الاقتصادية المعقب الالكتروني نادي السيارات الرياضية كتاب واقلام الجزيرة
Sunday 25th January,2004 العدد : 55

الأحد 3 ,ذو الحجة 1424

المعلومات تقتحم السوق بقوة
الجرائم "النظيفة" عبر الإنترنت !

إن أكثر السلع قيمة في مجتعنا العصري ليست الحبوب، ولا الصلب ولا حتى التكنولوجيا، بل هي المعلومات التي دخلت الأسواق من أوسع الأبواب. فبفضل تقنية الحاسب؛ فإن السواد الأعظم من الناس يتسنى لهم الآن الوصول إلى كم هائل من المعلومات، من خلال شبكة الإنترنت عالمية الانتشار، ويذكر أن 80% من استخدام الإنترنت يقتصر على الولايات المتحدة الأمريكية، وهناك كم هائل من المعلومات المجانية المتاحة والتي تتناول أي موضوع يمكن أن يتخيله العقل.
ونظراً لأن عدداً كبيراً جداً من الأشخاص يمكنهم الدخول على الإنترنت الآن، ازدادت جرائم الكمبيوتر، فكل فرد يمتلك جهاز كمبيوتر ومودم له القدرة على ارتكاب هذا النوع من الجرائم إن شاء، وأي شخص مهما كان يمكنه أن يصبح بين ليلة وضحاها مجرماً محترفاً في مضمار جرائم الكمبيوتر.
عندما انتشر مصطلح «الجريمة المحترفة» على نطاق واسع منذ عشرات السنوات، كان يعتقد أن جرائم بعينها تُرتكب من قبل أشخاص لا يرقى إليهم الشك في المعتاد: عاملون محترفون. وفي أواخرالتسعينات، صار مصطلح «محترف» غير صحيح إلى حد ما، ذلك أن ميدان الممارسة صارعلى حد سواء بسبب الاستخدام الذائع لأجهزة الكمبيوتر. والآن يميل معنى مصطلح «الجريمة المحترفة» إلى «الجريمة التي لا تشتمل على العنف»، أو «الجريمة الاقتصادية». وبينما تزداد إتاحة التكنولوجيا إلى قطاع أكبر وأكبر من الناس، أصبحت هذه التكنولوجيا أداة كامنة لزيادة عدد المجرمين.
إن الغالبية العظمى من جرائم الكمبيوتر لا تنطوي على أي قدر من العنف، ولكنها تنطوي على الجشع والغرور واللعب على بعض نقاط ضعف الضحية. إن هذه الجرائم تقوم على الخداع لا على القوة. ولهذه الأسباب، تعد جرائم الكمبيوتر جرائم نظيفة. وكما ينطبق مصطلح «الجريمة النظيفة» على ضروب شتى من الجريمة، ينطبق كذلك مصطلح «جريمة الكمبيوتر» على أنواع عديدة من الجريمة، حيث تتضمن الجرائم التي ترتكب باستخدام الكمبيوتر، والجرائم التي تتم على الإنترنت وتلك التي تتم ضد أي جهاز كمبيوتر. وبعض هذه الجرائم تتميز بحداثتها التامة، فيما تتسم غيرها بالقدم باعتبارها تقتصر على استخدام الكمبيوتر كأداة.
الجرائم الإلكترونية
إن التنوع المتنامي اللا نهائي الثابت لجرائم الكمبيوتر يجعل من الصعب وضع القوانين التي تغطي كافة جرائم الكمبيوتر الجديد بصورة كافية، فبعض الجرائم مثل الاختلاس والجرائم الإلكترونية، والتزوير لها قوانينها الخاصة، ولكن البعض الآخر مثل التخريب عبر الإنترنت، والإرهاب عبر الإنترنت، تتميز بحداثتها إلى حد ما. وبالنسبة لهذه الجرائم الأكثر حداثة، فإن النص القانوني الحالي أحيانا لا يسمح بمتابعة ما هو سلوك إجرامي حق.
إن الموظفين الحاليين والسابقين للشركات الضحايا هم الذين يرتكبون الغالبية العظمى من «الجرائم النظيفة».
