مستقبل تطوير الويب محلياً
|
إلى أين يتجه مؤشر صناعة تصميم وتطوير المواقع على الشبكة النسيجية الدولية (الويب) محليا؟ سؤال بات يطرح نفسه وسط فورة اندماج العديد من الشركات المزودة لخدمات الاتصال بالإنترنت ISPs الأخيرة وخروج بعضها من ساحة المنافسة الضارية على شرائح المستخدمين.
وبينما تصاغ العناوين البراقة للاستهلاك الإعلامي، لذر الرماد في العيون المتطلعة لخدمات وأسعار أفضل مما يقدم حاليا فإن حقيقة ما يجري خلف كواليس هذه الاندماجات الصورية تناقض ما يتردد من خلال تصريحات الشركات المندمجة لا يعنينا من جملة هذه الحقائق المغيبة إلا ما يتعلق منها بتصميم وتطوير مواقع الويب بحكم خبرتي وتجربتي ورصد التوجهات المحلية الأخيرة.
فنظرا لارتفاع الرسوم المتوجب على هذه الشركات دفعها لشركة الاتصالات ولمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، ونظرا لدخول الاتصالات ميدان المنافسة من خلال شركة «سعودينت» رغم احتكاريتها للخدمة(!!)، ولعوامل تتعلق بأساليب إدارة هذه الشركات لعملياتها منذ بدايتها من دون تخطيط مرحلي أو مستقبلي، ولا من خطط لحالات الطوارئ وتداعيات المنافسة التي احتدمت مؤخراً أدى كل ذلك إلى تطبيق جملة من قواعد اللعبة التجارية بحرفية شديدة وفي تبسيط مخل لحقيقة الأزمة الراهنة.
وكان من ذلك اللجوء إلى خفض النفقات وتقليص عدد الموظفين، خصوصا من السعوديين(!!) عوضا عن تسريح العمالة الوافدة القادمة من دول متخلفة تقنيا عنا والتي ثبت أنها تلقت كل تدريبها في شركاتنا وبأموالنا التي يحرم منها شبابنا بمبررات قيادات «وطنية» بها مع شديد الأسف، وظلم ذوي القربى أشد مرارة.
لكن الأخطر من هذا كان اتخاذ هذه الشركات قرارها في صمت مطبق بإغلاق وحدات تصميم وتطوير مواقع الويب وتسريح المصممين والمبرمجين لديها من الكفاءات المحلية قبل غيرها، وتعللوا فيما بينهم بأنها وحدات غير منتجة وأن الإنفاق عليها غير مجد ماديا والدليل التقاريرالشهرية بالأرقام ثم ينتهي النقاش عندها لصالح التوجه الحالي وهو الجري «جري الوحوش» خلف الربح السريع والمتمثل في بيع بطاقات الاتصال بالإنترنت وما يتعلق بذلك من خدمات يسهل وضع أسعار لها، وكفى الله المزودين للخدمة شر التعامل مع خدمات تتعلق بالإبداع الفني والتقني من تصاميم وبرمجة وابتكار للحلول.
ومع هذا فمهما زعمت فلن تستطيع هذه الشركات أن تتنصل من مسؤوليتها عن جملة من الأخطاء التي ارتكبتها وعالجتها بأخطاء أفدح منها، ومن ذلك إدارة فريق المصممين والمطورين للويب من قبل مديري مبيعات أو تسويق بها يجهلون أبسط أبجديات هذه الصناعة الحيوية والمتجددة يوميا.
ولم يكن الأمر شورى حتى تؤخذ آراء المعنيين بالأمر وإذا طرحت لا يعمل بها إلا على مضض بعد جولات من مفاوضات السلام والكر والفر، وهكذا يوكل الأمر لغير أهله، وسط تغييب للخدمات المساندة لهذه الصناعة من استضافة محلية يعول عليها وتجهيزات للصيانة والدعم الفني ترتقي لمستوى الوعود والإعلانات البراقة على الأقل ناهيك عن تولي وافدين ومن صغار السن وقليلي الخبرة والكفاءة مقاليد السيطرة والإدارة والمراقبة والإشراف على بيانات ورسائل ومعلومات الشركات والأفراد من عملاء الويب، من دون إجراءات حماية أو برامج حقيقية لأمن المعلومات الوطنية الحساسة.والقائمة طويلة من جملة الأخطاء الإدارية العويصة التي ألحقت الضرر بهذه الصناعة حتى أنها تكاد تخرج لصالح دول مجاورة مثل الإمارات أو مصر، بينما الصورة قاتمة والمصممون والمبرمجون من شبابنا يمارسون قدراتهم حاليا في البحث عن وظائف أخرى خارج نطاق ما اكتسبوه من قدرات وخبرة في هذا الميدان الذي ذاقوا فيه الأمرين، وآثر آخرون ممارسة التصميم والبرمجة من الباطن والتعامل مع هذا التهميش بمزيد من التهميش للذات نظير حفنة من الريالات من هنا وحفنة من هناك، لكن يبدو أن بوارق الأمل قد تأتي من روح التحدي والمغامرة لدى قلة ممن وحدوا جهودهم في شكل مؤسسات تجارية صغيرة متخصصة في تقديم خدمات تصميم وتطوير مواقع والويب والخدمات المساندة بإدارة كفاءات وطنية شكلت فرق عمل باتت تزعج وتنافس شركات الإنترنت العملاقة، وعليه فالمطلوب من هذه المؤسسات الفردية الصغيرة أن تتوحد فيما بينها وألا تتعجل النتائج أو الأرباح. كما نطالب بتسهيل الدعم المالي لها من قبل البنوك الوطنية من دون شروط مرهقة.
ومن المنتظر أن تحقق قلب المعادلات إن لم تكرر أخطاء ديناصورات شركات الإنترنت المنقرضة، وعلى رأسها آفة (الربح من أجل الربح، والربح السريع)، والاستغناء عنها بالتخطيط السليم وتنظيم العمل بشكل أفضل وتقديم الخدمات التي يندر توفرها مهما كلف الأمر وتحقيق التكامل في ذلك ولو بتنسيق
الجهود مع مؤسسات محلية أخرى. وسوف يحقق كل ذلك المرجو منه على المدى القريب والبعيد بحول من الله وقوة.
عصام أحمد مدير
كاتب وإعلامي سعودي
ص. ب 6080 جدة فاكس 6992520
esammudeer@hotmail.com
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|