يشكون من قلة المواقع المناسبة.. الآباء يدرسون تصرفات الأبناء عبر "الإنترنت"
|
* إعداد محمد مجيد العادلي:
بعد ان ظهرت "الإنترنت" وانتشرت في معظم مدن العالم، بات من السهل استخدامها من قبل معظم الشرائح الاجتماعية، للبحث عما يودون معرفته من المعلومات التي تثير اهتمامهم، ومن ضمن هؤلاء كان الآباء في المقدمة، فهم يسعون الى معرفة كل ما يتعلق بالمشاكل التي تحيط بأبنائهم من أجل معالجتها والتعرف على أنجع الحلول لها، غير أن استخدامهم للإنترنت لا يوصلهم الى ضالتهم دوما.
ويستذكر زاك فورمانيك، مستشار البرمجيات من مدينة "بيلمونت" بولاية ماساشوستس (لديه بنتان في المدرسة) كيف عانى من مصاعب في العثور على معلومات موثوق بها خلال السنوات القليلة الماضية تساعده على معالجة مشكلة كانت تؤرق إحدى ابنتيه وهي باكال، 11 عاما، التي كانت تواجه صعوبة في القراءة، فقد أدى محرك بحث بسيط على الشبكة الى توفير كميات هائلة ومفزعة من المعلومات والأفكار المتضاربة، في حين تمكن طبيب متخصص من تشخيص حالتها المسماة بالديسليكسيا (dyslexia) وهو مرض ناجم عن خلل بسيط بالدماغ يسبب صعوبة في القراءة والكتابة.
مواقع مضللة
أما جلوريا رايت، التي تعمل ممرضة بدوام جزئي وتسكن في مدينة آرلينجتون بولاية ماساشوستس وأم لفتي عمره 16 سنة فقد كانت لها مشكلة مع الإنترنت أيضاً. فبينما كانت تستخدم محرك بحث للعثور على معلومات حول المراهقين والإدمان على المخدرات رغم كون ابنها لايعاني من الإدمان، فقد وجدت نفسها تتوجه الى مواقع تدافع عن المدمنين.
وفي الوقت الذي أثبتت فيه "الإنترنت" أنها أداة قيمة لتوفير الوقت بالنسبة للعديد من الآباء فإن العثور على المعلومات الدقيقة والموضوعية التي لايهدف من ورائها الى بيع منتج أو خدمة معينة، ما يزال يتطلب الكثير من الوقت كما يقول بعض الخبراء الذين درسوا استخدام الآباء للإنترنت، إذ تقول ستيفانيكونتز، نائبة رئيس مؤسسة العوائل العصرية في مانهاتن والتي تمثل أكثر من100 باحث واختصاصي يعملون مع العوائل: إني أرى توجهين في الشبكة، الأول هو منح حلول مريحة للمسائل المعقدة جداً مثل كيفية الحصول على علاقة جيدة بين الأب والابن، أما التوجه الآخر فهو تفسير التصرفات الطبيعية للأبناء والتي يقلق منها الآباء ويعتبرونها تصرفات مضرة.
ومع ذلك فما يزال أكثر الآباء يستعملون الإنترنت، وذلك يعود نوعا ما الى قناعتهم بها كما يقول بعض الخبراء، فقد كشفت دراسة قامت بها كل من مؤسستي (Pew Internet) و(American Life Project) ونشرت مؤخرا أن 70% من الآباء يستخدمون الإنترنت بحثا عن معلومات تتعلق بتربية أطفالهم، غير أن دراسة حديثة أخرى من معهد إيليوت بيرسون للطفولة في جامعة توفت كشفت أن الإنترنت ليست سوى المصدر الخامس للمعلومات للآباء بعد الكتب وطبيب الأطفال والأقارب والمجلات.
معلومات مدهشة
ويقول فريد روثبوم الأستاذ في قسم الطفولة في جامعة توفت والذي أشرف على البحث إنه لم يفاجأ بهذه النتيجة لأن هناك الكثير من المعلومات غير المفيدة للوالدين في الإنترنت وحتى لو كانت مثيرة لاهتمامهم فإنها عادة ما تكون غير موثوق بها أو متضاربة مع الاكتشافات الحديثة حول الطفل ، ووفقا للدكتورروثبوم وفريقه البحثي فإن هناك على الأقل 70% من مواقع الإنترنت تحوي معلومات عن خدمات أو منتجات، مثل اللعب التعليمية والعطلات العائلية أو أفلام الأطفال والتي تحاول بيع هذه المنتجات أو الخدمات لزوارها.
ولمساعدة الآباء على تصنيف المعلومات الموجودة في الشبكة فقد قام الباحثون في جامعة توفت بمسح ما يزيد على 5000 موقع على الشبكة تتوجه نحو الأطفال والعائلة وظهر أن عدد المواقع ذات الدافع غير التجاري والتي تحوي معلومات مرخصة وبسيطة لا يتجاوز 400 موقع، وقد تم وضع المواقع المفيدة هذه على الموقع (www.childrenfamily.info) وينوي هؤلاء الباحثون تحديث هذا الموقع سنويا.
ولكن ماذا عن الآباء الذين يودون القيام بغربلة للمواقع بأنفسهم؟ تقول الآنسة كونتز من مجلس العوائل العصرية: إنني أنصحهم بأن يبتعدوا عن المواقع التي تبيع المنتجات لأنها لن تكون موضوعية كونها تريد بيع بضاعتها، أما نانسي مارتلاند المديرة التنفيذية للمواقع الخاصة بالعائلة والطفل فهي تقول إن المشكلة الأكثر شيوعا في الإنترنت هي مواقع الآباء المكتظة بالمعلومات من دون توفر مراجع موثوقة أو مشرفين معروفين، وهي تقول إن بعض هذه المواقع تبدو موجهة نحو ذوي الاختصاص، وذلك يعني أننا لن نقترب منها في المرة القادمة.
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|