ضيفنا هذا الأسبوع هو مصلح بن هادي بن علي آل عقيل من مواليد نجران عام 1386هـ، ويعمل حالياً بإدارة مرور منطقة عسير وله العديد من الاختراعات المتعددة وقد شارك في لقاءات المخترعين السعوديين بالظهران والقصيم وحصل على العديد من الميداليات والأوسمة. ويتمنى ضيفنا خلال حديثه لمجلة (الاتصالات والعالم الرقمي) مضاعفة جهد مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله لرعاية الموهوبين وتفعيل دورها في عملية تبني الموهوبين والمخترعين ورعايتهم ومساعدتهم بشتى الطرق والوسائل.. ولديه الكثير من الأفكار في هذا الصدد، ونترككم مع تفاصيل اللقاء.
* كيف كانت بداية حياتك وما هي هواياتك؟
- كانت بداية حياتي عادية، كبداية أي طفل، وحينما كان عمري لا يتجاوز السابعة، كنت أساعد والدي في رعي الأغنام في الأودية والجبال وكنت أجمع من الحصى الصغير من أنواع مختلفة الألوان وعند رجوعي إلى منزلي أقوم بتفتيتها كل لون على حدة ثم أجمع بطاريات الكشافات واستخلص منها المادة التي تفيدني ثم أقوم بوضعها على النار حتى تشبه مادة (الإسفلت) السائل، ثم أضعها مع تلك الحصيات الناعمة في قوالب واصنع منها كفرات شبيهه بكفرات السيارات الصغيرة ثم أقوم ببيعها على الأطفال ليتمكنوا من استخدامها، غير أن ولعي بحب المخترعات العلمية وحب التعامل معها ومحاولة اكتشافها قد دفعني إلى ترك الدارسة في مرحلة مبكرة والاتجاه إلى التعليم المهني على أن يساعدني في إثراء رغبتي وتطويرها في مجال الأجهزة والمخترعات الهندسية.
أما عن هواياتي فقد كنت منذ مرحلة مبكرة جداً في حياتي مولعاً باكتشاف ما حولي من أشياء وقد قادني هذا الحب إلى التعامل مع الأشياء واختبارها مباشرة عن طريق التجارب ومعرفة حقائقها ومكوناتها وطريقة تركيبها، وكان ذلك يشمل الأشياء المختلفة الموجودة حولي في الطبيعة وكذلك الأشياء المصنعة من معدات وأجهزة وخلافها. مما قادني في مرحلة لاحقة من عمري إلى محاولة عمل بعض الأشياء بنفسي مستنداً إلى ما كونته من معلومات وخبرات نتيجة ما قمت باستكشافه.
* كيف كنت تقضي وقت فراغك؟
- كنت في وقت فراغي أقوم على خدمة أهلي وعائلتي كما أنني أخصص جزءاً كبيراً من وقتي في تعهد بعض المخترعات التي عملتها ومحاولة تطويرها وإصلاح ما يوجد بها من عيوب وسلبيات في سبيل أن أصل بها إلى أفضل حد يمكن معه الاستفادة من هذه المخترعات بأفضل شكل.. علماً بأنني قد أتوقف في كثير من الأحيان عن مواصلة اختراع ما أو تطويره أو تسجيله بسبب الظروف المادية التي تقف في كثير من الأحيان دون تحقيق ذلك.
* هل وجدت التشجيع والمساندة في بداية اختراعاتك؟
- لم أكن في الحقيقة أتلقى أيّ دعم أو تشجيع ممن حولي إلا في حالات نادرة لا تتعدى مجرد الإعجاب بما أعمل، فكما أسلفت كان حافزي الوحيد هي رغبتي الأكيدة والمتنامية في تطوير نفسي ومواصلة اختراعاتي لعلي أستطيع أن أخدم نفسي ومن حولي من خلال ما أتوصل إليه من اختراعات مختلفة تشمل مجالات طبية وأمنية وصناعية وخلافة، ولم أتلق أية مساعدة سواء مادية أو معنوية بل كنت أعتمد على نفسي بعد الله سبحانه في تمويل ما كنت أقوم به من اختراعات.
* ما هي الأجهزة التي قمت باختراعها؟
1- جهاز يقوم بتجهيز اللبن.
2- جهاز يقوم بنخل الطحين.
3- جهاز لشفط البلغم.
4- جهاز لتفتيش السيارات.
5- جهاز مولد كهربائي بدون وقود.
6- مسبح سريري.
7- قفازات لحماية المريض.
8- كرسي متحرك لمساعدة المريض داخل دورة المياه.
9- قاعدة لبرادات المساجد.
