ليس لعبة ولا أداة ترفيه: «ذيير».. كون جديد ظاهري للباحثين عن
|
لكن رغم كل الطفرات التي شهدتها تقنيات الحاسوب الشخصي، تري شركة ذيير أن تطلعاتها في عالم الرسومات وإنشاء العوالم الظاهرية لن يرى النور بسهولة، ولعل أهم سبب في ذلك هو ضرورة قيام جمهور المستهلكين بتطوير وترقية أجهزتهم حتى يتسنى لهم استخدام المنتجات الظاهرية التي تنوي تطويرها وطرحها في الاسواق.
ويقول توم ميلكر الرئيس التنفيذي لشركة ذيير في معرض حديثه عن أوجه الاختلاف بين المنتج الذي تطوره الشركة ومنتجات الألعاب الشهيرة التي تعتمد على الرسومات الظاهرية مثل سيمز: الفرق هو أن سيمز أون لاين هي لعبة في الأساس، أما «ذيير» فتختلف شكلا وموضوعا عن تلك اللعبة، إنها ليست لعبة على الإطلاق.
«ذيير» عالم ظاهري له أشخاصه ومجتمعاته. في سيمز، المستخدم يتحرك بدوافع اللعبة، وفي ذيير يجد المستخدم نفسه في مواجهة أشخاص كأنهم من لحم ودم، أشخاص تقيم معهم علاقات من الحب والتفاهم. تماما كأنك في العالم الحقيقي؛ لكن مع الفرق أن العالم الحقيقي يختنق من الصراعات والحروب. وقد تم مؤخرا اختبار «عالم ذيير الظاهري» من خلال النسخ التجريبية التي تم توزيعها على بعض العملاء في معرض كونسيومر إلكترونكس في لاس فيجاس، ومن المتوقع طرحه للتدوال التجاري في الأسواق مع نهاية العام الجاري.
ولمواجهة المنافسة الضارية مع الشركات التي تلعب في نفس المضمار، تأمل شركة ذيير اجتذاب عملائها من النساء، خاصة وأن عالم ذيير يتيح لهن الفرصة للتجول فيه ومعايشته بنفس الأجواء التي يوفرها منتج «ميست»، وتبدو مناطق عديدة في ذيير في أجواء أسطورية يكثر بها سقسقة الطيور وهدير الأمواج، وعن تركيز الشركة على العملاء من النساء، يقول ميلكر: إذا كان بوسعنا طرح منتج تحبه النساء، فسيحبه الرجال أيضا، والعكس ليس صحيحا. في عالم «ذيير» يظهر الرفقاء من البشر مع مجسمات تسمى «مجسمات الفكر» وهي الأدوات التي يستخدمها المتجول في العالم الظاهري من أجل التواصل مع الآخرين في نفس العالم، وقد تم تصميم هذا العالم دون نقطتين للبداية والنهاية، إذ يظل الأفراد داخل هذا العالم حتى بعد تسجيل الخروج من البرنامج. أما المحادثات المتبادلة بين أهل «ذيير» فتظهر في شكل منطاد يطفو فوق رؤوس المشاركين، ومن الممكن الاستعانة بالمحادثات الصوتية من جانب المستخدم في حالة توافر اتصال عالي السرعة بالإنترنت.
ولا تختفي المعاملات التجارية بين أهل ذيير، فبوسع الناس شراء الملابس من الشركاء التجاريين مثل شركة نيكي وليفي اشتراوس من خلال المزادات الظاهرية التي يتعامل فيها المزايدون بعملة شركة ذيير.
وأشار المديرون التنفيذيون لشركة ذيير أن برنامج العالم الظاهري «ذيير» يمكن تشغيله على مختلف أنواع الكمبيوترات المنزلية الحديثة التي بها معالج لاتقل سرعته عن 800 ميجاهرتز فضلا عن بطاقات الرسومات الحديثة.
ورغم أن شركة ذيير تخطط لبناء عالمها ببطء في البداية، مازال المحللون يؤكدون أن طفرة العوالم الظاهرية يمكن أن تمثل تحديا كبيرا، في هذا الشأن يقول أحدالمديرين التنفيذيين في «ذيير»: عندما يكون لديك مجتمع يتفاعل فيه بشر حقيقيون من لحم ودم، فالشيء غير المتوقع دائما ما يحدث!
تحلم شركات عديدة ببناء «كون ظاهري» يعيش فيه الناس ويقيمون فيه علاقات شخصية مع الآخرين دون المعاناة من فوضى غرف الدردشة أو الوقوع في المشاكل والمتاعب الجسيمة الناجمة عن التواصل مع الآخرين عبر النت، وبدعم مكون من رأس مال ضخم إلى جانب الاستعانة بمجموعة من البرامج متطورة، تأمل شركة «ذيير» في تحقيق الحلم وتحويله إلى حقيقة واقعية، بل وتراهن بقوة على أن عشاق الإنترنت سيكونون عندما يدفعون ثمن المنتجات الظاهرية، كالملابس مثلا.
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|