اقتحام الخصوصية الفردية.. الإنترنت وخصوصية البحث عن طريق المحركات جوجل .. الأخ الأكبر على شبكات الإنترنت كعكة جوجل .. ملف حفظ البيانات الآمنة
|
* إعداد : سناء عيسى
أثار موضوع خصوصية البحث على الإنترنت، ومدى وجود رقابة على عملية البحث الكثير من النقاش والجدل، فربما قد سمع الكثيرون أن "جوجل" التي تملك أقوى محرك بحث على شبكات الإنترنت قد رشحت لنيل جائزة "الأخ الأكبر" وهي تمنح عادة للهيئات والمؤسسات التي تنتهك خصوصيات الأفراد، ويعرف الجميع كذلك أن "جوجل" تسجل كل ما تبحث عنه! فهل هذا مخيف؟ هل حان الوقت لمقاطعة "جوجل" كما ينادي بذلك "جافين شاريدان"؟.
هذا ما دفع "داني سوليفان" وهو محرر بموقع "مراقبة مواقع البحث" وهي إحدى شركات "جوبيتر ميديا" على كثرة التحدث عن مثل هذا النوع من المواضيع.
الحقيقة أن هناك اختراقا للخصوصية عندما تبحث عن شيء ما على "جوجل"، وليس "جوجل" فقط بل أغلب مواقع البحث الأخرى، مثل ياهوو و.. إلخ.
المؤكد أن المتابعة الشخصية لن تكون واقعية ودقيقة بالشكل المخيف وذلك للعدد المهول للباحثين، حقيقة أم وهم؟
كتب "بيل تومسون" معلق هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، مقالا ألهب به مشاعر مستخدمي شبكة الإنترنت يقول فيه إن "جوجل" يكون ملفا تفصيليا عن المصطلحات التي قمت بالبحث فيها لسنوات ماضية، فهو يعلم متى ظننت أنك حامل، وما هي الأدوية التي أعطيتها لأولادك، ومن هو المحامي الخاص بك!
ويضيف كريس جلكر المحلل التكنولوجي: "أنا لا أحب هذا الأسلوب، ملفاتي عند "جوجل" تنتهي بعد 35 عاما من الآن، لأن "جوجل" يسجل كل ما أبحث عنه في ملفات حتى الأشياء المحرجة".
الحقيقة أن "جوجل" لا يعرف تحديدا من أنت شخصيا ولكنه ينشئ ملفا صغيرا يسمى "الكعكة" cookie يسجل فيه رقما محددا، يكاد يكون خاصا ومنفردا لكل مستخدم، ولكنه لا يستطيع رؤية وجهك ولا معرفة اسمك من خلال الشاشة، وكل ما يعرفه "جوجل" هو البرنامج المستخدم للعرض من على حاسب معين عند ارسال طلب للبحث.
وهذا الملف الصغير الذي يسمى "الكعكة" يستخدم لتسجيل جميع أنواع البحث التي طلبها هذا الجهاز مع الوقت، ولكن "جوجل" لا يعلم من كان يستخدم هذا الحاسب في ذلك الحين، وعندما أبحث على "جوجل" فإنه يسجل الرقم (740674ce2123e969) للدلالة شخصي، فقط هذا الرقم دون اسم أو تليفون أو عنوان أو غيره.
* ماذا يسجل "جوجل"؟
الرقم الرمز الذي يخصصه "جوجل" للمستخدم لا يحتوي على أية معلومة عن المستخدم نفسه، فمثلا بفرض أنك ستزور موقع "جوجل" لأول مرة وتبحث عن السيارات، فماذا يحدث؟ فكما تنص "سياسة الخصوصية" في "جوجل" فإنه عندما تدخل على الموقع فإنه يسجل الوقت الذي دخلت فيه، وعنوانك على الإنترنت، ونوع برنامج التصفح ويضعها في ملف دخول، ومثال لذلك نجد:
inktomi1lng.server.ntl.com 25/Mar/2003 10:15:32 http://www.google.com/search?q=car s MSIE 6 ،0. Windows NT 5 ،1 (740674ce2123e969)وتفصيله كما يلي:
عنوان الإنترنت: inktomi1lng.server.ntl.com والذي يحدد الDomain.
وقت الدخول والبحث : 25/Mar/2003 10:15:32
البحث في "جوجل":
http://www.google.com/search?q= cars ويتضمن كلمة البحث "سيارة".
نظام التشغيل وبرنامج التصفح : ويندوز MSIE 6 ،0, 5 ،1 NT وهذا يعني أني استخدمت برنامج مايكروسوفت 6 لتصفح الانترنت على نظام ويندوز XP.
