على ابتكار برامج تنظيم البيانات، ولقد اعتقد البعض أنهم هجروا عملهم، ذلك أننا لم نسمع بأي جديد عنهم. ولقد وقعنا على الحقيقة المفزعة عند إجراء الأبحاث، فعندما أصبحت براءة الاختراع بالنسبة للبرمجيات مقبولة في بداية تسعينات القرن العشرين، أغلقت الشركة أقسام الأبحاث والتطوير واستدعت مجموعة من المحاميين للحصول على براءات اختراع على كافة تقنيات البرمجة الخاصة بها. وحتى هذه اللحظة كانت هذه الشركة تبيع الحقوق على أنها عملها الأساسي في المقام الأول.
من الممكن أن يغالي المرء كل المغالاة بحيث يطلب الحصول على براءة اختراع أساليب بسيطة لمعالجة البيانات، مثل دعم الفأرة على سبيل المثال. ولكن براءة الاختراع لا يمكن الحصول عليها اليوم من أجل دعم الفأرة، ولكن شيئاً ما دون شك في المستقبل سيحل محل الفأرة كالأداة المفضلة للإدخال على سبيل المثال، فيما قد يصبح مستقبل الحقيقة الافتراضية القفاز هو أداة الإدخال.
لنفترض أن دعم الفأرة هو الذي حصل على براءة الاختراع، فسيتعين على كل برنامج يعتمد على دعم الفأرة دفع نظير حقوق الاعتماد على هذا الدعم، وذلك قد يؤدي إلى زيادة في أسعار البرمجيات (أليست هذه البرمجيات باهظة الثمن بالقدر الكافي؟)، وقلة جودتها، ذلك أن مطوريها سيكون شغلهم الشاغل المسائل القانونية أكثر من أي شيء آخر.
وغني عن القول، ان إصدار براءة اختراع للبرمجيات ليس بالسياسة المحببة، تتبناها شركات كبرى أمثال لوتس ومايكروسوفت (براءات اختراع برمجيات تيسفير)، أما الشركات الأصغر والمستهلكين عادة ما يكونون ضد هذه السياسة.
وحتى في ظل كافة المشاكل القانونية التي تنشأ نتيجة القوانين الراهنة، فهناك المزيد من التعقيدات. والتعقيد وراء قوانين حماية البرمجيات ينتج عنه قدر كبير من الفوضى، فقد كنا نظن أن حقوق النشر مدتها 7 سنوات حتى وقت قريب، لقد تم اجراء استبيان على 15 فرداً في أحد غرف دردشة الإنترنت عن معلوماتهم حول قوانين حماية البرمجيات، ولم يعرف إلا واحد منهم فقط أن البرمجيات يمكن الحصول على براءة اختراعها، فيما ظن 12 منهم أن حقوق النشر تتكلف الكثير، الأمر الذي لامجال له من الصحة.
إن حقوق النشر تتكلف على أكثر تقدير 20 دولاراً، أما براءة الاختراع فتتكلف على الأكثر 10000 دولار، فيما ظن 5 منهم أن حقوق نشر البرمجيات تستمر لسبع سنوات (إن هذا مفهوم خاطئ شائع).
وأخيرا وليس آخرا، ظن10 منهم أنه ما من قوانين تنظم عملية نسخ البرمجيات (إن هذه القوانين موجودة بيد أنها غير فعالة).
التأثير الفعلي
الآن وقد عرفنا جميعا الجوانب القانونية والعملية لحماية البرمجيات، فلنلق نظرة على كيفية تأثيرها عليك، لنفترض أن لديك صفحة ويب، ولديك نقطة ارتباط على هذه الصفحة إلى صفحة أحد اصدقائك، وأن صفحة صديقك هذا تحتوي على نقطة ارتباط إلى موقع معين، وعلى هذا الموقع هناك نقطة ارتباط تصل إلى نسخة مسروقة من برنامج Auto CAD، فيتم القبض على صاحب الموقوع المعين ويقع لا محالة في المتاعب، فيما سيتم استجواب صديقك أو تحميله المسؤولية بناء على فداحة نقطة الارتباط، ومن الأرجح أنك ستتعرض للاستجواب وقد يتم وضع صفحة الويب خاصتك تحت المراقبة لفترة من الوقت.
