صناعة (أشباه الموصلات) تحقق اكتشافات جديدة.. والشركات تعدنا بحياة أسهل
|
في عالم المعلوماتية واستخداماتها المتعددة، لم تحصل تكنولوجيا على شهرة كالتي حصلت عليها صناعة أشباه الموصلات Semiconductors. ويعود سبب تألق هذه التكنولوجيا إلى الدور المهم الذي تلعبه، فهي فتحت الطريق أمام ما يمكن وصفه بالجهاز العصبي للأجهزة المعلوماتية في كل أنواع الكومبيوترات، سواء كانت تقليدية مثل كومبيوتر المكتب أو الكومبيوترات الصغيرة الموجودة في أجهزة الخلوي ومحركات السيارات والطائرات، أو الأكثر تعقيدا مثل كومبيوترات الغواصات النووية ومركبات الفضاء.
كلما تطوّرت هذه التكنولوجيا نجد ان كل الأجهزة التي تعتمد عليها، تصبح أكثر كفاية وأفضل وأسرع.
وبحسب قانون مور الذي أطلقه غوردن مور عام 1965 وهو أحد مؤسسي شركة انتل المتخصصة في تقنيات أشباه الموصلات، فإن هذه الصناعة ستساعد على مضاعفة سرعة الكومبيوترات كل 18 شهرا.
ومن المعروف أن أجهزة الكومبيوتر تضاعف سرعتها اعتمادا على مكوّن صغير هو المعالج processor المصنوع من أشباه الموصلات.
لذا فإن متابعة حوادث هذه الصناعة تضع المراقب على بينة من أخبار تكنولوجيا تقود مستقبل المعلوماتية في العالم. فما أبرز التطورات في هذا المجال؟ سبق جديد قالت شركة إنتل أخيراً: إن علماءها حققوا سبقا جديدا يضاف الى إنجازات الشركة. فقد نجحت الشركة في إنتاج ما يعتقد أنها أول رقاقة SRAM Chip (ذاكرة الوصول العشوائي الساكنة) متطورة، وذلك عبر تقنية عمليات 45 نانومتر، وهي تقنية حديثة تعود براءة اختراعه إلى الشركة ومستخدمة لتصنيع أشباه الموصلات بأعداد كبيرة. لكن ماذا يعني ذلك؟ تعتقد إنتل أنها باكتشافها الجديد تخطو الى الأمام في تحقيق قانون مور. فالاختراق التقني الذي أنجزته يتيح عمليا حجماً أصغر وسرعة أعلى للأجهزة المعلوماتية.
وتتيح هذه الفتوحات العلمية صناعة كومبيوترات أسرع في إجراء العمليات الحسابية.
وهذا يعني بدوره على سبيل المثال، أنه إذا افترضنا أن الكومبيوتر كان في حاجة إلى 10 ثوان لحفظ كامل موسوعة بريتانيكا فهو قد لا يحتاج الآن إلى نصف هذا الوقت أي 5 ثوان. وهذا طبعا مثل افتراضي وليس عملياً.
وبلوغ إنتل هذه المحطة التاريخية يعني أنها قد أحرزت تقدماً كبيراً في تطوير هذه التقنية، مما يؤهلها للبدء بتصنيع الرقاقات بواسطة هذه التقنية سنة 2007م. وبهذا، تواصل الشركة جهودها لتوسيع حدود قانون مور بإطلاقها جيل جديد من عمليات التصنيع كل سنتين. يذكر أن إنتل تقود صناعة الرقاقات في إنتاج أشباه الموصلات بأعداد كبيرة بواسطة عمليات تصنيع 65 نانومتر، إذ تملك الشركة منشأتي تصنيع تنتجان رقاقات 65 نانومتر، في ولايتي أريزونا وأوريغون في الولايات المتحدة، وتملك عدة منشآت في شمال إسرائيل، كما تنوي افتتاح منشأتين سنة 2006 في كل من أيرلندا وولاية أوريغون الأميركية.
وتقول مصادر الشركة: إن نجاحها كأول شركة تستخدم تقنية 65 نانومتر للتصنيع بأعداد كبيرة وأول شركة تنتج رقاقة 45 نانومتر هو برهان على موقعها في مجال تصنيع الرقاقات.
وللشركة تاريخ طويل في تحويل التطورات التقنية العملاقة إلى فوائد ملموسة يُقدرها الناس.
وستوفر تقنية 45 نانومتر القاعدة الأساسية لتطوير أجهزة كومبيوتر تتسم بأداء أعلى، مستهلكة فقط واط Watt واحداً مما يسمح بتحسين استخدام الناس لأجهزة الكومبيوتر. كذلك ستسمح تقنية 45 نانومتر بإنتاج رقاقات يقل معدل تسريبها للكهرباء خمس مرات عن المعدلات السائدة في الرقاقات الحالية.
وسيؤدي هذا إلى إطالة عمر البطارية في أجهزة الكومبيوتر المحمولة وإلى زيادة فرص تصنيع أجهزة أصغر وأقوى. أما في التفاصيل، فتضم تقنية 45 نانومتر لذاكرة الوصول العشوائي الساكنة SRAM أكثر من مليار ترانزيستور. رغم أن SRAM ليست مطورة كمنتج خاص بإنتل، إلا أنها تبرهن على الأداء التقني وعلى قدرات العمليات على الإنتاج وعلى موثوقية الرقاقات قبل عمليات تصنيع المعالجات. وهي في الواقع خطوة أولى مهمة نحو تصنيع أكثر الأجهزة تعقيداً في العالم بأعداد كبيرة.
كومبيوتر المستقبل سيكون لنتائج تطوير تقنيات أشباه الموصلات انعكاس ملموس على حياة الناس.
أول هذه الانعكاسات ربما يكون طبياً حيث سيحصل الأطباء على أجهزة أسرع وأكثر وثوقاً تساعدهم على تشخيص الأمراض وتحديد العلاجات.
وعلى سبيل المثال ستساهم التقنيات الجديدة في أشباه الموصلات في صناعة أجهزة رنين مغناطيسي وتصوير رقمي أفضل ربما تساعد الأطباء على اكتشاف حالات مبكرة من الأورام أو الجلطات وحتى الالتهابات.
من جهة أخرى ستساهم التقنيات الجديدة في استكشاف الفضاء.
ولن تقتصر الانعكاسات على القطاعات الشديدة الحساسية مثل الطب والفضاء، بل ستتعداها إلى أمور بسيطة ولكن مهمة مثل تطوير أجهزة كهربائية منزلية تستهلك طاقة أقل أو محركات سيارات اقتصادية، وسواها من التطويرات التي تجعل حياتنا أسهل.
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|