يسطوعلى حاسبك الآلي ويطّلع على أسرارك
أسباي بوت ... الجاسوس الخفي الباحث عن الشفرة
|
* إعداد : أمجد الجباس
فوجئ مستخدموالبرنامج الشهير «كازا» لتبادل الملفات عبر شبكة الإنترنت خلال شهر يونيوالماضي بإصدارات تبدوفي ظاهرها أنها فك لشفرة ألعاب الفيديوكأس العالم 2003 وباتيل فيلد 1942، وعندما يقوم المستخدم بتنزيل هذه الملفات إلى الجهاز الخاص به من أجل تنصيب البرامج وتشغيلها يكتشف أنه قام بتحميل اسباي بوتجين Spybot.gen وهوأحد البرامج المزعجة للغاية والتي تقوم بالانتشار تلقائياً على القرص الصلب للمستخدم.
ومع انتشاره في أكثر من مكان على القرص الصلب للمستخدم يكون بمقدور البرنامج قراءة كافة الملفات النصية المخزنة على الحاسب وإرسال محتوياتها إلى مؤلف البرنامج أوأي طرف آخر. ليس هذا فحسب، بل يمكنه أيضاً تسجيل كافة نقرات المستخدم على لوحة مفاتيح الجهاز والتي يمكن أن تكون من بينها أرقام بطاقةالائتمان الخاصة بالمستخدم وبيانات الحسابات المصرفية الخاصة به. بل بمقدوره أيضاً أن يأمر الحاسب بتشغيل سواقة الأقراص المدمجة من تلقاء نفسها.
وفي إطار الحديث عن أمان الحاسبات يتم النظر إلى اسباي بوت باعتباره جاسوساً خفياً، حيث أنه يقوم بزرع نفسه على جهاز الحاسب الشخصي للفرد دون أن يكون الفرد على دراية بهذا الأمر.
أجهزة حاضنة للفيروس
وقد أعلنت شركة تريند ميكرووهي إحدى الشركات المتخصصة في إنتاج البرمجيات المقاومة للفيروسات عن اكتشاف أكثر من 000 ،20 إصابة باسباي بوت في العديد من الأجهزة حول العالم خلال الأشهر الأربعة الماضية. ولا يعرف كيف تمكنت هذه الأجهزة من العمل طوال الفترة الماضية وهي مصابة بهذا الفيروس الخبيث.
وطبقاً لما أعلنه تقرير صادر عن «أبريدين غروب» وهي إحدى شركات الأبحاث، فإن هناك ما يقرب من 000 ،7 من برامج التجسس الخفية التي تعمل متخفية في ملايين الحاسبات الشخصية وحاسبات الشركات في شتى أنحاء العالم.
ومن الممكن أن يكون الحاسب الشخصي لديك مصاباً بأحد أنواع هذه البرامج، فطبقاً لما أعلنته شركة «ويب سنس» وهي إحدى الشركات الأمريكية العاملة في مجال البرمجيات، فإن شركة من بين كل ثلاث شركات أوروبية اكتشفت إصابة الحاسبات لديها بنوع أوآخر من أنواع برمجيات التجسس الخفي.
الزائر الثقيل
والمشكلة الرئيسية بالنسبة لهذه البرامج أنه يكون من الصعب اكتشاف وجودها على حاسبك الشخصي، فقد تم تصميمها من جانب قراصنة الحاسبات بحيث تعمل في الخلفية بشكل خفي، وتقوم بالتجسس على المعلومات المخزنة على حاسبك وإرسالها إلى من قام بتصميمها، وإذا ما اكتشفت وجود البرنامج على حاسبك في يوم من الأيام فهذا يعني أن البرنامج لم يتم تصميمه بشكل جيد. لكن الصورة ليست قاتمة تماماً، فلقد قامت الشركات المتخصصة بتصميم العديد من برامج الحجب التي تحول دون تسلل مثل هذا الجاسوس إلى حاسبك الشخصي، وإن كانت المشكلة الرئيسية في هذا الصدد هي أنه مع فجر كل يوم يقوم القراصنة والمتسللون بتطوير أنواع جديدة من هذه البرامج مما لا تفلح معه برامج الحجب، وهو ما يخلق صراعاً دائماً بين القراصنة ومطوري هذه البرامج من جانب وبين شركات تطوير البرمجيات المقاومة للفيروسات من جانب آخر.