ومثال على ذلك كما جاء على لسان أحد الكتاب، أن صفحة الويب خاصته كان بها نقطة ارتباط إلى صفحة (الشبكة العجيبة) للأطلال القديمة، وهو عبارة عن موقع يعرض معلومات عن محاكيات أنظمة ألعاب الفيديو القديمة.
وعندما قوضي مدير هذا الموقع من قبل إحدى شركات ألعاب الفيديو (والتي أذكر أن اسمها كان Konami)، تم استجواب ذلك الكاتب أيضا، ولو كانت صفحته تحتوي على أي مواد مريبة، كان من الممكن أن يقاضونه هو الآخر.
من حسن حظه أنه كان كما يتحدث عن نفسه «كنت شديد الكسل حتى أنني أهملت الصفحة، ذلك أنني كنت أخطط لإنشاء صفحة تحتوي بالفعل على ألعاب فيديو قديمة. (من قال ان المماطلة شيء سيئ؟)»، كيف يمكنك مقاضاة شخص ما على جريمة ليست محددة؟ إن ذلك سؤال يطرحه الكثيرون، ما هي نسخة البرنامج؟ هل هي استنساخ مادي للوسط الذي تم نسخها إليه؟ أم أنها نسخة للكود تم تريحلها إلى مكان آخر.. ولكن هذه مشكلة إننا جميعا نعلم أن النسخة الاحتياطية للبرنامج تعد بمثابة نسخة من البرنامج، ولكن هل كنت تعلم أنه حتى تشغيل البرنامج يؤدي إلى خلق نسخة منه؟ نعم، هذه حقيقة.
عند تحميل برنامج ما يتم إدراجه في ذاكرة الكمبيوتر، ويعد من الناحية القانونية نسخة لهذا البرنامج، وبينما أن النسخة لا تبقى بصورة دائمة، إلا أنها تبث لفترة طويلة بالقدر الذي يسمح لها بتأدية مهمة بعينها، ويمكن النظر إليها على أنها شكل من أشكال قرصنة البرامج، برغم ما يشوب هذا التصريح من سذاجة (براءات اختراع برامج تيسفير).
إن كلاً من BBS (أنظمة لوحة الإعلانات، وهي عبارة عن خدمات صغيرة على الشبكة يقوم على إدارتها أشخاص عاديون)، وSysops (مديرو النظام)، مسؤولان من الناحية القانونية عن كافة الملفات المتاحة على أنظمتهم. وبينما يبدو هذا أمر بديهي لأول وهلة، فهذا هو جهاز الكمبيوتر خاصتهم ويجب أن يحيطوا بما عليه، ولكن إن كنت قد سبق لك تشغيل أنظمة لوحة إعلانات من قبل، كنت ستعلم أنه من الصعب إن لم يكن مستحيلا أن تعرف محتويات الكمبيوتر الخاص بك، فإن لأنظمة لوحة البيانات المعروفة باسم PlanetX المملوكة ليست محددة؟ إن ذلك سؤال يطرحه الكثيرون، ما هي نسخة البرنامج؟ هل هي استنساخ مادي للوسط الذي تم نسخها إليه؟ أم أنها نسخة للكود تم تريحلها إلى مكان آخر.. ولكن هذه مشكلة إننا جميعا نعلم أن النسخة الاحتياطية للبرنامج تعد بمثابة نسخة من البرنامج، ولكن هل كنت تعلم أنه حتى تشغيل البرنامج يؤدي إلى خلق نسخة منه؟ نعم، هذه حقيقة.
عند تحميل برنامج ما يتم إدراجه في ذاكرة الكمبيوتر، ويعد من الناحية القانونية نسخة لهذا البرنامج، وبينما أن النسخة لا تبقى بصورة دائمة، إلا أنها تبث لفترة طويلة بالقدر الذي يسمح لها بتأدية مهمة بعينها، ويمكن النظر إليها على أنها شكل من أشكال قرصنة البرامج، برغم ما يشوب هذا التصريح من سذاجة (براءات اختراع برامج تيسفير).