رمز المستخدم: (740674ce2123e969) ويتم إعطاؤه للمستخدم عند أول زيارة للموقع.
عنوان الإنترنت
إذا أراد "جوجل" معرفة المستخدم فإن أهم معلومة لا بد من الحصول عليها هي"عنواني على الإنترنت"، ولكن هذا العنوان لا يحمل أي مدلول عن اسمي، فمثلاNTL هو اسم الشركة الإنجليزية لتزويد خدمات الإنترنت.
فهذا العنوان هو في الحقيقة عنوان الشركة المزودة للخدمة وليس عنواني، ولكن NTL تستطيع أن تعرف متى دخلت على الإنترنت، وكل ما يعرفه "جوجل" هو أني أحد مستخدمي NTL، وربط عنوان الإنترنت بالشخص غير مؤكد لأنه من الممكن أن يستعمل الجهاز أكثر من شخص، ومن أجل هذا يصر مهندسو الشبكات على عدم ربط البيانات الشخصية بعنوان الإنترنت، ولكن هناك حالات قليلة، كأن تكون عاملا بشركة تعطيك اسما وحيدا لجهازك وبالتالي "عنوانا على الإنترنت" خاص بجهازك وحدك، ومع ذلك فقد يكون هناك من استخدم جهازك في لحظات غيابك!
ملف الكعكة Cookie
لماذا يحاول "جوجل" معرفة المستخدم؟
يسجل "جوجل" طريقة بحث المستخدم ليتسنى له سرعة توفير المعلومات المطلوبة، فمثلا بعض المستخدمين يفضل اختيار عشر صفحات في المرة الواحدة وآخر يريد النتائج الإنجليزية فقط، فتسجيل هذه البيانات عن المستخدم يسرع من عملية الحصول على النتائج.
الاعتماد على عنوان الإنترنت غير كاف لتحديد المستخدم، لأنه يمكن لنفس المستخدم استعمال نفس الجهاز للدخول على الإنترنت عن طريق أكثر من شركة مزودة للخدمة، وكل شركة لها عنوانها الخاص بها وبالتالي "جوجل" يسجل عنده ثلاثة أسماء لنفس المستخدم فتتبع هذا العنوان لا يصلح لتحديد المستخدم.
ملف الكعكة يحل هذه المشكلة، ولأجل هذا يستخدمه كثير من المواقع، فمع وجود هذا الملف لا يهم الدخول على الإنترنت من أية شركة لخدمات الإنترنت ولكن "جوجل" يعلم برنامج التصفح المستخدم وبالتالي يستدعي الرقم الخاص به، فهكذا يحدد "جوجل" الزائر والباحث في موقعه عن طريق برنامج التصفح من على جهاز معين.
"جوجل" لا يمكنه تحديد شخصية الباحث، إذا استخدم الجهاز أي شخص آخر واستخدم نفس برنامج التصفح فسيظن "جوجل" أن هذا هو نفس المستخدم، لأنه يعتمد على ملف الكعكة. والمثير في هذا الأمر لو أن نفس الجهاز يستخدم برنامجين مختلفين للتصفح، فإن "جوجل" يسجل ملفين لكل برنامج تصفح، ويعتقد أنهما مستخدمان مختلفان.
الأخ الأكبر
مما سبق نرى أنه من الجائز أن يحدد "جوجل" جميع أنواع البحث التي أجراها برنامج تصفح معين من على جهاز معين، وهذا بعيد كل البعد عن تحديد ما بحث عنه مستخدم معين.
طريقة الوصول للباحث على موقع "جوجل" عن طريق ملفات الكعكة المجهولة وتاريخ استخدامه للموقع هو الذي رشح "جوجل" لجائزة "الأخ الأكبر" عام 2003 م.
أنا شخصيا لا أرحب بالاتهامات ضد "جوجل" كمقتحم للخصوصية الفردية، والمؤسسة الدولية للدفاع عن الخصوصية لم تعط "جوجل" الجائزة بعد ولكن البعض يعتبر مجرد الترشيح لمثل هذه الجائزة المخزية علامة لخطأ ما يحدث، والبعض الآخر فهم خطأ أن "جوجل" حدد شخصيات الباحثين على موقعه.
* كيف يتعرفون على شخصية المستخدم؟
لا بد أن نعلم أن هناك شركات لديها معلومات تتيح لها إلى درجة ما تحديد شخصية المستخدم، فإذا كنت أحد مستخدمي "ياهوو" فإنك تملأ استمارة تعارف تكتب فيها كل بياناتك، فإذا ذكرت فيها كل بياناتك الصحيحة فيمكن أن يتعرف عليك على عكس "جوجل" الذي لا يسجل بيانات المستخدمين الشخصية.
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|