البرامج المقاومة
وتوفر كل من شركتي «تريند مايكرو» و«ويب سنس» على مواقعهما على شبكة الإنترنت www.trendmicro.com , www.websense.com برامج لمكافحة تسلل برامج التجسس الخفي إلى أجهزة الحاسبات الشخصية، كما أنه يمكن العثور على العديد من برامج مقاومة تسلل هذه البرامج إلى الحاسب وذلك بالبحث في المحرك الشهير جوجل، حيث سيجد الباحث عدداً كبيراً من البرامج القابلة للتنزيل سواء بشكل مجاني أوبمقابل مادي وذلك على مواقع مثلwww.bulletproofsoft.com وwww.spyguard.com . وقد أثارت هذه النوعية من البرمجيات مخاوف دعاة الخصوصية نظراً لما تنطوي عليه من خطورة شديدة كونها تقوم بانتهاك خصوصية الفرد وتطلع بغير إذن منه على أسرار تعاملاته المالية والتجارية وحساباته المصرفية.
وإن كان الواقع العملي يشير إلى أنه ليس ضرورياً أن تقوم كافة أنواع هذه البرامج بالتجسس على حساباتك الشخصية ومعاملاتك المالية، فهناك أنواع من هذه البرامج وهي برامج الإعلانات الخفية تقتصر مهمتها على مراقبة تصفحك على شبكة الإنترنت للتعرف على اهتماماتك ومن ثم تقوم بإرسال إعلانات إليك عن سلع تتفق والبيانات التي تم تسجيلها عن تصفحك لشبكة الإنترنت سواء عروض أسعار مخفضة لتذاكر الطيران أوالرحلات السياحية أوحجز الفنادق أوالكتب والألبومات الموسيقية وغيرها من السلع التي يتم تسويقها إلكترونياً.
إعلانات متسللة
وأحد أنواع الإعلانات الخفية تم تطويره عن طريق شركة «جاتور» وهي شركة برمجياتمقرها كاليفورنيا. وبرنامج «كازا» وغيره من البرامج الشبيهة لتبادل الملفات تحتوي ضمن مكوناتها على أنواع من برامج الإعلانات الخفية التي تؤدي وظائف مشابهة، خاصة وأن المستخدم الذي يقوم بتحميل كازا وغيره من البرامج الشبيهة يقرفي اتفاقية الاستخدام بالموافقة على تحميل مثل هذه البرمجيات، ومن ثم فإن وجودها على حاسبه تم بإذنه وموافقته. خاصة وأن العائد المتحقق من هذه النوعية من البرامج يمثل المصدر الرئيسي لعائدات الشركات التي توفر خدمات برامج تبادل الملفات.
أخطار تلازمنا
إلا أن النوع الخطير من هذه البرامج يتمثل في برامج التجسس الخفي، وتكمن خطورته في إمكانية استغلاله في التجسس على الأسرار التجارية للشركات المنافسة. وقد كانت أول حادثة من هذا النوع عام 1998 عن طريق برنامج «باك أورفيس» الذي دق ناقوس الخطر بشأن هذه النوعية من البرمجيات، حيث كان بمقدوره إرسال نسخ عبر شبكة الإنترنت من العروض التقديمية الخاصة بالشركات، ليس هذا فحسب بل كان باستطاعته تشغيل المايك الملحق بالحاسب بشكل تلقائي بما يسمح بإمكانية تسجيل ونقل المحادثات التي تتم بين المتواجدين في الغرفة دون علم منهم.
ومثل هذه البرامج لا تشكل انتهاكاً للخصوصية الفردية فحسب، بل إنها تنطوي في ذات الوقت على مخاطرة أمنية، حسب تعبير «جيوف هاجارت» نائب المدير الأوروبي لشركة «ويب سنس»، والذي ينصح مستخدمي الحاسب الآلي بألا يثقوا في أي أحد بسهولة، وأن يقوموا بقراءة متأنية لاتفاقيات استخدام البرمجيات التي يقومون بتحميلها على حاسباتهم الشخصية، مع القيام بإزالة البرامج التي لا يحتاجون إليها بين الحين والآخر. ويعقب قائلاً: إن أي حاسب متصل بشبكة الإنترنت ليس في مأمن من الإصابة بهذه البرامج.
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 