هل تلفزيونك ضد الفيروسات؟
جدل بين خبراء تكنولوجيا المعلومات حول احتمالات إصابة الأجهزة المنزلية بالفيروسات
|
* القاهرة مكتب الجزيرةمحمد شوبك:
نشر موقع سى نت نيوز مؤخرا تقريرا مفصلا تحت عنوان (هل تلفزيونك ضد الفيروسات؟) يناقش احتمالات إصابة الأجهزة الالكترونية المنزلية مثل التلفزيونات والثلاجات وأجهزة المايكروويف وغيرها مما هو مستخدم في المنازل بفيروسات الحاسبات.
وذكر التقرير أن الكثير من الأجهزة الالكترونية الاستهلاكية تحولت إلى العالم الرقمي سواء كانت داخل أو خارج المنازل ومنها الهواتف الذكية وأنظمة ملاحة السيارات ونظم تأمين المنازل بالإضافة إلى مكونات المسرح المنزلي كما أصبحت الأجهزة اللاسلكية رخيصة الثمن حتى أن العديد منها أصبح في متناول المستهلك العادى وما أن تظهر إحدى الأدوات باهظة الثمن حتى تفاجئها التقنيات الحديثة بابتكار جديد مما يجعل أثمانها تباع في اليوم التالي بأقل الأسعار إلا أن معظم تلك الأدوات أصبحت معرضة للإصابة بفيروسات الحاسب.
****
ويقول دان كريج، نائب رئيس شركة الأتمتة المنزلية، سمارتوم: إن الأجهزة تشبه الأفراد من حيث إصابتها بالأمراض فمن يبتعد عن التعرض لوسائل الإصابة يصعب وصول الفيروس إليه أو انتقال العدوى له إلا أن الاتصال يصبح مصدر الخطر ويتفق مع الرأي السابق خبراء تكنولوجيا المعلومات على أن هناك تحذيراً من الحالات التي يمكن أن تصاب الأجهزة الاستهلاكية فيها بالفيروسات وهي توصيلها سواء سلكيا أو لاسلكيا في شبكة بالمنازل أو المؤسسات حيث ستصبح فرصة لمبتكري الفيروسات.
ويضيف بعض الخبراء أن الفيروسات تطورت كثيرا من قبل المخربين والمهاجمين وأصبحت تتحكم في الحاسبات عن بعد وتتمكن من سرقة المعلومات والبيانات المالية كما أنها تستطيع توجيه بعض الحاسبات لتنفيذ أوامر المخربين حتى أن بعض الخبراء يحذر من أن فيروس الغد قد يستطيع تعطيل أنظمة تأمين المنازل أو التلاعب في جهاز التلفاز المنزلي عن بعد. وقال كريج: إن منتجات سمارتوم المنزلية لن تكون هدفاً للفيروسات لكنها يمكن أن تكون عرضة للإصابة بعد أن أصيبت الحاسبات في المنازل بتلك الفيروسات وقد يحمل لنا المستقبل القريب إرسال الأوامر الخبيثة عبر خطوط الكهرباء أو الشبكات اللاسلكية.
وما يطمئن المستهلكين أنه حتى الآن تندر الأجهزة المتوفرة بالمنازل التي يتم توصيلها بشبكة الانترنت باستثناء بعض الأجهزة التي يقول عنها البعض إن أثمانها باهظة التكلفة أو التي تم تصنيعها على سبيل التجربة مثل الثلاجة المنزلية التي يتم توصيلها بشبكة الانترنت ويمكنها الاتصال بقسم الصيانة في الشركة للإبلاغ عن الأعطال التي قد تصيبها والتى سبق أن أعلنت عنها إحدى المؤسسات التقنية.
وأضاف كريج أن معظم المهاجمين يهدفون إلى الحصول البيانات الشخصية والمالية وهو ما لا يقوم المستهلك بالاحتفاظ به على أجهزته المنزلية لذا فإن شبكة الأجهزة المنزلية الأخرى لن تكون هدفا جذابا للصوص والمخربين وقد تنحصر محاولات بعض اللصوص في إطفاء الدفايات بالمنازل في الجو البارد.
