تقرير لخبراء تكنولوجيا المعلومات: جهود أمريكا التقنية بطيئة في مواجهة الإرهاب
|
* إعداد : طارق راشد
واشنطن إن الولايات المتحدة لا تستغل خبرتها التكنولوجية في مجابهة الإرهاب ذلك أن مؤسسات الحكومة الأمريكية لازالت مترددة فيما يختص بمشاطرة المعلومات الخاصة بالإرهاب بين بعضها البعض بعد مرور عامين على هجمات الحادي عشر من سبتمبر، وذلك وفقا لما أورده تقرير خبراء تكنولوجيا المعلومات وخبراء الأمن القومي.
وينصح تقرير مؤسسة ماركل (Markle Foundation) والمعنون (خلق شبكة معلومات موثوق بها للأمن القومي) أن يعمل الرئيس بوش على إنشاء شبكة لامركزية لتحليل الإرهاب تحث المؤسسات الحكومية على مشاركة المعلومات مع بعضها البعض من ناحية ومع المؤسسات المحلية لتطبيق القانون.
وتعمل شبكة مؤسسة ماركل لأنظمة التحليل القومي وتبادل الموارد (SHARE) الموصى بها على محاربة الإرهاب بفعالية في الوقت الذي تحافظ فيه على عامل السرية وغيره من الحريات المدنية، على حد قول أعضاء فريق عمل المؤسسة للأمن القومي في عصر المعلومات في أثناء مؤتمر صحفي في واشنطن العاصمة.
ويعلق مايكل فاتيس المدير المسئول عن فريق العمل بقوله (يجب أن يجعل الرئيس بوش مشاركة المعلومات فيما بين المؤسسات ضمن أولوياته وشبكة SHARE من شأنها أن تمثل الخطوة الأولى صوب ضمان القضاء على عقلية (الحرب الباردة) التي تتسم بها العلاقة بين هذه المؤسسات).
وتضيف زاو بيرد رئيسة مؤسسة ماركل بقولها: (إن الولايات المتحدة في حاجة إلى مناقشة كيفية تجميع الحكومة الأمريكية للمعلومات ومشروعات التنقيب عن البيانات، مثل مشروع معلومات التوعية ضد الإرهاب التابع لوزارة الدفاع الأمريكية (TIA)، ذلك أنه ما من معيار تعمل به كافة المؤسسات الحكومية، وفقا للمعطيات العامة، فيما يختص بماهية المعلومات التي يجب جمعها حول المقيمين وكيفية مشاركتها).
وأضافت بيرد بقولها: (لم يحدث أن أحدا أولى عملية تجميع المعلومات الضرورية وكيفية ربط بعضها ببعض أي اهتمام.
وإن لم نشرع في إجراء مثل هذا الحوار، فقد يؤدي ذلك إلى الحيلولة دون تسخير التكنولوجيا في محاربة الإرهاب).
الأهداف المرتقبة
ويدعو هذا التقرير، الذي يعد تعقيبا على تقرير خاص بمؤسسة ماركل الصادر في أكتوبر لعام 2002، الحكومة الأمريكية أن تولي مشاركة المعلومات وتحليلها أهمية أكبر.
وفيما أوضح التقرير السابق أن القدرة على مشاركة المعلومات هي أكثر المهام إلحاحا في مواجهة عمليات الأمن القومي الحكومي، نجد أن التقرير الجديد يؤكد على تفعيل ما وضحه التقرير السابق.
وينص التقرير على أنه (يجب على حكومتنا استغلال المعلومات المفيدة التي تستأثر بها جهات خاصة بصورة فعالة، شريطة أن يتم ذلك في ظل نظام من القواعد والإرشادات مصممة لحماية حرياتنا المدنية.
إن شعبنا لا يسعه أن يأمل في التنبؤ بالأهداف المرتقبة للهجمات الإرهابية، ولذا يجب علينا أن نعول على المعلومات كي نحاول أن نحول دون هذه الهجمات وإن لم يكن كي نحاول أن نستجيب لها).
حوار مفتوح
وتعلق بيرد بقولها: إن المؤسسات الأمريكية معارضة لمسألة مشاركة المعلومات مع بعضها البعض بسبب تأصل ثقافة حيازة المعلومات تدريجيا، وبسبب الخوف من الإخلال بسرية المقيمين بالولايات المتحدة الأمريكية لقد تم العمل بمشروع معلومات التوعية ضد الإرهاب التابع لوزارة الدفاع الأمريكية وظهر الجيل التالي من نظام فحص الراكبين مسبقا بالكمبيوتر (CAPPS II) بسبب جهل العامة بماهية المعلومات التي يجب تجميعها وكيفية تجميعها، على حد قول بيرد.