وبالمثل فإن نسبة من 75% إلى 80% من جرائم الكمبيوتر الجارية دعاويها يرتكبها العاملون الحاليون أو السابقون.
إن هناك العديد من الأنواع المختلفة لجرائم الكمبيوتر بدءًا من سرقة الهوية والتحرش الجنسي وانتهاءً بالجرائم التي تتطلب وجود كمبيوتر. والنوع الأشيع من هذه الجرائم هو السرقة والاحتيال عبر الشبكة.
إن سارقي خطوط الهاتف وكاسري الشفرات وأحيانا المتسللين يدخلون إلى البريد الصوتي والبريد الالكتروني وحسابات الدخول إلى الشبكات والتي تشتمل على التحايل على التكلفة أو الجرائم الالكترونية بصورة غير قانونية.
التصفح التلصصي
هناك طلب متزايد على شفرات الدخول بعيد المدى من قبل المتسللين وكاسري الشفرات، وسارقي خطوط الهاتف، ومجرمي الشوارع. وبعض مجرمي الإنترنت يتحصلون على هذه الشفرات بواسطة «التصفح التلصصي» أو التلصص على الغافلين في أكشاك الهاتف. وأحد الأسباب التي تجعل من هذه الجريمة عادية فيما بين المتسللين وسارقي خطوط الهاتف هو تضخم فواتير الهاتف خاصتهم نتيجة سعيهم وراء هوايتهم لما يتراوح بين 10 و12 ساعة يومياً. والبعض الآخر يتحصل على هذه الشفرات من لوحات الإعلانات الالكترونية، حيث يتم نشرها لقاء برمجيات مجانية، وأرقام البطاقات الائتمانية، أو غير ذلك من المعلومات.
إن قرصنة البرمجيات تعد مشكلة أخرى متنامية، ويبدو أنه ما من سبيل لاتقائها. وهذه الجريمة مخالفة وفقاً لقوانين حقوق النشر الأمريكية، ولكن السواد الأعظم من عمليات قرصنة البرمجيات تتم عبر البحار.
إن قوانين حقوق النشر الفدرالية ليست من الكفاية بحيث تصلح لمقاضاة مواطني الولايات المتحدة الأمريكية، كما يتضح لنا من خلال قضية ديفيد لاماتشيا. لقد قام لاماتشيا، الطالب بمعهد التكنولوجيا بولاية ماساتشوسيتس، بترويج برمجيات مجانية من نظام نشرات الإنترنت على كمبيوتر خاص بالمعهد. ولقد أدين لاماتشيا في عام 1994 بعد تحقيق من قبل المباحث الفدرالية بالتحريض على ارتكاب جرائم الاحتيال. ولقد بلغنا أن البرمجيات التي روج لها بلغت قيمتها ما يزيد عن مليون دولار، ولكن لاماتشيا ادعى أنه لم يقم بتوزيع البرنامج بهدف الكسب المادي ومن ثم فإنه لم يخرق قوانين حقوق النشر الفدرالية، ولقد رفضت الدعوى.
سرقة الهوية
ومن أبشع جرائم الكمبيوتر سرقة الهوية، فهذا النوع من الجرائم أصبح أكثر سهولة مما كان عليه فيما مضى، ذلك أن ثروة من المعلومات الشخصية صارت متاحة على الشبكة مجاناً، والأدهى أن هناك معلومات أكثر خصوصية متاحة نظير مبلغ بسيط.
والآن وقد صارت حتى أرقام رخص القيادة تخزن على أجهزة الكمبيوتر، والتي عادة ما تشكل جزءاً من شبكة أكبر، نجد أن السمات الجسدية للفرد مثل لون العين، والطول صارت متاحة أيضاً.
إن الشرائط الممغنطة الكائنة على البطاقات الائتمانية وبطاقات الصراف الآلي تتطلب جهاز كمبيوتر لقراءتها ولتسجيل ملايين المعاملات التي تتم يومياً. ومثلها مثل جريمة سرقة الهوية، فهناك جرائم أخرى ليست جديدة، باستثناء أن المجرم يستخدم الآن جهاز كمبيوتر لارتكاب هذه الجرائم. فغسيل الأموال على سبيل المثال جريمة قديمة وهي سائدة منذ عشرات السنوات. ولكن غسيل الأموال باستخدام الكمبيوتر يوفر عنصري السرعة والفعالية في إتمام الجريمة، بالمثل كما تعين أجهزة الكمبيوتر العاملين الصالحين على إتمام المهام المنوطة بهم بسرعة وفعالية.
