* إعداد : محمد شاهين

لست متأكداً بماذا ستهدي الصغير في عيد ميلاده، أو يمكن أن تكون قلقاً من محتوى اللعبة التي ستهديها له؟ إليك الحل لا شك أن الألعاب الترفيهية والإلكترونية مثلها في ذلك مثل أي وسيط ترفيهي تتمتع بشعبية عريضة. فهناك الألعاب الثابتة وألعاب الرماية وألعاب تقمص الأدوار وألعاب المغامرات والألغاز وعدد من أنواع الألعاب الأخرى. ولا ينكر أحد حقيقة أن المقصودين بهذه الألعاب هم جيل المراهقين والأكبر قليلاً. والمشكلة أنه ليس من السهل دائما اختيار لعبة الفيديو المناسبة لابنك أو ابنتك خصوصا في وجود ألعاب مثلHALO 2، RESIDENT EVIL 4 GOD OF WAR الذين تسيطر عليهم روح العنف والرعب بشكل كبير. قصة طويلة قصيرة لا بد للآباء التفكير فيها بشكل جاد. وفيما يلي نحاول الإجابة على بعض التساؤلات والاستفسارات التي لا شك تدور في أذهان الآباء والأمهات حول ألعاب الفيديو التي يتداولها أبناؤهم.
* في أي سن يمكن أن أسمح لابني أن يلعب ألعاب الفيديو؟
في البداية يجب أن ننوه على أن المسألة تختلف من أب لأب حسب أسلوب التربية التي يتبعها مع أولاده. ولذا سنتكلم في هذه النقطة متخيلين أن الطفل في عمر الثالثة. ويمكن القول أن هذا العمر جيد إذا ما أراد الآباء تعريف أبنائهم على هذا العالم الإلكتروني وتسليتهم في نفس الوقت وكذلك تمضية وقت أطول مع الطفل وأخوته دون أن يضطروا للخروج بهم. أما بالنسبة للآباء الذي يشعرون أن سن الثلاث وأربع سنوات هي سن مبكرة جداً لتحطيم أيادي صغارنا على أذرع اللعب، فيمكن أن تكون نتائج دراسة تم إجراؤها مؤخراً بواسطة المعهد القومي للإعلام والأسرة مهمة في هذا السياق.
لقد أجرت المنظمة البحث على 657 طفلا صغيرا بين الصف الرابع والصف الثاني عشر لدراسة عادات اللعب. ووجدت الدراسة أن نسبة 87% يتراوح سنهم بين 8 و17 سنوات يمارسون ألعاب الفيديو في البيت، والنسبة الأخرى 92% من الأولاد و80% من البنات متعلقون بهذه الألعاب. وتظهر تلك الإحصائية أن معظم الآباء يسمحون بألعاب الفيديو أثناء أو قبل انتهاء المدرسة الابتدائية.
* كم من الوقت يمكن أن يلعبه الطفل قبل إن يأخذ راحة وعلى أي بعد نظري يجب أن يجلس؟
نصيحة عامة قالها أطباء العيون ونصح بها الأمهات أن يجلس الطفل على بعد حوالي أربع أو خمس أقدام من التليفزيون. وفكرة جيدة أيضا أن تكون هناك إضاءة محيطة عليا حتى لا يكون اللعب في الظلام. فتلك المسافة والإضاءة مهمان لتقليل الضغط على العين وحفظها قدر الإمكان من الأمراض. أما بنسبة لمدة اللعب، فلا يمكن لأحد سواء كان كبيراً أو صغيراً أن يلعب لأطول من ساعة ثم يتلوها براحة مدتها من (10 إلى 15 دقيقة).
وبالنسبة لكل ما تم ذكره بأعلى فإنه يجب المراعاة عند تعلم الطفل بأن هناك أماكن أخرى بالمنزل غير الأريكة. أي بمعنى أننا يجب ألا نترك الطفل حبيس الأريكة والتلفاز لكي لا يصاب بالوخم والكسل والسمنة أيضا.
* هل ألعاب الفيديو ضارة بصحة الطفل؟
وعلى الجانب الآخر هل هناك مميزات لألعاب الفيديو؟
هناك بحث أجرته عديد من المنظمات العلمية التي أظهرت أن الكمبيوتر والتلفزيون يتسببان في مرض قصر النظر وبالطبع هناك تقارير عديدة بأن هوايتنا تلك لا تسبب (قصر النظر). فالإجابة ما زالت معلقة بخصوص أن ألعاب الفيديو تسبب دمار العينين، ولكن الطبيعي أن العين يجهدها كثرة اللعب وكثرة متابعتها للحركات السريعة والألوان الزاهية التي تتكرر على الشاشة من شأنها أن تضعف قوة الإبصار.
* ماذا عن باقي المشاكل البدنية؟ هل تسبب ألعاب الفيديو السمنة؟ هل تسبب دمار خلايا المخ مثلاً؟
أظهرت معظم دراسات أن ممارسين ألعاب الفيديو أكثر ذكاءً من هؤلاء الذين لا يمارسونها كما أن لديهم استعدادات كبيرة للتفوق الدراسي والرياضي. ثم أثبتت دراسات أخرى أن ممارسي الألعاب يعانون من صداع مزمن وآلام في اليدين تشبه آلام المفاصل. أما على المستوى النفسي فإن كثيرا من الدراسات النفسية تبين كثير من التأثيرات النفسية لألعاب الفيديو. حيث أظهرت بعض الدراسات أن المنتظمين في اللعب ميالون أكثر للعنف والعدوانية أكثر من هؤلاء الذين لا يلعبون بانتظام، ولكن مرة أخرى تظهر بعض دراسات أن ألعاب الفيديو لها أثر مهدئ على الأطفال، لأنهم ينفثون عن غضبهم خلال تلك الخيالات وبهذا يكونوا أقل عدوانية ويستخدمون عقولهم أكثر تجاه أي مخاطر في الحياة الواقعية.
* ماذا يعني كل هذا؟
بكل تلك التقارير المتضاربة والتدهورات الصحية المذكورة، فلا يوجد هنا إجابة خاطئة أو صحيحة. وحتى يظهر إجماع عام من الباحثين ومسؤولي الصحة فإن مخاطر وميزات ألعاب الفيديو مطروحة للمناقشة مثلها مثل الأفكار السياسية والآراء الرياضية والفريق الرياضي المفضل وهكذا.
أذكر بعض برامج الكمبيوتر التعليمية جيدة المستوي لأطفال الابتدائي يكون الأطفال كالإسفنج في بين سن الخامسة والعاشرة. فهم يمتصون كل معلومة تلقى أمامهم ولديهم فضول شديد لاختبار أشياء جديدة مهما كانت وكلها بالنسبة لهم متعة. وفي هذه السن يكون التعقل هو الأسلوب الأمثل لحل المشاكل والنقاشات. ويحب الأطفال في هذه السن أن يتعدوا الحدود. وبسبب هذا السلوك الدائم التطلع فإنه يكون أفضل وقت لتقديم ألعاب الألغاز والخلفيات الثابتة، حتى يصلوا لمرحلة المراهقة فيسمح لهم بألعاب الحركة.
* ماذا ترشح لطلاب مرحلة التعليم المتوسطة؟
يمر الأطفال بتغيرات كبيرة عند بلوغهم سن 11 إلى 13. فإن قدرتهم على التحايل وإصدار ردود الأفعال شديدة الذكاء تتضاعف عشر مرات. وفي هذه المرحلة قد تبدأ مرحلة البلوغ عند البعض من هذه الفئة السنية، ويكون لديهم شكوك كثيرة في أنفسهم في تلك المرحلة خاصة كما يكون لديهم رغبة شديدة في البقاء مع أصدقائهم أكثر من رغبتهم في البقاء مع عائلاتهم. أمر متوقع من أبناء تلك المرحلة العمرية أن يرغبوا في توسيع آفاقهم ورغبة أكثر في خوض ألعاب تنافسية بها أكثر من لاعب.
* ابني في المدرسة الثانوية، ما هو الأفضل لأبناء تلك المرحلة؟
شدة انهماك في أمور نفسية، هرمونات نافرة، ممتلئ بالغضب. أنا أتكلم عن مراهقين في سن 14 إلى 17 والذين سيرغبون كجزء من النضوج في الخروج مع الأصدقاء ولعب ألعاب الفيديو في بيوتهم أكثر من رغبته في بيته. وفي تلك المرحلة سيرغب المراهق في لعب الألعاب التي يسمع عنها من أصدقائه أو من موقع إلكتروني، ولكن إذا لم تسمح بها في بيتك فمازال هناك العديد من برامج الكمبيوتر للتمتع بها.