إن كلاً من BBS (أنظمة لوحة الإعلانات، وهي عبارة عن خدمات صغيرة على الشبكة يقوم على إدارتها أشخاص عاديون)، وSysops (مديرو النظام)، مسؤولان من الناحية القانونية عن كافة الملفات المتاحة على أنظمتهم. وبينما يبدو هذا أمر بديهي لأول وهلة، فهذا هو جهاز الكمبيوتر خاصتهم ويجب أن يحيطوا بما عليه، ولكن إن كنت قد سبق لك تشغيل أنظمة لوحة إعلانات من قبل، كنت ستعلم أنه من الصعب إن لم يكن مستحيلا أن تعرف محتويات الكمبيوتر الخاص بك، فإن لأنظمة لوحة البيانات المعروفة باسم PlanetX المملوكة لجون مورس تتلقى 50 مكالمة يوميا، وبطبيعة الحال تطلب 35 من هذه المكالمات إما تحميل البرنامج أو إنزاله، وما من أحد منا يراقب النظام على الدوام، وما من طريقة كذلك تجعل الكمبيوتر يدقق آليا في الأحداث الجارية. ولذا فإن ما يقارب نصف الملفات المحلية على أنظمة لوحة الإعلانات لا نعرف عنها شيئاً.
لنلق نظرة على مثال لأحد أنظمة لوحة الإعلانات وحقوق النشر، كيفية أنهما يتزامنان تزامنا رائعاً، لقد قامت مؤخراً شركة سيجا، التي ابتكرت لعبتي Sega Genesis وSega Gamegear بمقاضاة أنظمة لوحة إعلانات Maphia لطرحها لعبة Sega Genesis في قسم التحميل التابع لها، ولقد كان هذا القسم ضرب من ملكية رقمية مؤجرة كما هو الحال في عالم أنظمة لوحة الإعلانات.
إن البرمجيات التجارية المتاحة للإنزال من قبل العامة على نظامك، كان يجب عليك حذف الملفات بعد فترة وجيزة (ما بين 24 و48 ساعة)، ولسوء طالع أنظمة لوحة إعلانات Maphia لم يكن لديهم تصريح بعدم المسؤولية مقررا أن الملفات يجب أن يتم حذفها بعد فترة التجربة، لذا تسنى لشركة Sega أن تقاضيهم بسبب هذه الملفات، ذلك أنه دون التصريح بعدم المسؤولية ما من دليل يثبت استخدامهم لنظام التأجير الرقمي، ولذا يكون هذا الاستغلال مجحفاً، ذلك أن من يعمل على إنزال البرنامج يستطيع استخدامه للإفادة المادية (دون أن يضطر إلى شراء اللعبة).
إن اللعبة يمكن استخدامها لهذا الغرض في وجود التصريح بالتنصل من المسؤولية، ولكن التصريح بالتنصل من المسؤولية لا يفعل أكثر من أن يعفي مدير أنظمة لوحة الإعلانات من مسؤولية هذه النسخة من البرنامج.
أمثلة أخرى
قضية مماثلة للقضية السابقة تلك التي وقعت بين مجلة Playboy، وأنظمة لوحةإعلانات Frena، لقد كانت أماكن الملفات المحلية على أنظمة لوحة إعلانات Frena كثيرا ما تحتوي على ملفات صور، وعادة ما تكون هذه الصور للكبار فقط، إنني لا أعرف على وجه التحديد كيف حدث ذلك، ولكن مجلة Playboy اكتشفت بطريقة أو بأخرى أن أنظمة لوحة الإعلانات هذه حصلت على صور ممسوحة من مجلة Play boy، ولأنهم استأثروا بحق نشر هذه الصور بأكملها، تمكنوا من مقاضاة مدير أنظمة لوحة إعلانات Frena، ولم يكن مدير أنظمة لوحة إعلانات Frena على علم بوجود أية صور من مجلة Play boy على نظامه.
وبمناسبة ملفات الصور، فإنها تمثل مشكلة لحماية البرمجيات، لنفترض أنك تمتلك ملف صورة يمتلك شخص آخر حق نشره، يمكنك أن تقوم بتحميله على برنامج تحميض الصور، وإضافة كبش عجوز في الخلفية وتصبغ السماء باللون الأحمر، ثم تعمد إلى حذف اسم ملف الفنان، وبذلك تكون قد صارت الصورة شبه محفوظة الحق لك، ذلك أنها مرت بتعديلات كبيرة عما كانت عليه، برغم من أنني لا أوصي أن يخاطر المرء استدعاءه للمقاضاة بسبب صورة مثل هذه.