إن هناك أشكالا مختلفة من مجرمي الكمبيوتر: فمصطلح «المتسلل» يصف الشخص الخبير شديد المهارة في البرمجة. ولكن هذا المصطلح تغيرمعناه مؤخراً حتى صار يشير إلى الشخص الخبير «بكسر» شفرات الأنظمة الجديدة دون أن يُكشف أمره. والمتسللون ينتابهم الفضول فحسب ولكنهم قد يتسببون في أضرار بالغة دون عمد منهم. ولكن السعي وراء المعلومات والتعلم لا وراء الانتقام أوالشر هو الدافع الذي يحرك الغالبية العظمى من المتسللين ويدفعهم لممارسة هواياتهم بتصميم ودأب شديدين.
قرصنة الخطوط الهاتفية
أما «كاسرو الشفرة» على الجانب الآخر، يعدون متسللين مخربين، فهم يخترقون الأنظمة بهدف التدمير، أو زرع الفيروسات والديدان، أو حذف الملفات، أو إلحاق غير ذلك من أضرار. إن الاختلاس والاحتيال، والتجسس الصناعي تعد قلة من الأهداف التي قد يسعى وراءها كاسر الشفرة. والتجسس عبر شبكة الإنترنت كائن بين الدول كما هو الحال بين الشركات، ولذا فهو يمثل خطراً لأمننا القومي. وما من شك أن ممارسات كاسري الشفرات خطرة ومخالفة للقانون. وهناك شكل آخر لجرائم الكمبيوتر يرتكبه «سارقو خطوط الهاتف»، فبدلا من الدخول إلى أنظمة الكمبيوتر، فهم يستكشفون عالم الإنترنت من خلال خطوط الهاتف. لقد كان سارقو خطوط الهاتف ينتمون إلى الأشكال البدائية للمتسللين، حيث ظهروا على الساحة في سبعينات القرن العشرين. ومن أشهر هذه الجرائم تلك التي استهدفت سرقة خطوط هاتف قسم شرطة ولاية نيويورك.
لقد حدث واخترق سارقو خطوط الهاتف قسم شرطة ولاية نيويورك وغيروا الرسالة المسجلة التي تحيي المتصلين بالقسم. وكان فحوى الرسالة الجديدة كالتالي «إن الضباط مشغولون جداً بأكل الدونتس واحتساء القهوة حتى أنهم لا يستطيعون الرد على الهاتف»، ثم وجهت المتصلين إلى الاتصال برقم الطوارئ 911.
إن المدى الشاسع لجرائم الكمبيوتر يعني أن المجتمع بكامله يجب أن ينتابه القلق حيال أمن الكمبيوتر، بغض النظر عن مستوانا المعرفي الفردي بالكمبيوتر. إن الأنظمة المالية العالمية تعول بصورة شديدة على أجهزة الكمبيوتر، وكذا أنظمة الدفاع القومية، الشركات الخاصة، المراسلات الشخصية بصفة متزايدة. وعلى حد قول باك بلوونبيكر «إننا جميعا مستخدمون، سواء استخدمنا الكمبيوتر بالفعل أم لم نستخدمه، ذلك أننا جميعاً نعول عليه. ولا يجب علينا أن ننظر إلى جرائم الكمبيوتر على أنها نشاط غريب، فلو فعلنا لعجزنا عن إدراك حقيقة أنها تهدد كل فرد منا».

..... الرجوع .....

العنكبوتية
وادي السليكون
الالعاب
الركن التقني
الامن الرقمي
تعليم نت
قضية تقنية
دليل البرامج
اقتصاد الكتروني
نساء كوم
الصفحة الرئيسة

ارشيف الاعداد الاسبوعية

ابحث في هذا العدد

للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved