الحكومة الأمريكية تراقب وشركات الأمن تجني المكاسب
|
سواء كانوا يقودون سياراتهم عبر أحد الأنفاق أو يأخذون استراحة فإن الامريكيين يجدون أنه حتى تحركاتهم العادية تلتقط وتسجل على أشرطة فيديو.
فمنذ هجمات 11 سبتمبر ايلول 2001 على الولايات المتحدة والشركات والكيانات الحكومية في حالة تأهب تحسبا لتهديدات أمنية محتملة بينها تهديدات بين المدنيين الذين لم يكن أحد يلتفت اليهم فيما سبق. اما صناع أجهزة المراقبة فيحصدون المال من الميزانيات المتزايدة لوزارة الامن الداخلي الأمريكية والإدارات المماثلة لها على مستوى الولايات.
يقول أحد المحللين الأمنيين العالميين والذي يعمل في مؤسسة سي. إي اونتربرج تاوبين: أصبحنا مجتمعا شغوفا بكاميرات المراقبة وكاميرات الفيديو وقد انقلبت السوق بالتأكيد رأسا على عقب إنك لا تلاحظها مباشرة لكنك تنظر الى أعلى فتجدها.
ويضيف: إن حجم سوق كاميرات المراقبة زاد الى ما بين خمسة وستة مليارات دولار من ملياري دولار قبل هجمات 11 سبتمبر وسيزيد بمعدل 25 في المئة سنويا.
وفي حين يعبر المدافعون عن الخصوصية عن مخاوفهم ويشككون في فاعلية الكاميرات في منع الجريمة والإرهاب فإنهم يعترفون ايضا بأنه منذ هجمات 11 سبتمبر أصبح الأمريكيون يتقبلون بشكل متزايد تسجيل تحركاتهم.
تتيح التقنية الجديدة للكاميرات المزروعة في المباني الاتحادية الحساسة والموانيء الكبرى والمحاور المرورية التمييز بين الأشخاص والأشياء التي يحملونها.
فإذا ترك شخص ما حقيبة في مصعد في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) على سبيل المثال فإن الكاميرا تبحث لتعثر على من تركها وترسل صورة الشخص إلى جهاز يحمله الحراس في أيديهم.
من ناحية أخرى شهدت شركة نايس سيستمز التي تصنع هذا النوع من التقنية ارتفاع سعر سهمها بمقدار 50 في المئة ليصل الى 32 دولارا في الأشهر الخمسة الماضية وفي فبراير ذكرت الشركة أن ربح السهم بلغ 47 سنتا مقابل تسعة سنتات سجلتها في العام الماضي.
وقال لورين طومسون مدير معهد ليكسينجتون وهو مؤسسة بحثية في واشنطن: اذا وقع هجوم آخر على الولايات المتحدة فسنشهد زيادة هائلة في الطلب على هذا النوع من الخدمات.
متى اكتسبت (الشركات) ثقة وزارة الأمن الداخلي كموردين فإن هذا سيصبح نشاطا متزايدا سيستمر لفترة طويلة.
في الوقت نفسه زاد صافي الارباح لسهم لشركة فلير سيستيمز التي تنتج كاميرات الرؤية الليلية الحرارية بأكثر من 60 في المئة عام 2004.
ويطالب الرئيس جورج بوش باعتماد 34.2 مليار دولار للعام المالي 2006 مقابل 31.9 ملياراً لهذا العام و29.9 مليار دولار لعام 2004.
ويشمل طلب بوش لعام 2006 مبلغ 600 مليون دولار لبرنامج حماية البنية التحتية المستهدفة لمساعدة الحكومات المحلية في الحد من تعرض المنشآت الكيميائية ومراكز النقل للخطر.
وقال مركز المعلومات الخاصة الالكترونية على موقعه على شبكة الانترنت وهو مجموعة بحثية تتخذ من واشنطن مقرا لها: (المخاوف الحالية من أجل مكافحة الإرهاب إضافة الى ازدياد التهور على الطرق وإدراك ازدياد معدل الجريمة فضلا عن العديد من حوادث إطلاق الرصاص في المدارس تدفع الكثيرين الى الدعوة الى زيادة في المراقبة بكاميرات الفيديو، في جميع الأماكن العامة).
كما أظهرت دراسة مسحية أجريت في اكتوبر تشرين الاول وشارك فيها 1030 أمريكيا لحساب وحدة اي. دي. تي. للخدمات الأمنية التابعة لمؤسسة تايكو انترناشيونال أن نحو 90 في المئة من المشاركين يوافقون على استخدام كاميرات المراقبة في المطارات والمؤسسات التجارية والمباني الحكومية. ويقول محللون إن السوق النشطة والميزانيات المتزايدة جعلت من الشركات ذات رؤوس الأموال الصغيرة مثل نايس وفيرنيت وفلير أهدافا واضحة للشراء من قبل الشركات الكبرى.
وقال جريبر إن من بين المتقدمين المحتملين لشرائها هانيويل انترناشيونال ولوكهيد مارتن وجنرال الكتريك، وتابع قائلا: الكبار يريدون السعي وراء فرص الربح، كما يريدون ايضا زيادة القيمة السوقية لأسهمهم، ولم تعقب الشركات على أي اندماج محتمل.
وقال جريبر: كل هذا مدفوع من إدارة بوش، الحرب على الإرهاب وحاجتهم للمراقبة. وقال محللون آخرون إن فيرينت مستعدة للاستفادة من سوق الأمن بعد 11 سبتمبر حيث تسعى الوكالات الاتحادية الأمريكية إلى أساليب أكثر سرية لمحاربة الإرهاب.
وقال تيموثي كيلين نائب رئيس بنك ستيفنز اينك: منذ عشرة أعوام لم نكن لنعتقد أنه سيتعين علينا أن نتنصت على صورة مرسلة بالبريد الالكتروني على هاتف جوال، لقد أصبح الإمساك بالأشرار اكثر صعوبة بشكل متزايد.
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|