من إنجاز مهندسة ميكانيكية كلاب آلية لاكتشاف التلوث البيئي
|
كلاب آلية داخل جلود معدنية وبلاستيكية لديها أنف مبتل قادر على الشم وتمييز الروائح, تحرك ذيلها وتركض وتتصرف كالكلاب الحقيقة.
هذه الكلاب هي نتيجة مشروع تم إنجازه في جامعة يال (Yale University) وكان الهدف منه هو الكشف عن تلوث الأرض والتربة عن طريق جمع المعلومات والعينات البيئية. فعن طريق الأنف المبتل الإلكتروني سيتمكن الكلب من كشف المواد السامة في أماكن دفن النفايات وفي المواقع الهامة والحساسة كالمدارس والحدائق والأماكن العامة.
كانت صاحبة فكرة هذا المشروع هي المهندسة الميكانيكية (ناتالي جيريميجينكو) وهي عالمة في مجال الكومبيوتر ومحاضرة بكلية الإدارة في جامعة يال. وكان مرادها هو توظيف التكنولوجيا الحديثة لخدمة المجتمع.
تقول ناتالي: (أصبحت التكنولوجيا من العوامل الاجتماعية الهامة في حياتنا وقد بُرمجت هذه الكلاب لتتفاعل مع المجتمع حولها ولتحاول اكتشاف كل ملوث سيعود بالضرر على المجتمع ولو حتى في المجال البعيد, وأعتقد أن هذا بحد ذاته سياسة تكنولوجية جديدة.
وتكنولوجيا الرجل الآلي في عصرنا الحاضر لا تزال تقنية جديدة لم تستخدم في كل المجالات, ولكن يزيد استخدامها يوماً بعد يوم في المصانع للقيام بالمهام المتكررة وكذلك للقيام بالأعمال الخطيرة كتعطيل القنابل أو البحث عن الضحايا داخل المباني المنهارة.
أساساً هذه الكلاب الآلية قد صممت وسوقت تجارياً من قبل شركة سوني للإلكترونيات كألعاب إلكترونية حساسة تتبع أوامر صاحبها وتستجيب لها وتنفذها. وفي هذا المشروع الذي أطلق عليه اسم جيريميجينكو Jeremijenko على اسم صاحبته, تم تطوير هذه الكلاب وتمت برمجة أدمغتها وأنوفها لالتقاط روائح المركبات العضوية المتطايرة الشائعة كالدهانات وسوائل التنظيف الجافة والسموم الخطيرة.
وأطلق على الكلب اسم (الكلب الضال Feral dog) لأن الكلب الضال كما تقول ناتالي: (يتميز بأنه كلب ذكي ومخادع وكذلك هو الحال مع كلابي الآلية!).
وقد صمم الكلب بطريقة دقيقة تمكنه من المشي على التضاريس الصعبة.
وهناك كاميرا مثبته خلف الكلب تسمح للباحثين ملاحظة تفاعل الكلب مع المدرب الذي يقوده. وفي حالة الكشف عن المواد الملوثة في مساحة واسعة من الأراضي يتم ربط مجموعة من الكلاب بطريقة منظمة حتى تكوّن مجموعة استكشاف فعّالة قادرة على جمع أكبر قدر من العينات المطلوبة في وقت محدود. وفي هذه الحالة ستكون كلاب المجموعة مبرمجة على أن تتبع الكلب الذي يترأس المجموعة والذي سيكون جهاز استشعاره ذا حساسية أكبر حتى يتمكن من مراقبة أقرانه.
وتحرص صاحبة المشروع على أن يكون المدربون الذين سيرافقون الكلاب في رحلاتهم الاستكشافية من الشباب صغار السن المغرمين بالتكنولوجيا والآلات. وقد أثبتت هذا الكلاب نجاحها حيث اكتشفت وجود مادة الزرنيخ وبعض المواد الملوثة الأخرى في تربة جامعة يال وفي بعض المناطق السكنية المجاورة للجامعة. وحالياً هناك عدد من الكلاب الآلية تدرس تربة الأراضي المحيطة بنهر (برونكس) في نيويورك.
وهناك مشاريع مستقبلية لإرسال هذه الكلاب الآلية إلى روسيا البيضاء (Belarus) لدراسة آثار تلوث الغبار الذري الناتج من انفجار محطة تشيرنوبل النووية, وكذلك إرسالها إلى مواقع في استراليا استُخدمت للاختبارات النووية في الخمسينات, أيضاً سوف ترسل لمواقع مخلفات إشعاعية في إيداهو.(Idaho)
.....
الرجوع
.....
| |
|
|