* كيف كانت فكرة اختراع جهاز مولد الكهرباء بدون وقود؟
- قبل 20 عاماً كنت أسكن مع أهلي في منزل مبني من الحديد ويبعد مسافة بعيدة عن مقر شركة الكهرباء، وكان النظام يمنع توصيل الكهرباء إلى المنازل المبنية من الحديد، وكانت لديّ ماكينة أستر مركب عليها مولد خمسة كيلوات، وكنت أعاني من هذه الماكينة عندما أقوم بتشغيلها فهي متعبة جداً وغير نظيفة، وإذا أردت أن أقوم بتشغيل المكيف الصحراوي فإن الماكينة تنطفئ أو أن الثلاجة تتأثر وتضعف وقد تنطفئ أيضاً وإذا أرت استمرار تشغيل المكينة فعليّ أن أقوم بإطفاء المكيف أو الثلاجة حتى تستمر في التشغيل لنشاهد التلفزيون ويتمكن الأهل من إعداد وجبات الطعام، ثم أتتني فكرة اختراع جهاز الكهرباء بدون وقود، وبعد اثنا عشر عاماً من بداية الفكرة قمت بعون الله سبحانه وتعالى بتجهيز هذا الجهاز الذي بين أيدنا وكان السبب في تأخيره هو ظروفي المادية التي لم تساعدني في إنجاز الكثير من الاختراعات.
* ما هي أسباب تفكيرك باختراع المسبح السريري ومم يتكون؟
- عندما كنت مرافقاً لوالدي في مستشفى عسير المركزي كنت أعاني من نقل والدي إلى دورة المياه للاستحمام بسبب إصابته بجلطة في المخ التي أقعدته عن الحركة، ففكرت في عمل مسبح سريري يساعده على الاستحمام وهو في سريره دون اللجوء إلى نقله وبعد يومين تم بحمد الله اختراع وتجهيز المسبح الذي بين أيدينا وهو مصنوع من البلاستيك الناعم وله تصريف وكذلك عربة مجهزة بدش متحرك.
* وماذا عن بداية فكرة جهاز تفتيش السيارات؟
- كنت على رأس العمل في مرور المطار بأبها وكانت هناك سيارة تقف أمام الصالات وهي مقفلة ويلزم تفتيش تلك السيارة وإزالتها من موقعها في أسرع وقت ممكن مما أدى إلى طلب المختصين لتفتيش السيارة وعند حضورهم لاحظت جهازاً عبارة عن مرآة تساعد رجل الأمن على كشف أسفل السيارة وكنت أتابع الخطوات.
وفي نفس الوقت كنت أفكر في اختراع جهاز بديل لتفتيش دقيق وآمن أكثر يساعد رجل الأمن على مهمة التفتيش، وبعون من الله سبحانه وتعالى تم تجهيز جهاز آل عقيل لتفتيش وكشف السيارات سواء من مسافات بعيدة أو قريبة، حيث توجد سيارة تعمل لاسلكية مجهزة بكاميرا لاسلكية وكشاف إضاءة لالتقاط الصور وإرسالها إلى الشاشة الموجودة في الدورية، وتم تصنيع هذا الجهاز خلال أسبوع.
* مم يتكون جهاز تفتيش السيارات وكيف يعمل؟
- يتكون جهاز آل عقيل لتفتيش السيارات من قاعدة ألمنيوم مستطيلة بطول (120) سم وعرض (15) سم يثبت عليها شاشة عرض وكشاف إضافي وذراع متحرك بطول (95) سم تثبت عليه كاميرا وكشاف وقاطع كهربائي وتوصيله كهربائية وإلكترونية لنقل الصورة من الكاميرا إلى الشاشة وكذلك سيارة صغيرة تعمل بالريموت مجهزة بكاميرا لاسلكية وكشاف إضاءة لالتقاط الصور عن بعد وإرسالها إلى شاشة العرض.
* ما هي الميداليات والأوسمة التي حصلت عليها من اختراعاتك؟
- حصلت على الميدالية الفضية في اللقاء الرابع للمخترعين السعوديين الذي أقيم بالظهران بشهر صفر عام 1426هـ عن قفازات آل عقيل لحماية المريض وحصلت على الميدالية البرونزية في عام 1427هـ عن جهاز تفتيش السيارات وذلك باللقاء الخامس للمخترعين السعوديين والذي أقيم بالقصيم كما حصلت على وسام الابتكار من الأمن العام عن جهاز شفط البلغم
* ما هي المقترحات التي تود الحديث عنها للتعامل مع المخترعين؟
- كل ما قمت به من جهد تطلب مني الوقت والمال لم يكن لأية جهة سواء حكومية أو غيرها أي دور في دعم ذلك بل كنت أعتمد على نفسي بعد الله، وأتمنى أنا وكل مخترع أن توجد جهة راعية لفئة المخترعين تساهم بشكل فعلي بدعم وتبني الأفكار والمخترعات التي تبذل فيها الكثير من الجهد والمال. وأن تكون هذه الجهة جادة في تبنيها ورعايتها لهذه الفئة، حتى تسهم في إيجاد جيل نافع يستطيع أن يقدم لمجتمعة ووطنه ما يمكن أن يغنيه عن الاستيراد من الخارج. حيث إنه يواجه المخترع كثير من العقبات في المجال المادي وهذه العقبات تقف في كثير من الأحيان دون تحقيق المخترع رغبته وإظهارها إلى حيز الوجود، كما لا ننكر دور وجهود مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله لرعاية الموهوبين ونتمنى مضاعفة جهدها ودورها من عملية تبني الموهوبين والمخترعين إلى رعايتهم ومساعدتهم بشتى الطرق والوسائل وتذليل كل العقبات التي تواجههم سواءً على المستوى المادي أو على مستوى التنسيق مع الجهات ذات العلاقة بالاختراع من جهة النواحي المادية والفنية والتجريبية وغير ذلك.