كُتَّاب فيروسات الكمبيوتر عباقرة أم إرهابيون؟
|
قد يدخل الرعب والجزع لبعض مستخدمي الكمبيوتر لسماع بعض الاسماء لكتاب فيروسات الكمبيوتر كأمثال بلاك بارون، المنتقم الغامق او سبانسكا،
والرجل الذي لا موطن له، ولكن من هؤلاء الذين يعملون خلف الاقنعة والاسماء المزيفة؟ من هم كتاب الفيروسات؟
هل هم كما يتخيلهم البعض شياطين، ام عباقرة، ام هم ذوو الشعر البنفسجي، ام انهم ارهابيون، ام انهم عصابة سائقي الموتورسيكل ذوي اللباس الجلدي؟
في الحقيقة انهم اناس عاديون، وفي الواقع انه اي شخص يستطيع ان يكتب فيروس الكمبيوتر صغيرا كان او كبيرا جامعيا او طالبا في الثانوية او حتى موظفا
صغيرا في احدى الشركات فإنه لا توجد شروط مميزة لكتاب الفيروسات.
ولقد اثبتت الدراسات ان كتاب فيروسات الكمبيوتر ليسوا مجموعة متجانسة، واعني بذلك انه ليس لديهم نفس الخلفيات الثقافية، او القدرات المهنية فهم
على اختلاف كبير. فيكون احدهم عنده خبرة في احد الانظمة وخلفية قوية من بعض البرامج وليس لديه اي معلومات عن الانظمة الثانية او البرامج
الاخرى فلا تتوقع انه تحصل على نفس المعلومات ونفس القدرات عند جميع كتاب الفيروسات، الا ان الدراسات الاخيرة اشارت الى ان هناك بعض الميزات
المشتركة لكتاب الفيروسات، وهي ان معظم كتاب الفيروسات من الذكور من سن 1424 سنة وان النساء غير راغبات في كتابة هذه الفيروسات
الخبيثة، وان معظم الكتاب يتقاعدون من هذه المهنة بعد سن 25 لانشغالهم بالجامعة او بالعمل وان هذا ليس بشرط لأن ديفيد ال سميث مؤلف فيروسات
"ميليا" قد بلغ من العمر 30 سنة عندما اعتقل من قبل مكتب التحقيق الفدرالي FBI.
وكتابة فيروسات الكمبيوتر هي عملية غير معقدة ولا تحتاج لان تكون عبقريا في البرمجة، وبالتحديد فإن فيروسات قاعدة البيانات التي تعدي وثائق الكمية
word documents والبرامج الحسابية "Excel" وفيروسات سيناريو لغة البيسك المرئي "Visual Basic" تكتب بلغة سهلة
الاستخدام جدا بالمقارنة بفيروسات اوائل التسعينات التي كتبتب بشكل كبير بلغة الآلة المنخفضة المستوى.
وهناك مشكلة كبيرة في عالم الانترنت، وهي حرية ونقص الرقابة على الانترنت والتي استغلت من قبل الدخلاء، والتي سمحت لمواقع الانترنت المتعلقة
بالفيروسات بالانتشار بسرعة حول العالم.
فالباحث والمتصفح في الويب والذي يعرف اين يجد هذه المواقع سوف تستغرق منه العملية اقل من عشر دقائق لايجاد اكثر من 10000 فيروس موجود
حاليا على شبكات الانترنت وذلك بسبب ضعف الرقابة على الشبكات.
وكما هو معروف انه يوجد ايضا غرف حوار لدى كتاب الفيروسات خاصة، يتبادلون المعلومات فيما بينهم ويعلمون المبتدئين منهم والجدد في عالم
الفيروسات عن الطرق السهلة والمواقع الضعيفة من الناحية الامنية. وفي الآونة الأخيرة انشأ كتاب الفيروسات مجموعات او عصابات غير رسمية مثل
"Youth against Mc A Fee" شباب ضد مكافي ومكافي هو نظام لصد الفيروسات، ومجموعة 29A ومجموعة آي آر سي في، وجمعية
كتاب الفيروسات القاسية فعلا "Association for Really cruel Virus Writer".
