عصر الطب الاتصالي المعلوماتية والصحة: برامج وأنظمة كومبيوتر للوقاية والتشخيص
|
* إبراهيم الماجد:
سواء ارتفعت الثقة بالشراء عبر الإنترنت من مواقع تعرض خدمات ومنتجات أو لم ترتفع ، سنشهد في وقت غير بعيد تنظيما للشراء الإلكتروني يتيح للأفراد التسوق من متاجر الإنترنت، وفي مراحل متقدمة ستؤدي عملية تنظيم الشراء إلى تفعيل حقيقي للعلاقة المالية التي تجمع الزبائن والباعة، وبينهم المصارف وهي كما يقول خبراء كثيرون مسألة وقت ليس إلا، وأول الأسباب التي ستدفع الناس إلى تقبل فكرة دفع المال لقاء خدمات هو «الصحة». يقول بعض الخبراء إن الفرد يدفع اكثر لقاء كل ما يتعلق بصحته وحياته، وعادة يغامر في الدفع بأي شكل حتى لو كان عبر الإنترنت ومع قليل من الثقة، وإذا ما قدر لهذه الظاهرة أن تنتشر سيكون أمام المرضى عيادات إلكترونية مفتوحة24/24 انطلاقا من جهاز الكومبيوتر المتصل بالإنترنت.
المراحل الأولى
لا يزال مجال العناية الصحية عبر الإنترنت او ما يسمى «الطب الاتصالي» Telemedicine(او الطب من بعد) استخداما محصورا في القطاع الطبي اي العيادات والمستشفيات والمختبرات ولم ينتقل جديا الى الجمهور، والأطباء هم أساسا من يستخدم هذه التقنية للحصول على استشارات طبية لمصلحة مرضاهم بغية تشخيص مرض او اقتراح دواء، ويرسل لهذا الغرض بعض الأطباء سجلات مرضاهم سواء كانت صور أشعة او نتائج فحوص مخبرية وغيرها، الى زملائهم للحصول على آراء اخرى وتوصيات في حالات معقدة، ولكن قريبا سيكون امام المرضى فرصة لاستخدام هذه التكنولوجيا من منازلهم، ومرضى السكري مثلا سيكون المجال أمامهم مفتوحا لإرسال معلومات عن عينات دمهم الى الطبيب عبر الإنترنت الذي يحدد دون ان يرى المريض ما اذا كان يجب التوصية باستعمال دواء جديد او خفض جرعة الدواء او زيادتها.. وستتم كل هذه العملية دون ان يلتقي المريض والاختصاصي وجها لوجه.
نظام متكامل
هذه العيادة الإلكترونية التي سيلجأ اليها المرض لن تكون مباشرة عبر الإنترنت فقط او اعتمادا على برامج الكومبيوتر العادية، بل تكون عبر نظام برامج كومبيوتر وإنترنت تضعه شركات متخصصة لحساب مراجع طبية واستشفائية، ومن هذه الأنظمة ما تسميه الشركات المتخصصة منصة اتصالات معلوماتية مبنية على الشبكة web based information and telecom platform وتدعى اختصارا Med Stage، والى جانب هذا النظام ثمة أنظمة أخرى حضرتها جهات مختلفة تضاهي هذا النظام، وكل هذه الأنظمة مهمتها استقبال المعلومات الطبية من مصادر مختلفة لحفظها وتنظيمها كملفات رقمية على «خوادم» servers، اي أجهزة الكومبيوتر الكبيرة التي تستقبل المعلومات وتخزنها، وهذه الأنظمة تتم حاليا تجربتها في عدد من البلدان الأوروبية لمصلحة مستشفيات ومنظمات صحية في محاولة لاعتمادها كشبكة أساسية لمجموعة من تطبيقات إلكترونية طبية متخصصة في «الطب من بعد»، او الطب الاتصالي Telemedicine. والتشخيص المبكر ومراقبة المرضى.