* ما أفضل الألعاب التي أستطيع لعبها مع أطفالي؟
هناك فوائد كثيرة في اللعب مع أطفالك. فبجانب أنك ستحظى أنت نفسك على متعة، فانك ستستطيع مراقبة أفعالهم وتعليمهم قيم العمل والتعاون الجماعي في نفس الوقت. الجيد أن هناك العديد من الألعاب الودية التي تتطلب تعاون الأطفال معا، وهي ألعاب تنافسية أيضا بحيث يمكن أن تبدأ فوراً في لعبها مع أبنائك.
* هل هناك أي نظام أفضل من الأخر، نظراً للأطفال؟
الجواب السياسي المناسب هو لا، ولكن الحل الأمثل الحقيقي هي ألعاب النينتيندو. ففي محلات الألعاب قام الموزع الياباني بوظيفة رائعة في تطوير ألعاب خلفيات ثابتة تستطيع كل الأسرة التمتع بها بغض النظر عن السن. أما إذا كنت من النوع الصبور فهناك فرص جيدة لأن يصبح (NINTENDO REVOLUTION)، هو أفضل وسيلة عائلية ترفيه.
* هل هناك نظام تقييم يحدد مضمون اللعبة؟
بالتأكيد هناك لجنة تقييم برامج الكمبيوتر الترفيهية ESRB، وهي الجسم الصناعي الذي يدير نفسه بنفسه لبرامج الكمبيوتر الفعالة.
وتعمل تلك المجموعة منذ حوالي 12 سنة الآن (وكانت سابقا تعرف ب ISDA) وتصدر أكثر من ألف تقييم سنويا. وحتى الآن هناك ما يقرب من 600 صانع ألعاب سلموا منتجاتهم إلى ESRB، وفي عام 2005 هناك 55% من برامج الكمبيوتر تم منحها درجة EVERYONE أو أقل قليلاً. وفيما يلي نظام تقييم البرامج التابع لESRB كما هو مشروح على موقعهم الرسمي على الشبكة:
1- (EARLY CHILDHOOD (سنين الطفولة الأولى): فما يتم تقييمه بهذه الدرجة يكون مضمونها مناسب لسن ثلاث سنوات أو أكبر. ولا تحتوي على ما قد يجده الآباء غير ملائم. ويرمز له بالرمز EC، بحيث يجد الآباء هذه الرمز على الألعاب.
2- (EVERYONE) الكل: ورمزه E وهو مناسب لسن 6 سنوات أو أكثر، وقد تحتوي هذه الفئة على بعض الكارتون والخيال والعنف الخفيف أو استخدام طفيف للغة السيئة.
3-EVERYONE 10+ الكل 10+): ورمزه E10+، ويكون محتواه مناسباً لسن 10 سنوات ولأكبر، ويكون به نسبة كارتون أكبر وخيال وعنف طفيف ولغة خفيفة وقد يحتوي بعض التلميحات الإباحية الطفيفة.
4- TEEN المراهقة: ورمزه T ومحتواه مناسب لسن 13 أو أكبر. قد يوجد به بعض المشاهد غير المستحبة وبعض الألفاظ غير اللائقة وقليل من مشاهد العنف والدماء.
5- MATURE )ناضجون): ورمزه M، ويكون مناسب لسن 17 وأكبر. ويحتوي على عنف شديد ودماء وجروح. كما تزداد فيه الإيحاءات الجنسية واللغة البذيئة.
6- ADULTS ONLY للكبار فقط: ورمزهAO وهو لا يناسب من هو أقل من 18 سنة، وبه كثير من مشاهد العنف والمحتوى الجنسي والعري. وبالإضافة إلى التقييمات السابق ذكرها، تخص ESRB كل تصميم ببعض التعليقات التي تشرح لماذا حصل على تلك الدرجة أياً كانت في التقييم النهائي وتشير التعليقات إلى ألعاب تحتوي على دم، أو عنف أو إباحية أو مخدرات. في النهاية لا بد أن نقول أننا قد لا نجد هذه الدرجات من الألعاب داخل بلادنا نظراً للرقابة التي تنقي مثل هذه الأمور، ولكنه الصيف حيث يخرج الجميع إلى إجازات في الخارج حيث يمكن أن تكون هذه الألعاب متاحة وتحت أمر من يريد شراءها. ولذلك وجب التنبيه على الآباء.
كلمة أخيرة: كل أب وأم لهم أسلوبهم الخاص عن غيرهم في تربية أبنائهم، ولا يوجد طفلان متشابهان، ولكن آمل بإخلاص أن تكون تلك المقالة قد أفادتكم، حتى ولو بشكل خفيف، بقراراتكم النهائية بغض النظر عن ما هم.
 

..... الرجوع .....