الاتصال عبر الإنترنت انتشار عالمي ومنع لبناني!
|
* إبراهيم الماجد
تشهد خدمة (الاتصالات عبر الإنترنت) Voice over Internet Protocol (VoIP) ازدهاراً لا سابق له في أنحاء العالم، مع ارتفاع معدلات مستخدمي الكمبيوتر والإنترنت. وتشكل هذه الخدمة التي ظهرت مع انتشار خدمة الإنترنت بديلاً منخفض الثمن عن الاتصال عبر الهاتف الثابت والخليوي. تورد (مجموعة غارتنر) لدراسات السوق عن هذه الظاهرة أن حوالي 35 في المئة من السكان في الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي سيتخلّون تدريجاً عن استخدام الهاتف الثابت بحلول السنة 2009.
وتضيف (غارتنر) ان المستخدمين سيتحولون إلى الاتصالات المعتمدة على الإنترنت والخليوي. وبحسب تقرير شركة (غارتنر) أيضا فإن 70 في المئة من الاتصالات الصوتية عبر العالم ستحول اتصالات لاسلكية سنة 2009. ويعود سبب ذلك إلى انخفاض تكلفة الهواتف الخليوية والاتصالات عبر الإنترنت وانتشار الخليوي والإنترنت بشكل أوسع في دول كالصين والهند.
وتقول الشركات التي تصنّع برامج الكترونية للاتصالات عبر الإنترنت أن المستخدمين باتوا متقبلين لهذه التقنية. ويشكل تزايد الاقبال على الاتصالات عبر الإنترنت أمرا بوجهين بالنسبة إلى شركات الهواتف التقليدية. فمن ناحية سيزيد استخدام الاتصالات عبرها لتلبية اتصالات الإنترنت، لكن ستنخفض معدلات الاتصالات الصوتية المعتمدة على شبكاتها. وتسعى شركات اخرى إلى توفير الاتصالات الدولية لمشتركي الخليوي عبر تكنولوجيا الاتصالات عبر الإنترنت. وبحسب (غارتنر) فإن نحو ثلاثة مليارات انسان عبر العالم سيشتركون في خدمة الهواتف الخليوية بحلول السنة 2010.
انتشار
وتتوقع شركة الاتصالات الأمريكية AT&T أن تستقطب في نهاية السنة المقبلة، حوالي مليون مشترك في نظام الاتصالات عبر الإنترنت، بينما تقول شركة الاتصالات Comcast إنها تعمل على تأمين هذه الخدمة لجميع زبائنها بحلول السنة 2006.
لكن شركات الاتصال والخبراء يختلفون حول مستقبل هذه الخدمة. فبينما يرى بعضهم أن تكنولوجيا إرسال الصوت عبر الإنترنت ستهيمن على أسواق قطاع الاتصالات الصوتية، يرى البعض الآخر أنها لم تنضج بعد وأن تنظيم عملها لا يزال مبهماً.
ويقول البعض: إن الواضح حتى اليوم من الاتصالات المعتمدة على الإنترنت أنها تجمع الاتصالات الصوتية وتحولها (بيانات)Data ثم ترسلها على متن موجات (الاتصالات العريضة)Broadband. ومن الإيجابيات الأولى لهذه التكنولوجيا التكلفة الضئيلة بسبب قدرتها على تفادي المصاريف التي تترتب على خطوط الهاتف التقليدية.
كما أنها تفتح مجالات جديدة في عالم الإنترنت، مثل السيطرة على الرسائل الصوتية وإرسالها انطلاقا من المواقع الإلكترونية. وهذه أبواب منوعة دفعت شركة الاتصالات البريطانية PLC للتخطيط إلى تحويل شبكاتها كاملة إلى تكنولوجيا VoIP بحلول سنة 2008.
تحوّل إجباري
وتقول (غارتنر): إنه من الحيوي لشركات الاتصالات التقليدية أن تسعى إلى تزويد زبائنها بخدمة الاتصالات اللاسلكية والاتصال عبر الإنترنت، إذا أرادت أن تستمر بالعمل في سوق الاتصالات.
وفي النهاية على أي شركة أن تسعى إلى تقديم الخدمات التي يطلبها الزبائن لا العكس.
وحالياً، تعمل عدة شركات اتصالات أرضية على إدخال الخدمة اللاسلكية ضمن لائحة خدماتها الاعتيادية، على أن تمكن المستخدمين من دفع فاتورة واحدة لتكلفة اتصالاتهم الأرضية واللاسلكية.
لكن في حال استمرت أسعار اتصالات الهواتف الخليوية بالتراجع، فقد يصبح من الصعب إقناع المستهلكين بحاجتهم إلى هاتف أرضي في منازلهم. كما أنه من الأساسي لشركات الاتصالات أن تعمل على تجديد شبكاتها وتطويرها لتتمكن من تلبية طلبات الزبائن الذين يملكون منازل مليئة بالأجهزة الإلكترونية التي تتيح التحكم من بُعد في الأجهزة الكهربائية، وهو ما يُطلق عليه اسم (المنزل الإلكتروني). وتعتبر غارتنر أن شركتي الاتصالات البريطانية والكورية الجنوبية هما الرائدتان عالميا في هذا المجال.
مستلزمات الخدمة
لا يستدعي الاتصال عبر الإنترنت الكثير من المتطلبات. كمبيوتر واشتراك في الهاتف الثابت سيكون كافياً. هذا من ناحية المتطلبات التجهيزية، أما من الجانب الآخر فيجب النظر إلى تفاصيل أخرى.
ألا يجب أن تسمح القوانين الوطنية بهذا النوع من الاتصال. لبنان مثلاً يمنعها، بل يعاقب عليها وخصوصاً عندما تصبح مستخدمة تجارياً. السبب الذي أعلنته وزارة الاتصالات منذ أعوام لتبرير المنع هو أن هذه الخدمة تحرم خزينة الدولة عائدات الاتصالات الصوتية الداخلية والخارجية، مع الإشارة إلى أن الاتصالات الدولية التي يجريها اللبنانيون إلى الخارج والعكس تشكل ربحاً سهلاً لخزينة الدولة. وفي انتظار سماح وزارة الاتصالات اللبنانية بالاتصالات عبر الإنترنت من خلال تنظيمها ووضع قوانين لاستخدامها، يستطيع اللبنانيون التوفير في تكلفة الاتصالات الدولية عبر امتلاكهم جهاز كمبيوتر وعبر اشتراكهم بالإنترنت في منازلهم.
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|