ويستخدم كتاب الفيروسات اسماء وهمية لكي تكون لهم شخصيات خيالية ليس فقط لكي تساعدهم لاخفاء هوياتهم ولكن ايضا لتخلق لهم واقعا غير الواقع
الممل الذي يعيشونه الخالي من المسئوليات والارتباطات الاجتماعية. وعلى سبيل المثال فإن متتبع المصارعة الحرة WWF من الشباب تجده يكني نفسه بأسماء
المصارعين كالصخرة او جالب الاعاصير... والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا هؤلاء الكتاب يقومون بهذا العمل الاجرامي؟
لقد تبين انه لاسباب مختلفة كان منهم من ادعى انه يكتب الفيروسات لاغراض تعليمية ومنهم من قال انه يكتبها لإيضاح العيوب الامنية لنظام التشغيل في
الكمبيوتر وتعريف هذه العيوب للمشغلين والمبرمجين والمستخدمين لهذه الانظمة، ومنهم من ليس لديه اي تعاطف او وازع ديني او اخلاقي يمنعه من كتابة
الفيروسات، ومنهم من يحب السيطرة والتحكم في اجهزة معلومات الغير.
وفي اعتقادي ان معظم كتاب الفيروسات غير مدركين الضرر والاذى الواسع المدى وغير المسيطر عليه والذي يمكن ان يسببوه بفيروساتهم الشريرة، والسبب
اصلا في ذلك يرجع الى حياتهم الكسولة والمملة التي ليس فيها اي وازع ديني او اجتماعي يردهم عن فعل هذه الاعمال الاجرامية والتخريبية.
وفي نظري ان كتابة الفيروسات هي امر غير محرم وغير مخالف للقوانين، واي شخص يمكنه ان يكتب فيروساً ويحتفظ به في جهازه الشخصي او يستخدمه
ليتلف او يتخلص من المعلومات الموجودة في جهازه الى الابد، ولكن اذا استخدمه ليعدي الاجهزة الاخرى بغير اذن مسبق من اصحاب الاجهزة فإن هذا
غير مقبول، او اذا تعمد الدخول الى اجهزة اخرى وتعديل وتغيير البيانات الموجودة في الاجهزة فإنها تعتبر جريمة يعاقب عليها القانون في اكثر دول العالم.
وللاسف ان بعض الدول حاليا ليس لديها قانون يعاقب مرتكبي الجرائم الالكترونية، كما حدث لكاتب فيروس الحب "Love Bug Virus" اونيل
دي قوزمان فقد اسقطت عنه جميع الإدعاءات لعدم وجود قانون يدين هذا النوع من الجرائم علما بأن الخسائر التي نتجت من فيروس الحب حسب
احصائيات ال FBI تقدر بنحو 12 بليون دولار.
ولكن ليس جميع كتاب الفيروسات محظوظين فان "بلاك بارون" كاتب الفيروسات المشهور واسمه الحقيقي كوم كريستوفر قد حكم عليه بالسجن 18
شهرا في المملكة المتحدة لكتابة فيروسه المشهور باسم "اس ام اي مي" وكذلك ديفيد ال سميث مؤلف فيروس "ميليا" الذي سماه باسم راقصة كان معجباً
بها، الذي تسبب في خسائر بقيمة 80 مليون دولار وهو الآن في السجن وينتظر الحكم عليه.
واما في تايوان فإن "تشين اينج هاو" وهو مؤلف فيروس "تشرنوبل" المشهور الذي اعدى مئات الملايين من الاجهزة في الشرق الاقصى فقد عرضت عليه
احدى الشركات الممونة لبرامج لينكس العمل لديها، ولكن السلطات التايوانية اعتقلته. وفي نظري انه يجب محاكمة ومعاقبة كتاب الفيروسات الخبيثة
والمتسببين في هذه الجرائم وعدم منحهم الوظائف المغرية لكيلا يكونوا فتنة للشباب.
وفي الختام فإن التوعية هي من الاسباب الرئيسية لوقف مثل هذه الاعمال الشهيرة من الانتشار وخصوصا عند الشباب، فيجب البدء معهم من سن مبكرة
بتعليمهم اخلاقيات الكمبيوتر وتوجيههم لاستخدام الكمبيوتر بطريقة آمنة وتعليمهم ان هذه الاعمال غير صحيحة وغير قانونية بل هي مرفوضة ومنافية
لتعاليم ديننا الحنيف، ويجب الاصرار على تعليم وتعريف الناس أن هناك عواقب صارمة سوف تلحق بكتابب الفيروسات، فبهذا التعريف سيصبح الشباب
اقل ميولاً لكتابة الفيروسات الشريرة وغير المفيدة.
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|