بعد فرنكشتاين والرجل الآلي الكومبيوتر يفتح أبواب الجسم البشري
|
من (فرنكنشتاين) إلى الرجال نصف الآليين وصولا الى الروبوت الآلي الكامل، لم يتوقف الإنسان عن الحلم ب (إيجاد) مثيل له ولو كان مصنوعا من معدن وأسلاك.
ثمة دافع كامن يغذّي طموح الإنسان في هذا المجال رغم الصعوبات الهائلة التي تتراكم في وجه هذا المسعى في مجالات عدة أهمها إيجاد بديل عن واحد من أعمق أسرارنا وأكثرها إثارة للحيرة: الدماغ.
إلا أن التجارب مستمرة وآخرها إدخال طاقات علوم الكومبيوتر الى ميدان إعادة صناعة شبكات عصبية افتراضية - رقمية في محاولة لتقليد أسلوب عمل أعصاب الدماغ.
مع أن علماء الدماغ ما زالوا في أول سنتيمتر من رحلة المليار ميل في مسعى اكتشاف طريقة عمل الدماغ ومكوّناته، لكنهم مصرون على محاولة تقليد ما يعرفونه حتى الآن. شبكة عصبية اصطناعية الشبكات العصبية الاصطناعية ANN artificial neural network هي مجموعة مترابطة من الأعصاب الاصطناعية تكوّنها برامج كومبيوتر بشكل يشبه عمل العصب البيولوجي.
وتدعى أيضا (البنى الإلكترونية)، وهي تستخدم النموذج الرياضي لمعالجة المعلومات بناءً على طريقة الاتصالات المستخدمة في مجال الكومبيوتر.
وتتألّف الشبكات العصبية الاصطناعية من عناصر معالجة بسيطة، ويتحدد عملها عبر الاتصالات بمفهومها المعتاد، أي الاتصال بين نقطتين.
وتتألف الشبكات العصبية الاصطناعية من عقد او نقاط، وهي تشكل وحدات معالجة Processing Units متصلة معا لتشكل شبكة من العقد، وبذلك تشبه كومبيوتراً كبيراً يحتوي على عدد من وحدات المعالجة المركزية CPUs) Central Processing Units ).
ويقول العلماء: إن أسباب تفوق الدماغ البشري تكمن في قدرته على معالجة المعطيات بأكثر من مجموعة من الخلايا العصبية داخله بنفس اللحظة بشكل متوازٍ.
وهذا تماما ما يصبو الى تحقيقه العلماء في مختبرات أجهزة الكومبيوتر.
ففي بعض المختبرات تقوم أجهزة الكومبيوتر اليوم بمحاكاة هذه العملية في ما يسمى (الحوسبة المتوازية) Parallel Computing.
لكن ثمة مشكلة جوهرية عالقة لرفع قدرات الشبكة العصبية الاصطناعية الى مستوى شبكة الأعصاب الموجودة في الدماغ.
وتتلخّص المشكلة في ان التقنية المستخدمة تفتقر الى القدرة على تشكيل حالة (استقلالية) في حل المشكلHJ او المهمات الملقاة على عاتق الكومبيوتر.
أي ان الكومبيوتر لم يصل الى مرحلة اتخاذ القرار، وما زال يحتاج الى توجيه من العلماء لتحديد نقطة الانطلاق في حل أي معضلة.
ويقول خبراء: إن هذه (النقطة) التي ينطلق منها القرار او التي تتخذ فيها القرارات موجودة لدى الإنسان في الدماغ بشكلين: الآلي وهو ما يقع ضمن ردود الأفعال، والفعلي أي إصدار القرار.
من جهة أخرى يقول بعض الخبراء: إنه في جسم الإنسان تزداد قوة الأعصاب وسائر أقسام جهاز اتخاذ القرار على مستوى الدماغ، بقدر ما يتم استخدامها.
ومع كل اتخاذ قرار وتنفيذ مزيد من العمليات التي تستدعي استخدام الأعصاب يصبح الدماغ والجهاز العصبي أكثر قدرة وسرعة في معالجة المهمات الموكلة إليه.
وقد حاول علماء الكومبيوتر تقليد هذه الحالة في مجال الجهاز العصبي في الكومبيوتر.
التجربة الأولى كانت في مختبرات IBM عام 1952 وقد حققت بعض النجاحات بعد عدد هائل من التجارب الفاشلة، لكن علوم الكومبيوتر في ذلك الوقت لم تكن بمستوى اليوم إن من حيث السرعة او القدرة.
ما هي الأعصاب الاصطناعية؟ الشبكات العصبية الاصطناعية هي مجموعة متوازية من نقاط المعالجة وتدعى بالعقد.
لكن رغم بعض التشابه بينها وبين شبكات الأعصاب البشرية لا يمكن الاتكال جدا على قدراتها، ذلك ان الشبكات الاصطناعية بسيطة جدا وأصغر بكثير وأقل كفاءة من أعصاب الإنسان.
إنها مجرد وحدات ينشئها الكومبيوتر افتراضيا ليحاول تقليد عمل أعصاب الإنسان.
(النصر) الوحيد الذي حققه علماء الكومبيوتر في تقليد عمل أعصاب الإنسان تمثل في نقطة واحدة فقط هي: تزويد الكومبيوتر بالقدرة على التعلّم، وهذا ما فتح الباب واسعا أمام الذكاء الاصطناعي في سبعينيات القرن الماضي.
وقد تم إعداد خريطة الأعصاب الاصطناعية لتشبه أعصاب الدماغ الى حد ما، بقدر ما يعلم العلماء عن أعصاب الدماغ.
محاولات دؤوبة قبل عامين أعلن علماء من جامعة (آلبرغ) الدنماركية اكتشافهم تقنية تسمح بوصل أعصاب بشرية بأقطاب كهربائية صناعية، مما فتح الباب أمام مزيد من مساعدة المرضى ذوي الاحتياجات الخاصة الذين لا يستطيعون تحريك أطرافهم.
لكن العلماء أعلنوا بوضوح (إن التدخل في عمل النظام العصبي البشري صعب جدا). ولتفادي هذه المشكلة طوّر العلماء أقطابا كهربائية تحوط العصب، وهذا أمر يتقبله العصب على حد تعبير أحد أعضاء الفريق، الذي أضاف: (الإعاقة الجسدية ستصبح في القريب جزءاً من التاريخ). في هذا الوقت تستمر المحاولات لإدخال حلول الكومبيوتر الى الجسم البشري في مجال (التكنولوجيا الحيوية).
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|