وأوضح أجيي جوبال، نائب رئيس كبير التقنين بمؤسسة سيمانتيك التي تعمل في برمجيات الأمن أثناء كلمه ألقاها في كلية الأعمال بهارفارد أن الغد القريب سوف يشهد توصيل الكثير من الأدوات المنزلية التي نستخدمها في حياتنا اليومية ببعضها البعض عن طريق النظم اللاسلكية مما يخلق تحديات وتهديدات جديدة خاصة للأدوات الضعيفة من الناحية الأمنية وهي التي لا تحتوي على برامج تأمينية تجنبها مشكلات الإصابة بالفيروسات.
مشيرا إلى ضرورة أن تفكر شركات برامج الأمن في كيفية تقليل خطر مثل هذه التهديدات ويجب أن تشمل حالات التامين الشبكات اللاسلكية والأجهزة المنزلية نفسها وأضاف أنه حتى الآن تستهدف الفيروسات أجهزة الحاسبات وقد وصلت إلى الهواتف الجوالة ولقد استطاعت الكثير من هذه الفيروسات خداع الجماهير وحتى لو لفترة زمنية قبل اكتشافها إلا أنها مرحلة خداع يعترف بها الجميع وقد ذكرت.
بعض التقارير التي أصدرت مؤخرا أن المهاجمين والمخربين سوف يبحثون عن وسائل وطرق جديدة لتوصيل برامجهم الخبيثة إلى جميع ما قد تصل إليه أيديهم وعلى الرغم من الحديث خلال الفترة الأخيرة عما أعلنته وكالة سيارات عالمية تسمى ليكسوس من اكتشاف بعض الفيروسات على أجهزة ملاحة سياراتها التي تعرف باسم (GPS) على الرغم من تميز تلك السيارات بالدقة في التصنيع.
وفي تعليق لبعض الخبراء التقنيين على تلك الواقعة أشاروا إلى أن كتاب الفيروسات لم يهتموا حتى الآن بالأدوات الأقل شيوعا لدى المستخدمين بل إن تركيزهم مازال في إطار الأدوات الأكثر استخداما ويمكن الوصول إليها عبر الطرق المتاحة خلال الفترة الراهنة عن بعد بالانترنت والحاسبات.
وعندما توجه أحد العملاء بسؤال لديفيد إم، المستشار التقني المتخصص في مكافحة الفيروسات، وهو: هل واقعة إصابة ملاح السيارات بالفيروسات حقيقية؟ فإنه أجاب قائلا: حتى إذا لم تكن حدثت بالفعل فالأمر ليس بعيدا وقد تحدث في الغد القريب ومن الممكن أن تصبح إصابة العديد من الأجهزة الأخرى بالفيروسات حقيقة واقعية في المستقبل القريب.
وأضاف أننا سنرى تهديدات للأجهزة والأدوات التي تتصل ببعضها لاسلكيا وهو أمر ليس صعبا تخيله فقد شاهد المستخدمون في جميع أنحاء العالم إصابة الهواتف الجوالة وكانوا في الماضي يستبعدون ذلك.
وأشار إلى أن كتاب الفيروسات من المحتمل أن ينظرون إلى باقي الأدوات والأجهزة بجزء من الاهتمام وقد شاهد الجميع دودة كابير التي تستغل الاتصال اللاسلكي عن طريق البلوتوث لإصابة الهواتف الذكية ومن ثم احتمال البحث عن الأدوات الأخرى المنزلية التي تعمل في نفس المكان وتكون متصلة بالشبكة.
وقال: إن أي جهاز به معالج وذاكرة كافية ونوع من الاتصال بشبكة فإنه قد يصبح في المستقبل ببساطة هدفاً لهؤلاء المخربين كما أن انتشار تكنولوجيات الاتصالات اللاسلكية مثل البلوتوث يزيد من الأدوات التي تتصل ببعضها البعض مما يجعل انتشار البرامج الخبيثة أكثر سهولة.
ويذكر أن مشكلة إصابة الأجهزة المنزلية بالفيروسات قد تفجرت في وقت مبكر من العام الماضي خاصة مع ظهور بعض الأجزاء التي تساعد على توصيل الأجهزة ببعضها لاسلكيا إذا ما أضيفت إلى الأجهزة القديمة التي تخلوا من أجزاء الاتصالات اللاسلكية.
