المسنون يقتحمونها بتشجيع الصغار.. الإنترنت بعد السبعين
|
*إعداد سناء عيسى
هيلين كارغالا البالغة من العمر 88 عاما، اتخذت قرارا شجاعا بالدخول إلى عالم الإنترنت واستعمال الكمبيوتر وهو ما لم يفعله الكثيرون ممن هم في نصف عمرها.
تعيش السيدة كارغالا في منتجع المتقاعدين في مدينة روزمور في خليج سان فرانسيسكو، وتقضي الآن ساعة على الأقل يوميا على الإنترنت في تبادل الرسائل الإلكترونية مع العشرات من أقاربها في فنلندا، وتعلق على تجربتها قائلة: (إن الأمر قد بدا لي مثيرا، بدأت في اكتشاف الأسلاك والوصلات، وقلت لنفسي نعم أنا قادرة على ذلك، كل ما أحتاجه هو نظارتي المكبرة!!).
يؤكد المراقبون أن الأمريكيين كبار السن بدؤوا في استعمال الإنترنت، للبحث عن عائلاتهم، وتبادل الرسائل، وإدارة المواقع الأرشيفية، والقراءة عن الدين والسفر واهتمامات أخرى، وقد أثبت بحث جديد أجراه مكتب متابعة الإنترنت ومشروع الحياة الأمريكية أن نسبة مستخدمي الإنترنت ممن تجاوز 65 عاما قفزت إلى 47% منذ عام 2000 وهو أعلى معدل في العالم لمجتمع الإنترنت، وبالرغم من هذه الزيادة في الاستخدام فإن 22% فقط منهم يكونون على اتصال مباشر مقارنة مع 75 %من الفئة العمرية من30 إلى 49 عاما.
وتقول توبي ديشتر رئيس جمعية (تواصل الأجيال): (إن الأشخاص الذين هم في الخمسين من عمرهم متى استخدموا الكمبيوتر لن يتراجعوا عنه)، وتعلق سوزان فوكس مديرة أبحاث الإنترنت:(إن العامل الأساسي لاستخدام كبار السن الإنترنت هو تشجيع الصغار لهم من الذين يهتمون بأن يجيد آباؤهم وأجدادهم الإنترنت).
وما أسهم في تنامي هذه الحالة أن المشروعات الخيرية مثل (تواصل الأجيال) أو غيرها يوفرون الإمكانيات والشباب صغار السن يحفزون ذويهم على استخدام الكمبيوتر.
فالسيدة كارغالا تأثرت بمعمل الكمبيوتر في منتجع المتقاعدين، بعد وفاة زوجها منذ أربع سنوات، وقد دأبت على زيارة المعمل يوميا لمبادلة الرسائل مع أقربائها، وقد انبهرت بتقدم وسائل الاتصال ومعاونة مسؤول المعمل لها، مما شجعها على وضع جهاز كمبيوتر في بيتها. وقالت بعد استخدامها الإنترنت: (إن تصفح الإنترنت أصبح هوايتي الأساسية الآن بعد أن أقلعت عن لعب البولينج). ويؤكد ليونارد كراوس رئيس منتجع روزمور:(تجربة السيدة كارغالا فريدة من نوعها، فالناس يظلون يتعلمون ويظل ذهنهم حاضرا بدلا من الاستسلام للشيخوخة).
وحالة السيدة كارغالا تشبه إلى حد كبير حالة كاثرين روبنسون التي تعلمت استخدام الكمبيوتر وعمرها 99 عاما ويبلغ عمرها الآن 101 عام تتمتع بحياة اعتيادية وتعيش في منتجع باركلي للأصدقاء، وتستخدم الإنترنت في مبادلة أحفادها وأحفاد أحفادها بالرسائل اليومية، وكتبت ذات يوم لأحد أحفادها: (الكمبيوتر جعلني مشغولة ومهتمة بالحياة وتدهشني المعلومات التي أطلع عليها كل يوم).
