AOL و(جوجل) تدخلان في مشروع تعاون.. وأمريكا تدخل عهداً معلوماتياً جديداً
|
* إبراهيم الماجد:
دخل صراع كبرى شركات الإنترنت والإعلام في الولايات المتحدة عهدا جديدا مع توقيع (جوجل) Google صاحبة أشهر (محرك بحث) Search Engine على الإنترنت صفقة مع (آي أو أل) AOL، إحدى شركات (تايم وارنر)، بقيمة مليار دولار.
وتشتمل الصفقة، التي يبدو أنها تمهّد لتحالف واسع بين الشركتين، على تعاون في مجال المحتوى الإعلامي وتبادل الخدمات، إضافة إلى ترتيب شراء أسهم بينهما.
ومع إطلاق التعاون بين الطرفين، تكون (مايكروسوفت) خسرت رهانها بجذب AOL لاستخدام محرّك البحث MSN بدلا من متصفّح (جوجل).
وبهذه النتيجة تكون الشركتان وضعتا حجر الزاوية في بناء المعلوماتية والإعلام الأمريكي لسنوات عدة مقبلة؛ ما سيترك أثرا كبيرا على مستقبل خدمات الإنترنت والبث التلفزيوني.
وإذا دقّقنا أكثر في الأسباب والنتائج نرى أن القضية ربما تكون أكثر عمقا من مسألة تقاسم حصص على الإنترنت والإعلام المرئي. فالأساس هو الربح، الذي يكمن في الإعلانات التي يسيل لها لعاب كلّ الشركات العاملة في وسائل الإعلام المختلفة كالتلفزيون والصحف وإذاعات الراديو وأحدثها الإنترنت.
والصفقة تزعج خصوصاً شركة (مايكروسوفت) التي خسرت حتى الآن حربها (الرقمية) على الإنترنت في مجال محركات البحث مع (جوجل).
وثانيا، في حال توسّع الحلف بين (جوجل) وAOL ثمة أطراف أخرى سترى إنها أصبحت فجأة خارج (اللعبة)، بمعنى أنها ستصبح رقما ضعيفا على خارطة اللاعبين في الإنترنت والإعلام الفضائي. إذن هي حرب إعلانات مقنّعة تدور رحاها على الإنترنت.
وقد جاءت بعدما برهنت شركات كبرى في الولايات المتحدة أنها ستهيمن على نسبة كبيرة من أرباح الإعلانات في العالم لفترة طويلة مقبلة. لكن هذه الأسباب الموضوعية لا تلغي وجود متغيرات عدة قد تؤدي إلى نشوء تحالفات في مواجهة (جوجل) وAOL لقلب موازين القوى.
تفاصيل الصفقة
قضت بنود الصفقة بين الشركتين بشراء (جوجل) خمسة في المائة من أسهم AOL تحضيرا لتوسيع التحالف بين الشركتين.
ومع وصول قيمة الخمسة في المائة إلى حوالي مليار دولار، تكون قيمة AOL قد ناهزت عشرين مليار دولار.
وتنص الصفقة على تزويد (جوجل) مواقع AOL بإعلانات قيمتها 300 مليون دولار، وإضافة عروض الفيديو التي تقدمها AOL إلى خدمة (جوجل فيديو) التي تتيح للمستخدم البحث عن ملفات الفيديو الموجودة على الإنترنت. كما تتضمن الصفقة السماح لمستخدمي برنامج (جوجل) بالمحادثة الفورية (ماسنجر) باستخدام نظام AOL للمحادثة الفورية، وهو أحد الأنظمة المعروفة في هذا المجال.
وليس في الاتفاق خبر مفاجئ؛ فشركة AOL من أهم زبائن (جوجل)، ووصلت قيمة الإعلانات التي نشرتها الأخيرة على مواقع AOL في الأشهر التسعة الأخيرة من عام 2005 إلى حوالي 420 مليون دولار؛ ما يوازي 10 في المائة من عائدات (جوجل).
وبعد الاتفاق من المتوقع زيادة إيرادات جوجل من تحالفها مع AOL لأنها ستكون اكثر قدرة على الوصول إلى عملاء AOL الذين يناهزون 21 مليونا.
والأكثر أهمية أن (جوجل) قطعت الطريق على منافستها (مايكروسوفت) التي كانت تراهن على التحالف مع AOL لتثبيت أقدام محرك البحث الذي طرحته قبل اكثر من عام لمنافسة (جوجل) و(ياهو).
الوحيد الذي عارض صفقة (جوجل) - AOL كان الملياردير الأمريكي كارل ايكان، الذي يملك حوالي ثلاثة في المائة من اسهم (تايم وارنر).
ووصف ايكان الصفقة ب(الكارثة للشركة الأم)، وقال ان (تايم وارنر) لن تتمكن من بيع AOL الى مشترين جدد مثل E-Bay للمزادات على الانترنت أو (انتراكتيف كورب).
(فايرفوكس) بمواجهة (إكسبلورر)
لم تكتف AOL بالصفقة، وتابعت دعم مشروعين سبق أن بدأتهما العام الفائت، وهما تعزيز موقعها الإلكتروني والموقع الخاص بالتسوّق الإلكتروني.
ففي إطار دعم موقعها المتنامي على الإنترنت، دخلت الشركة فيما عُرف ب(حرب المتصفحات).
وبعدما حسم (مايكروسوفت إكسبلورر) حربه مع (نيتسكيب) لمصلحته، دخلت AOL على خط المواجهات معلنة إطلاق متصفح للإنترنت خاص بها، يتميّز بقدرته على عرض الأفلام والموسيقى.
وبهذا انضم متصفح AOL إلى المتصفحين الآخرين اللذين بدأا يستوليان تدريجياً على حصة (مايكروسوفت إكسبلورر)، وهما (فايرفوكس) و(أوبرا).
وكانت AOL بدأت أعمالها كشركة لتقديم خدمات الإنترنت لملايين المستخدمين، عبر مجموعة برامج يتم تحميلها على أجهزة الكمبيوتر مع إجراء تعديلات جوهرية على نظام التشغيل، وهو ما لم يعد له جدوى، في الوقت الذي تمنع فيه المؤسسات موظفيها من تحميل برامج خاصة على أجهزتها. لكن مع دخول (خدمات الاتصالات السريعة) Broadband في تصفح الإنترنت عبر شركات أخرى غير AOL، فإن المستخدمين لم يعودوا مضطرين إلى (تحميل) Download برنامج يتطلب أداة (نفاذ) Access للإنترنت.
ولهذا السبب بدأت AOL التفكير في تحضير برنامج قائم في ذاته لتصفح الإنترنت، مع المحافظة على (حزمتها) Package السابقة لمن يرغب في الحصول عليها. ويعتمد جوهر متصفح AOL على متصفح (مايكروسوفت إكسبلورر) الأوسع انتشاراً، رغم أن AOL هي الشركة التي تقف وراء تطوير متصفح (فايرفوكس) المنافس ل(مايكروسوفت إكسبلورر).
وفي مشروعها الثاني أطلقت AOL عام 2004 موقعا للتسوّق الإلكتروني يهدف إلى تقديم مفهوم جديد في التسوق يتسم بالسهولة والسرعة، ويفسح في المجال أمام المستهلك للمقارنة بين سلعة وأخرى بين آلاف السلع المعروضة على شبكة الإنترنت، وحمل الموقع اسم .(inStore)
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|