وقال ستيوارت مسيرفين مدير إستراتيجية أمن الشركات في آي بي إم: إن تقنية بلوتوث من المحتمل أن تصبح نقطة مهمة في الهجوم على الكثير من الأدوات. وكانت إحدى المؤسسات العاملة في صناعة الأجهزة الالكترونية في لاس فيجاس قد عرضت خلال شهر يناير الماضى الكثير من الأجهزة المنزلية التي تم توصيلها ببعض لاسلكيا وقد تبعها عرض لمؤسسة الكترونية أخرى تمكنت من ربط شواية لحوم وآلة لصناعة القهوة وأفران المايكروويف وماكينة لصناعة الخبز يمكنهم الاتصال لاسلكيا ببعض.
ويوافق الكثير من الخبراء على أن المهاجمين سوف يركزون خلال الفترة الحالية على نقاط الضعف في الاتصال اللاسلكى خاصة فيما يتعلق بالهواتف الذكية والمساعدات الشخصية الرقمية وأجهزة PDA قبل أن يتحولون إلى المنتجات الأخرى إلا أن بعض الخبراء يؤكدون إلى أن تحول المهاجمين للأجهزة الأخرى لن يستغرق مدة زمنية كبيرة مشيرين إلى أن الآلة من المحتمل أن تكون بعيدة عن الإصابة إلا أن مجرد توصيلها بشبكة حتى وإن كان لاسلكيا يجعلها عرضة للخطر إلا أن بعض الخبراء يرون أن الشبكات الإعلامية الرقمية التي تربط بين الحاسبات والتليفزيونات والمسجلات بالمنازل قد تكون من الأشياء الثمينة أمام اللصوص كما أنه على الرغم من عدم الاحتفاظ بالبيانات المالية على مسجلات الفيديو الشخصية إلا أن هناك بعض الملفات الإعلامية التي يحتفظ بها بعض الأفراد إما كمقتنيات شخصية أو بطبيعة أعمالهم قد تكون من الأشياء الثمينة التي يهدف إليها الهجوم.
من اللصوص وهناك بعض الأجهزة الإعلامية التي تعتمد على نظم نوافذ الويندوز والتى تجعل من خلق فيروسات لأجهزة الترفية المنزلية أكثر سهولة.
أما صناع بعض الأجهزة التي تعتمد في تصميمها على اللينكس فإنهم يجادلون بأن معداتهم أكثر مقاومة للفيروسات التي يقول عنها الخبراء أنها من المنتظر أن تدخل إلى الأجهزة المنزلية حتى أنهم في إطار هذا الموضوع يقولون إنهم أكثر أمانا من الأدوات التي تعتمد على الويندوز إلا أن هناك بعض فيروسات الحاسب التي تم تصميمها للينكس.
وهنا قال جيم ديني، مدير التسويق بإحدى المؤسسات الكبرى: إن هذه المنتجات لا يمكن توصيلها بشبكة الانترنت إلا بعد أن نقوم بتركيب برامج تم إعدادها من قبلنا.
وأوضح ستامب بول المحلل بمؤسسة فوريستر لأبحاث الأجهزة الالكترونية الاستهلاكية، أن أهم الأخطار في هذا الموضوع تكمن في أن منتجي الأجهزة المنزلية التي لديها القدرة على الاتصال اللاسلكى ومن ثم احتمال تعرضها للإصابة بالفيروسات لم يتم توعيتهم كثيرا بموضوع تأمين منتجاتهم من هذا الجانب فبعض الشركات تقدم الأجهزة التي تجذب أنظار المستهلكين إلا أنهم لا يحذرونهم من الأخطار المستقبلية التي يحتمل أن تصادفهم في تعاملاتهم مع الأدوات. وأضاف أنه كما استغرق الأمر لإدراك المتعاملين مع الحاسبات أخطار الفيروسات فإن الأمر المتوقع في الأجهزة المنزلية أن يستغرق وقت كبيرا حتى يدرك مالكو الأدوات التي يمكن توصيلها لاسلكيا بالتهديدات التي تدور من حولهم.
وحذر من عدم اهتمام المنتجين والمستهلكين بعنصر الوقت فقد يكون فرصة أمام كتاب الفيروسات في تعلم كيف يصيبون الأجهزة وإخفاء برامجهم الخبيثة عليها بالإضافة إلى تطوير أنفسهم ومن ثم زيادة المخاطر من هذا الجانب وصعوبة معالجتها في وقت مناسب قبل وقوع أضرار.
وأضاف أن منتجي الأجهزة المنزلية لا يفكرون في تأمين تلك الأدوات من خطر مثل تلك الفيروسات إلا أنهم في حاجة إلى تنشيط هذا الجانب قبل وقوع المخاطر.
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 