أعداد متزايدة
ومما يؤكد الدور الفعال في الاهتمام بالمسنين، أن منتجع روزمور مثلا به حوالي عشرة آلاف شخص متوسط أعمارهم 78 عاما، ثلثهم تقريبا يستخدم الكمبيوتر، وهم في ازدياد.
ا شك أن التنافس بين المسنين يؤدي إلى انتشار الاستخدام، وبعضهم كان متخوفا من شيء غامض، فالسيدة دوم 73 عاما كانت تخشى من كسر جهاز الكمبيوتر أثناء استخدامه أو الضغط على زر يفسد كل الأعمال. وبالطبع بزيادة استخدام المسنين للإنترنت تزداد المواقع الخاصة بهم، فمثلا الهيئات الحكومية أنشأت مواقع لها على الشبكة الدولية مثل www. seniornet. org التي أنشأت موقعها عام 1996, وعشرات المواقع الأخرى التي تخدم كبار السن عبر الشبكة الدولية.
عوائق تواجه المسنين
وهناك عقبات تحول دون استخدام كبار السن الإنترنت مثل العائق النفسي كما بينته السيدة ديشتر:(كثيرا ما أسمع منهم لقد تركونا وراءهم ولا يعبؤون بنا)، فهذه جملة مشهورة ممن تخطوا السبعين من عمرهم، وكذلك الكتابة على لوحة المفاتيح، فإنها تمثل عائقا كبيرا لدى كثير من المسنين، ربما النساء اللاتي عملن في السكرتارية لديهن سرعة في الكتابة، إلا أنه بالنسبة للرجال فلوحة المفاتيح عائق كبير، وأيضا غرابة صفحات الإنترنت وتعقيدات صفحاتها يؤدي إلى نفور المسنين منها لصعوبة التعامل معها، أما استخدام الماوس لمرضى الرعشة والتهاب المفاصل فهو عائق آخر، وأحد أفضل وسائل تعليم المسنين الكمبيوتر هو لعبة سوليتير لأنها سهلة وجذابة وبها الكثير من استخدام الماوس.
الأطباء ينصحون كبار السن المعرضين للجلطات باستخدام الكمبيوتر لاسترجاع لياقتهم الذهنية، معمل منتجع روزمور للكمبيوتر به بالإضافة إلى الأجهزة المختلفة، مساعدات تعليم لمساعدة ضعاف السمع على تتبع المواقع المهمة، ومن الطريف أن إحدى المسنات دخلت المعمل متكئة على عصاها وقد نسيتها في الفصل وهي منصرفة، لا توجد طموحات كبيرة لمستخدمي الحاسبات في منتجع روزمور، فنظام التشغيل ويندوز 1995 يعمل بكفاءة والاتصال بالإنترنت عن طريق التليفون كافٍ جدا، فلا توجد شكوى من بطء الإنترنت فالوقت طويل جدا.
وقد قامت شركة فيداليتي العالمية للاستثمار بمراقبة سلوك الأشخاص فوق 65 عاما، وعلق توم تليس رئيس قسم التعامل البشري بالشركة قائلا: (الأشخاص فوق 65 عاما نشؤوا في بيئة يغلب عليها الطابع الميكانيكي، حيث الخطأ لا يمكن إصلاحه، مثل الفرن الذي يحمص الخبز، فإذا احترق الرغيف فلا يمكن إعادته لأصله مرة أخرى، وهذا عكس الكمبيوتر، حيث الخطأ يمكن في أحيان كثيرة تداركه).
وقال السيد تليس (هؤلاء الأشخاص يهابون الضغط على الماوس، فهم يحركونه ببطء ثم يتساءلون هل الضغط على هذا العنوان صحيح؟ وذلك بخلاف الشاب الصغير الذي سرعان ما يضغط على جميع الصفحات في آن واحد).
وتقول السيدة ديشتر إن كبار السن وجدوا متعة كبيرة في التعامل مع الإنترنت وشعورا بالاستقلالية وسعادة بالإمكانيات المتاحة على الشبكة الدولية.
.....
الرجوع
.....
| |
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|