إن كل ما في وسع المرء أن يفعله هو أن يعمد إلى تغيير قدر كبير من شفرة ملفات الصور. إن بتعتيم الصورة أو تشويشها، أو تغيير تنسيق الملف، أو المزج بين التغيرات الطارئة على الصورة، يصبح الملف بأكمله ملك لك. هل تبدو لك تلك العملية سهلة أكثر من اللازم؟ إنها كذلك في واقع الأمر.
حماية أم إعاقة
إن حقوق النشر وبراءات الاختراع تهدف إلى حماية الوسائط التي تحميها، ولكن فيما يختص بمجال التكنولوجيا، فإنها تعمل على إعاقة التقدم التكنولوجي، إن الاسطوانات المدمجة تحتوي على معلومات كثيرة، وتعد أفضل وسط للموسيقى.
وهناك وسط أقل شهرة من الاسطوانات المدمجة، وذلك هو قرص الفيديو الرقمي DVD، ويتميز عن الأول بتنوعه، واحتواءه على 26 ضعف سعة الاسطوانات المدمجة، وأكثر من 11500 ضعف سعة القرص المرن، أو ما يقارب 17 جيجابايت (مع العلم أن أكبر محركات صلبة تبلغ سعتها 9 جيجابايت). ولكن أقراص الفيديو الرقمية ليست متاحة للجمهور، لماذا؟ ذلك أنها سهلة النسخ، لقد أعدنا جميعا تسجيل الشرائط حيث من السهل القيام بذلك، ولكننا عادة ما نسعى إلى وسائط أصلية ذات جودة أعلى، ذلك أن هناك دائما قدر من التحقير يشوب النسخ (على الرغم من تضائله الآن).
إن النسخة التي يتم الحصول عليها من اسطوانات الفيديو الرقمية هي مجرد نسخة، لا يشوبها أي قدر من التغير ولا داع لشراء اسطوانتها الأصلية.
لقد أرهبت هذه التكنولوجيا الجديدة كافة الشركات الكبيرة، ذلك أن الأمر سيكلفهم 5000 دولار. إن اسطوانات الفيديو الرقمية ستصبح أحد أفضل إنجازات التاريخ القصير للكمبيوتر، ولكن بسبب الاستخدامات المشبوهة التي يمكن استغلالها فيها، لن نراها أبداً، يروق لي أن أشبهها بشبكة الإنترنت، فهي مفيدة جدا، ولكن قابلة للاستغلال في أغراض غير قانونية.
من حسن الطالع أننا قد نشهد اسطوانات الفيديو الرقمية في يوم من الأيام، ذلك أن العديد من الشركات الآن بصدد تطوير ضرب من أنظمة الحماية لها، بهدف صدالمتسلل/الناسخ المحلي.
إن شركة Macrovision على سبيل المثال بصدد إنتاج آلية لمشغل اسطوانات الفيديو الرقمية ستجعلها غير متوافقة مع الفديو (وهي أسهل نظام يتم النسخ إليه، وهي مرادف الاسطوانة المدمجة بالنسبة لشريط التسجيل). وستعمل هذه المعدة على إرسال المخرجات من خلال منافذ خرج سمعية/تلفازية والتي عند تشغيلها على تلفاز، ستظهر عادية، ولكن عند تشغيلها من خلال جهاز فيديو، ستظهر خطوط ملونة تمر على الجانبين عبر الشاشة، وذلك بسبب الفارق بين أساليب عمل الجهازين (روس 134140).
وكما ترون، فإن الأساليب الحالية لحماية البرمجيات تعد معوقا لصناعة البرمجيات، فمشكلاتها تفوق فوائدها، ولكن في وجود قانون جديد، ستتمكن هذه الصناعة من الحفاظ على الفوائد وتقضي تدريجيا على أي عيوب، وبدلا من أن يكون هناك من يبحث عن الشخص الذي كتب شيئا ما يقوم بوظيفة مشابهة، ستقتصر العملية على من الذي كتب برنامجا أقوى من الآخر، وهذا هو ما يعمل على ازدهار هذه الصناعة والتنافس.
وأود أن أضيف أنني سبق وخرقت قوانين حقوق النشر أكثر من 13 مرة حتى أطلع عليكم بهذا التقرير، وذلك عندما قمت بعمل نسخة من كل مرجع باستخدام ماكينة تصوير الكلية (جيمس 16)، على الرغم من أن استخدامها كان قانونيا، ولذا فإنني لست عرضة للمساءلة القانونية.
* هل يمكن حفظ حقوق الملكية الفكرية عالمياً؟
ثمة اتفاقيتان في حيز التنفيذ هذا العام من شأنهما توسيع نطاق القانون الأمريكي الهادف إلى تنظيم استخدام الإنترنت.
لقد أعلنت منظمة الملكية الفكرية العالمية، والتي تعد كيانا عالميا يتألف من ممثلي الحكومات ومهمتها عولمة القوانين، أعلنت عن إرشادات جديدة للحيلولة دون القرصنة الرقمية. وتساعد كل من اتفاقية حماية حقوق النشر واتفاقية الأداء والرموز المكتوبة، واللتان سيتم تفعيلهما على مدار الأشهر الثلاث التالية، تساعد على توسيع نطاق حفظ حقوق النشر لتشمل برامج الكمبيوتر وأفلام الكمبيوتر وموسيقى الكمبيوتر.
إن الاتفاقيتين اللتين تم التوصل إليهما ووضعهما موضع التنفيذ بعد جهد مضن عام 1996، توفران إطاراً عاماً للدول بحيث تعمل على تطوير قوانين قياسية لحفظ حقوق النشر، بيد أن الأمر قد استغرق سنوات عديدة للمصادقة على كل من هاتين الاتفاقيتين من قبل 30 دولة، وهو أدنى عدد للدول يسمح بتطبيق الاتفاقيتين رسمياً.
وفي غضون ذلك، أصبحت الاتفاقيتان أساس قانون حفظ حقوق النشر الرقمية للألفية، وهو أول قانون يُسن لحماية الملكية الفكرية على شبكة الإنترنت.
وتعتقد العديد من منظمات الحماية أن هذا القانون، والذي وصفته شركات الإعلام المحلية على أنه أفضل تطبيق عملي للاتفاقيتين، يعطي للمؤسسات الإعلامية الضخمة وأصحاب حقوق النشر سطوة أكثر من اللازم على التوزيع الرقمي.
إن الشكوى الأساسية التي تعاني منها مؤسسة الواجهة الإلكترونية EFF من جرّاءهذا القانون هو قانون إدارة الحقوق الذي يمنح أصحاب حقوق النشر حق إملاء كيفية استماع الناس إلى الملفات الرقمية وقراءتها والاطلاع عليها.
إن نزاعين قانونيين شديدا الجدل قد رسما خطوط المعركة بين منظمة الحماية وشركات الإعلام.
وقد تم منع مجلة 2600 (2600 Magazine)، وهي عبارة عن منشور للمتسللين، من نشر أية نقاط ارتباط إلى تطبيق حل الشفرات الخاص بجون يوهانسون، وهذا التطبيق يسمح لمستخدم الكمبيوتر بمشاهدة اسطوانات DVD على الكمبيوتر الشخصي.
إن هذا البرنامج له القدرة على كسر الإجراءات الأمنية على الاسطوانات، مما ينتهك الأحكام المشترطة للحيلولة دون التحايل على قانون حفظ حقوق النشر الرقمية للألفية. لقد اتهم يوهانسون الصبي النرويجي بخرق قوانين حقوق النشر التابعة لدولته وهو يواجه حكم بالسجن لمدة عامين.
هذا وقد حُكم على المبرمج الروسي ديميتري سكيلياروف بالسجن لمدة 25 عاما بعد أن اعتقل في لاس فيجاس في يوليو/تموز الماضي، وقد أطلق سراحه بعد ستة أشهر بعد أن أدين بترويج برمجيات خرقت حماية نسخ الكتب الإلكترونية، وتلك فعلة تنتهك قانون حفظ حقوق النشر الرقمية للألفية ولكنها لا تتعارض وقوانين بلاده.
لقد كافحت مؤسسة الواجهة الإلكترونية EFF من أجل إلغاء قانون حفظ حقوق النشرالرقمية للألفية حتى أنها الآن بصدد تحويل أرض معركتها إلى الخارج، على حد قول فريد فون لونمان، كبير محاميي المؤسسة.
وأضاف لونمان قائلاً: «هناك بعض من الناس يدعون أن القوانين الأمريكية كانت تتوافق وهذا القانون، إذا أردت أن تزور نسخة عمل محمي، فيجب عليك أن تنسخه أولا، وكانت حقوق النسخ محمية في الأصل.
ولكن (مبتكر قانون حفظ حقوق النشر الرقمية للألفية) بروس ليمان وغيره قاموا بتوسيع نطاق حمايات صاحب حقوق النشر بحيث أصبحت الولايات المتحدة الأمريكية هي حاملة شعار الملكية الفكرية».
«إن قانون حفظ حقوق النشر الرقمية للألفية يتوافق واتفاقية مركز التجارة العالمي ثم يتجاوزها بمراحل، لقد تبنت الولايات المتحدة قانون حفظ حقوق النشرالرقمية للألفية بالفعل قبل أن يطلب منا العمل به بفترة طويلة من قبل القانون الدولي، والآن فإننا نصل إلى الناس في جميع أنحاء العالم ونطلب منهم ضرورة تطبيق مثل هذا القانون».
إن مؤسسة الواجهة الإلكترونية EFF تتمنى أن تحول دون تطبيق هذا القانون في البلاد الأخرى طالما أن الاتفاقيتين توفران إطاراً عاماً تستخدمه الدول كل على حدة من أجل سن القوانين القومية، لقد اتحدت مؤسسة الواجهة الإلكترونية EFF مع فرعها في كندا، وأثارت بعض التعليقات في نيوزيلندا وعملت مع شركة Eurorights.org الإنجليزية وكذا مع المجموعات الألمانية.
وقد تخلفت بعض الدول صاحبة أكبر الاقتصاديات عن هذه الاتفاقية، على الرغم من مصادقة 30 دولة عليها.
وقد رفض الاتحاد الأوروبي (المكون من 15 دولة، بما في ذلك ألمانيا وإيطاليا)، واليابان والصين تبني هذا الإطار.
ولكن الشركات الإعلامية الدولية الضخمة لا تحث على المصادقة على هاتين الاتفاقيتين فحسب بل تعمل على تفعيلهما أيضا.
إن شركات مثل سوني اليابانية وبيرتلسمان الألمانية يزداد قلقها بسبب الدعاية الدولية التي حازتها هذه القضايا، على حد قول نيل تيركفيتس، نائب رئيس اتحاد صناعة التسجيل الأمريكي، وممثل صناعة الموسيقى بمنظمة الملكية الفكرية العالمية التي اجتمعت في جينيف منذ ست سنوات.
ويضيف تيركفايتس بقوله: «إن حقوق النشر قومية الآن، وما من شيء يسمى القانون الدولي لحقوق النشر، إن الأمر في غاية البساطة، ولكن هذه الاتفاقيات تساعد على التوفيق بين القوانين وإجراءات الحماية بأكبر قدر ممكن، إن هذا القانون من شأنه أن ينتزع الأسباب التي تسمح لهذه الشركات بالتحرك على طبيعتها، وذلك لأن هناك مستوى منتظم سيتم وضعه، إن الإنترنت في قوة أضعف نقطة ارتباط عليها».
ولم يتم اعتقال سكيلياروف إلا عندما وصل إلى أمريكا، بيد أن ذلك الوضع من الممكن أن يتغير لو تبنت روسيا هاتين الاتفاقيتين، وستتعقب منظمات حقوق النشر في هذا البلد المبرمجين أمثال سكيلياروف.
إن هاتين الاتفاقيتين أيضا ستسهلان عملية الإيقاع بالوافدين الأجانب أمثال نيكلاس زينستروم، رجل الأعمال الهولندي.
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|