هل يسحب البرنامج الجديد البساط من تحت (ويندوز) ؟
(وورك بلايس) خيار مفتوح لمستخدمي الكومبيوتر المكتبي
* إبراهيم الماجد :
|
بعد أن ظلت البرمجيات ذات المصدر المفتوح لفترة طويلة تمثل تسلية لهواة الكومبيوتر والمعلوماتية بدأت تتخذ لنفسها موقعا في السوق التقليدي للبرمجيات محدثة بذلك تعديلات في خطط شركات كبرى ترى فيها خطرا ماثلاً. وتعاظم الخطر عندما قامت شركات ضخمة ك (أي بي أم) و (اوراكل) بدعم أنظمة التشغيل المفتوحة المصدر ك (لينوكس) باعتباره النظام الذي تكمن فيه القدرة على استبدال نظام (ويندوز) الذي طورته شركة (مايكروسوفت). وأملت الشركتان من ذلك أن تفقد (مايكروسوفت) بعضا من السوق الذي تسيطر عليه. وفي آخر خطوات الحرب المستعرة على جبهة (آي.بي.أم) و(مايكروسوفت) اطلاق (آي.بي.أم) لبرنامج عمل مكتبي جديد يرتكز على نظام (لوتس) المفتوح وقد أطلقت عليه اسم (وورك بلايس) Workplace.
ويكمن الهدف الأهم من البرنامج الجديد في سحب البساط من تحت مايكروسوفت في ما يتعلق ببرامج التشغيل الخاصة بأجهزة الكومبيوتر الشخصي. ذلك أن (آي بي أم) وبالرغم من كونها الشركة الكبرى الثانية عالميا في الترتيب خلف (مايكروسوفت) إلا أن غالبية برامجها المعتمدة على المصادر المفتوحة تستهدف مخدمات الكومبيوتر الضخمة في وقت تسيطر فيه (مايكروسوفت) على سوق أنظمة تشغيل أجهزة الكومبيوتر الشخصية. إذ أن 90 بالمائة من هذه الأجهزة تعمل على نظام تشغيل (ويندوز).
خطوات نحو التغيير
لكن ذلك قد يكون بداية الطريق إلى التغيير. فإطلاق (وورك بلايس) الذي يعمل على أجهزة الكومبيوتر الشخصية، يشكل بديلا أقل كلفة وبنوعية جيدة قد يتمكن من منافسة مايكروسوفت في عقر دارها. غير أن هذا البرنامج لا يستهدف مستخدمي الكومبيوتر المنزلي بل الشركات والمؤسسات التي تملك عددا كبيرا من الأجهزة الموصولة على شبكة داخلية يديرها نظام مركزي.
ويعتمد البرنامج على دمج مجموعة من البرمجيات الخاصة بالعمل المكتبي المبنية على المصادر المفتوحة (لا سيما مشروع OpenOffice. org) لتطوير برنامج وسيط (middleware) وهي طبقة من البرامج تعمل على سطح أنظمة التشغيل المختلفة مقللة بذلك من أهمية النظام بحيث أن غالبية التطبيقات تكتب لتعمل على هذا البرنامج بدلا من العمل على نظام التشغيل المستخدم.
البرنامج يشكل حلا يساعد على إدخال نظام التشغيل (لينوكس) على الأجهزة المكتبية وهو متوفر بالنسخة العربية. ويتضمن بحسب الكيلاني برنامجا لإرسال البريد الإلكتروني واستقباله وإرسال الرسائل الفورية ورزنامة وإدارة الوثائق وإدارة فرق العمل المشترك وقاعدة بيانات صغيرة ونظام لعمل التطبيقات الشبكية خلال انقطاع الإنترنت والتطبيقات المكتبية التي تشمل برامج الطباعة والجداول والعروض. ويمكن الوصول إلى كل ذلك من خلال متصفح الشبكة) .
نظام الإدارة والاستخدام
وتتم إدارة مجموعة الأجهزة العاملة على هذه البرامج من خلال خادم بنظام (ويب سفير) (Websphere) من (آي.بي.أم) . ويمكن استخدام هذه البرامج على أجهزة الكومبيوتر المكتبية والمحمولة والوحدات الطرفية المستخدمة في المتاجر والمساعدات الشخصية الرقمية (بالم وغيرها) والهواتف النقالة. وقد يبدو من الخطورة المراهنة على إمكانية أن يلغي هذا البرنامج الجديد استخدام أنظمة التشغيل (ويندوز) لكن (اي.بي.أم) تراهن على عامل الوقت على ما يبدو. فالشركة كانت تحضر لهذه المبادرة منذ بضع سنوات إلا أن توقيت إنزال البرنامج جاء في وقت ما زال نظام التشغيل الجديد من (مايكروسوفت) المسمى (لونغهورن) ينتظر العام 2006 لإطلاقه كما أن أي تجديد في برنامج (أوفيس) لن يرى النور قبل ذلك. وبالتالي فإن دخول برنامج (آي بي أم) إلى السوق يشكل فرصة لتعرف المستخدمين عليه وبالتالي التعود ربما وجعلهم في المستقبل يعرضون عن استخدام أنظمة غيره. غير أن محاولات شبيهة في الماضي باءت بالفشل أو هي على الأقل لم تتقدم كثيرا. فالأشكال التبسيطية للعمل المكتبي التي يقدمها هذا النوع من البرامج قد لا ترضي كثيرا مستخدمي الكومبيوتر المعتادين على مجموعة واسعة من الإكسسوارات البرمجية.
غير أن (آي.بي.أم) تراهن على أن عددا واسعا من مستخدمي الكومبيوتر ليسوا بحاجة إلى كل ما يقدمه برنامج (ويندوز) و(أوفيس) من مايكروسوفت وبالتالي فإن استخدامهم لبرنامجه الجديد يؤمن لهم حاجتهم بسعر أقل.
قد لا يكون من المنطقي توقع (ثورة) تحدثها (آي.بي.أم) بين ليلة وضحاها لأن أي مستقبل لهذا البرنامج سيكون بيد الشركات التي ستجربه ثم تقرر ما إذا كانت ستعتمده خلال السنتين المقبلتين.
.....
الرجوع
.....
| |
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 