ضمن مشاريع برنامج التعاملات الإلكترونية الحكومية (يسّر)، يبرز مشروع نظم المدفوعات الإلكترونية (سداد)؛ فمع تدشين نظام سداد رسمياً نهاية يونيو الماضي، من قبل محافظ مؤسسة النقد العربي السعودي الأستاذ حمد السياري، تسجل المملكة خطوة مهمة وقوية في مجال التعاملات الإلكترونية. وسداد هو نظام مركزي لعرض ودفع الفواتير والمدفوعات الأخرى إلكترونياً في المملكة، ويتبع لمؤسسة النقد العربي السعودي، ومهمة النظام الأساسية هي: تسهيل وتسريع عملية دفع الفواتير والمدفوعات عبر جميع القنوات المصرفية في المملكة (فروع البنوك، أجهزة الصرف الآلي، الهاتف المصرفي، الإنترنت).
وظهرت الحاجة بشكل أكبر إلى مثل هذا النظام، مع قيام عدد محدود من البنوك المحلية بتقديم بعض الخدمات المحدودة لبعض القطاعات، ورفض البعض الآخر لها، كونها غير مجدية اقتصادياً من جهتهم، ورغبة من المؤسسة في دعم وتشجيع التعاملات الإلكترونية ودعم الاقتصاد الوطني من خلال تشجيع الشركات والجهات المستفيدة (أياً كان حجمها) والمستخدمين على التحول للقنوات الإلكترونية؛ فكانت فكرة سداد أن يكون نظاماً مركزياً يضمن الكفاءة التشغيلية والعدالة لجميع الأطراف، ويسهل الارتباط بين جميع البنوك المحلية والمفوترين والمستخدمين، متجاوزاً عقبة الربط المعقد والتداخلات والتكلفة العالية السابقة، بطريقة ربط واحدة بين جميع البنوك المحلية وجميع المفوترين من خلال نظام سداد.
إن الفائدة الكبرى للمستخدم العادي تكمن في إمكانية السداد عن طريق حسابه في أي بنك محلي، من خلال أي قناة يرغبها (الفرع، الهاتف المصرفي، أجهزة الصراف الآلي، الإنترنت) مع مرونة خيارات السداد (كامل المبلغ أو جزء منه) وضمان وصول السداد بشكل آني لتلافي مشكلات التأخير أو عدم تسلم المبلغ. أما المفوترون فيقصد بهم الجهات المصدرة للفواتير والراغبة في تحصيلها، ويبلغ عددها حتى الآن قرابة 20 جهة وفقاً لموقع سداد الرسمي.
الخدمات التي يقدمها سداد:
* منح الجهات المفوترة التي ترغب تحصيل مستحقاتها من عملائها القدرة على تحصيل مستحقاتها إلكترونياً عن طريق جميع القنوات البنكية المتاحة في المملكة، وتشمل حالياً 1308 فروع مصرفية و6519 جهاز صرف آلي (وقريباً عبر أجهزة نقاط البيع)، إضافة إلى قنوات الهاتف المصرفي ومواقع البنوك على الإنترنت، والتي تقدمها جميع المصارف المحلية في المملكة بحيث يستطيع أي شخص في أي مكان في المملكة أو حتى خارج المملكة أن يستخدم خدمة سداد دون تسجيل مسبق في النظام.
* تستطيع الجهات المفوترة الاختيار بين تقديم خدمة الدفع المسبق دون فاتورة (مثل بطاقة الهاتف المسبق الدفع)، وخدمات دفع الفواتير العادية أو كليهما في نفس الوقت، وكذلك الاختيار بين خدمة الإشعار الفوري أو غير الفوري بعمليات تسديد العملاء، وذلك بحسب احتياجات ومتطلبات الجهة.
* لا يوجد حاجة إلى فتح حسابات في كل البنوك؛ حيث إن سداد يجمع المبالغ المدفوعة للمفوتر من جميع البنوك المرتبطة مع سداد وتحويلها إلى الحسابات البنكية للمفوترين في يوم عمل واحد.
* تقديم تقارير دورية للمفوترين عن جميع عمليات الدفع والتحويل عن طريق سداد ومطابقة الحسابات.
* توفير منفذ إلكتروني Portal* للجهات المفوترة ليكون بمثابة وسيلة اتصال يمكنهم من معرفة ومتابعة جميع تفاصيل العمليات المرتبطة بسداد، والتي تحدث بشكل فوري، ويسمح لهم بإرسال الشكاوى أو الاستفسارات.
* توفير مركز لخدمات العملاء لخدمة البنوك والمفوترين على مدار الساعة، ويقدم خدمات الدعم الفني والتقني.
وقد تم اختيار (سداد) مؤخراً كإحدى أكثر المبادرات الحكومية ابتكاراً في المنطقة من قبل جامعة هارفارد في دراسة تم تمويلها من قبل شركة الاتصالات السعودية، ويظل - من وجهة نظر شخصية - كذلك، كأحد أفضل المبادرات تجاه قطاع الأعمال الصغيرة والمتوسطة، والإلكترونية كذلك لتطوير أعمالها.