الاتحاد الأوروبي يجرِّب
في ألمانيا يتم حاليا تجربة نظام للطب من بعد مدعوم من الاتحاد الأوروبي وباسم Diadem مخصص لمرضى السكري الذين يشكلون هاجسا لمؤسسات الضمان الاجتماعي في بلدان عديدة لأنهم يكلفونها الكثير من المال، وتقول بعض الدراسات ان مريض السكري يكلف السلطات الطبية في بعض دول أوروبا مرة ونصف مرة اكثر من الشخص الذي لا يعاني أمراضا، وفي بريطانيا مثلا، تتكلف السلطات الطبية نحو 20 الى30 مرة ما يجب تكلفه على مرضى السكري لأن هؤلاء لا يتابعون علاجهم بشكل مستمر، هنا يبرز دور نظام الطب من بعد كالذي يعتمده الاتحاد الأوروبي Diadem منذ عام 2002 ويبقى قيد الاختبار حتى آخر حزيران، وفكرة هذا المشروع تقوم على ان تكون مجموعة من مرضى السكري متصلة بنظام طبي مثل Medstage الذي أنتجته شركة سيمنز، ودوريا يضع المرضى عينة دم في جهاز متصل بالكومبيوتر المتصل بدوره بنظام Medstage عبر الهاتف، وإذا رصد النظام اي خطأ او معلومات غير عادية لدى اي مريض، يقوم بإعلام كومبيوتر في مركز اتصالات يكون فيه موظف. يتصل بدوره بالمريض ويعلمه بأن لديه مشكلة في امر محدد ويوصيه باتباع حمية اكثر تشددا لأن نسبة السكري مرتفعة في دمه.. وبهذه الطريقة لن يزور المريض طبيبه المعالج الا في الحالات الضرورية، وهكذا فإن مبالغ كبيرة توفرها الحكومات من موازناتها السنوية الصحية عبر المعلوماتية الصحية.
تكنولوجيا التشخيص المباشر
يعتبر البعض ان اي نظام معلوماتي صحي لا يتيح للطبيب ان يرى أعراض مريضه لن يكون فعالا، لهذا ايضا يتم تطوير نموذج جديد باسم مشروع Tosca بدعم من الاتحاد الاوروبي، وقد بدأ العمل على المشروع العام الماضي وجرت تجربته والتأكد من بعض جوانبه، ويستهدف هذا المشروع توفير امكان تشخيص المعالج لامراض جرثومية في بعض اجزاء العين لمكافحة بعض انواع الامراض، ويقول خبراء هذا البرنامج ان النجاح فيه يكمن في تسهيل ارسال الصور والمعلومات المشهدية الى المعالج لكي يرى شكل العين الخارجي والداخلي.
ورغم ان التخلي عن اللقاء المباشر بين المعالج والمريض كليا لا يزال مستبعدا، الا ان حالات عديدة يمكن التعامل معها عبر الإنترنت والأنظمة الإلكترونية الصحية.
المعلومات الثمينة
الصحة عموما تتضمن نقاطا عديدة واوجها مختلفة ومراحل تشخيص ومتطلبات متنوعة.منها ما هو معلوماتي او اعلامي بطبيعته، والوقاية مثلا تعتمد على إعلام الناس بطرق ووسائل لحماية الصحة، وهنا تلعب الانترنت دورا حيويا خاصة عبر مواقع متخصصة، وتتبع المواقع المتخصصة بالاعلام الصحي لمراكز ومنظمات طبية عالمية وتوفر عبر صفحات مواقعها ما يشكل مكتبة هائلة للمعلومات الصحية، وتشمل المعلومات.اخبارا عامة عن الامراض الجديدة مثل السارس، او الامراض المعروفة مثل الايدز والطاعون وغيرها، وتتناول هذه المواقع المعلومات الطبية للأعمار المختلفة مثل الاطفال والاولاد والكبار.
وثمة مستشفيات عديدة تملك مواقع على الانترنت تضع فيها معلومات ملهمة عن مشكلات صحية متعلقة سواء بالأمراض الفصلية او بتلك المشكلات الصحية الناتجة عن التلوث وحياة المدن لذلك تقدم الإنترنت ووسائل الاتصالات المعلوماتية الحديثة مساعدة قيمة لمن يستخدمونها ويوظفونها التوظيف الأمثل.
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|