وتضيف بيرد بقولها: (لقد رأى فريق العمل ألا نقف في طريق مثل هذه البرامج، بيد أن ثقة العامة في شبكة تستخدم معلومات عن أشخاص في الولايات المتحدة لن تتأتى إلا إذا تم وضع إرشادات حكومية لمشاركة المعلومات وحماية الخصوصية وذلك بعد إجراء حوار عام مفتوح).
حماية الخصوصية
وشبكة SHARE، كما تخيلتها مؤسسة ماركل Markle Foundation، ستتخذ شكل مزيج من التكنولوجيا والسياسات المشجعة لمشاركة المعلومات فيما بين المؤسسات أمثال وزارة الأمن القومي الأمريكية، ومكتب التحقيقات الفيدرالية، ومؤسسات تطبيق القانون المحلية.
ويمكن لشبكة SHARE، باستخدام تكنولوجيا في متناول الجميع، تضمين أدلة منشورة للمعلومات تتعلق بالإرهاب، وقوائم بما تمتلكه هذه المؤسسات، والمعلومات والقواعد ذات الصلة التي تحدد الجهات المسموح لها بالوصول إلى هذه المعلومات.
والتقنيات المتاحة في الوقت الراهن تسمح بحجب هوية المعلومات المتعرف عليها شخصيا متى كان ذلك مناسبا كي يمكن مشاركة المعلومات فيما بين المؤسسات المختلفة في الوقت الذي تتم فيه حماية الخصوصية، على حد قول أعضاء فريق العمل.
سيناريوهات للإرهاب
ومن المخطط أن تكون شبكة SHARE بمثابة شبكة لامركزية شبيهة بشبكات النظير للنظير والتي من شأنها تشجيع موظفي المؤسسات الحكومية على مشاركة المعلومات مع حكومات الولايات، وكذا مع غيرها من المؤسسات الفيدرالية.
ومن شأن التحكم في الوصول والتشفير الحصين حماية خصوصية الأفراد الذين يخضعون للتحقيق في بياناتهم.
ويعلق جيمس ديمبسي، مدير مركز الديموقراطية والتكنولوجيا، وأحد الأعضاء المشاركين في فريق العمل بقوله :(وهذه الشبكة من شأنها القضاء على (التمييز) بين الأمن والحريات المدنية، ذلك أن حماية الحريات المدنية ستكون ميزة مدمجة).
ويعلق جيلمان لوي، المدير التنفيذي ورئيس مجموعة (إن كيو تيل) (InQ Tel)، وهي عبارة عن مجموعة استثمارية تكنولوجية خاصة ومستقلة تقوم على تمويلها مؤسسة الاستخبارات الأمريكية المركزية على ذلك بقوله: (وخلاف بعض الاستخدامات المتصورة لمشروع معلومات الإرهاب التابع لوزارة الدفاع، فإن شبكة SHARE ستركز على تحليل البيانات المتاحة في الوقت الراهن، بدلا من خلق سيناريوهات للإرهاب.
الكرة السحرية
ويضيف لوي بقوله: (لسنا بصدد الحديث عن كرة سحرية تزودها بكافة المعلومات المتاحة لديك فتنشق عن الإرهابي الذي تبحث عنه).
ويضم فريق عمل مؤسسة ماركل خبراء أمن قومي سبق لهم العمل تحت قيادة إدارة كل من الرئيس كارتر، والرئيس ريجان، وإدارة الرئيس بوش الأب وإدارة الرئيس كلنتون، بالإضافة إلى العديد من خبراء التكنولوجيا.
ومن بين أعضاء فريق العمل إيثر ديسون مديرة شركة إدفينشر القابضة (EDventure Holdidngs)، والمرشح الرئاسي الديموقراطي الجنرال المتقاعد ويسلي كلارك، وكريج موندي، رئيس القسم الفني للاستراتيجيات والسياسات المتقدمة بشركة مايكروسوفت، وجي وين كلو، رئيس معهد التكنولوجيا بولاية جورجيا.
.....
الرجوع
.....
| |
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|