900 مليون دولار عائدات (ويبرو) الهندية لتقنية المعلومات
|
قال عظيم بريمجي رئيس الشركة الهندية العملاقة لتقنية المعلومات: اختر الأشخاص المناسبين، وفر لهم المناخ المناسب، ثم بعد ذلك لا تقم بإزعاجهم. والسيد عظيم بريمجي رئيس شركة « ويبرو» المحدودة، وهي أكبر شركة هندية في مجال خدمات تقنية المعلومات، وعائداتها السنوية تصل إلى 900 مليون دولار، وقد كانت شركة « ويبرو» في السابق شركة إنتاج زيت طعام نباتي أنشأها والده منذ 45 عامًا، ولكن بريمجي حولها إلى شركة عملاقة لصناعة البرمجيات، ويطمح أن يضع شركته بين أفضل عشر شركات على مستوى العالم لتقنية المعلومات.
وفي مجمع الشركة الصناعي الممتد في بانجالور، التي تعتبر (وادي السليكون) الهندية، تحدث بريمجي مؤخرًا إلى مانجيت كريبالاني مدير مكتب مجلة (بيزنيس ويك) ، مكتب الهند، عن كيفية إدارته لشركته، وفيما يلي نص الحوار:
* معروف عنك أنك تقوم بإدارة ومراقبة أعمالك عن كثب وأنك تراقب جميع العمليات المهنية بدقة، فكيف تقوم بذلك؟
إن قوة شركة (ويبرو) تكمن في عمق قيادتها، والقاعدة الأولى في أن تنشئ وتطور قيادة فعالة هي أنك يجب عليك أن تختار الأشخاص المناسبين، وتوفر لهم المناخ المناسب، ثم بعد ذلك لا تقم بإزعاجهم.
ولقد استغرقت وقتًا طويلاً في عملية التوظيف والتطوير ورفع الكفاءات، وبعدما انتهيت من ذلك كانت مراقبتي للعمل تتم من خلال آليات إدارية معروفة، تشتمل على سلسلة من التخطيط الاستراتيجي، وهي عبارة عن نظرة مستقبلية شاملة مدتها ثلاث سنوات، نقوم بعملها في ديسمبر يناير من كل عام.
أما في الفترة ما بين يناير ومارس فأشترك في مناقشات خطة التشغيل مع الوحدات التجارية بشأن كيف ومن وماذا ومتى نصل إلى أهدافنا في العام المقبل وفي شهري إبريل ومايو نلقي نظرة على مدى تواجد المواهب والكفاءات في الشركة.
أما خلاف تلك العمليات الثلاث الأساسية، فإن تدخلي في إدارة العمل بقية العام يقتصر على المراجعات الشاملة ربع السنوية، وأنا أفضل أن أقضي وقتي مباشرة مع الزبائن والعملاء، أفهم ما الذي يريدونه وما الذي نستطيع تحسينه، كما أنني أقضي وقتًا مماثلاً مع موظفي الشركة، وأحاول أن أشعر بنبض المؤسسة بصفة مباشرة.
* معروف عنك أيضًا أنك كثير المطالب من موظفيك؟
أنا لدي قاعدة بسيطة للغاية: هي أنني أطالب الآخرين بما أطالب به نفسي، فيجب على المرء أن يقوم دائمًا بتعلية سقف مطالبه من ذاته، وأنت لا تستطيع أن تساعد الآخرين على النمو إلا عندما تتحدى ذاتك ويفعل الآخرين الشيء ذاته، كما أن السوق العالمية ترفع من سقف طلباتها بصفة يومية، لذا فإن المطالب اليومية من شركاتنا كفريق عمل تزداد هي الأخرى.
الأسلوب الإداري
* كيف تشجع على أسلوبك الإداري داخل شركتك؟
إن القواعد الإدارية تسري على جميع العاملين بشركة (ويبرو) سواء فيما يتعلق بي أو فيما يتعلق بأصغر عامل عمره 22 عامًا وانضم اليوم فقط للشركة، وقد تعلمت من خبراتي أن أسلوب العمل الذي يحترم كل فرد بإخلاص ويعتبره مساويًا للآخر هو في حد ذاته يعتبر دافعًا قويًا،كما أن عملية التفويض ليست مفهومًا نظريًا في أحد كتبي، ولكنني تعلمت من الممارسة أن تلك الطريقة من أكبر الدوافع على الإطلاق، كما أنها تعد عاملاً حاسمًا على التشجيع على ما سميته (الإدارة الداخلية)، فشركة « ويبرو» تعمل بجد من أجل أن تصبح مؤسسة (أكثر تحملاً للفشل) ، وقد يبدو ذلك مشجعًا في ظل وجود مناخ يدفع على الأداء، كما يجب على العاملين أن يعلموا أنهم لن يشنقوا بسبب أنهم خاطروا في شيء ما أو أخطأوا أخطاءً تعلموا منها.
* لماذا رفضت طلب شركة جنرال إلكتريك عندما أرادت أن تشتري حصة في شركة « ويبرو» عام 1999؟
نحن رؤيتنا واضحة في ذلك، فنحن نريد أن ننشئ قيادة عالمية للشركة عن طريق المشاركة مع عملائنا وموردينا، وذلك لا يعني بالضرورة أننا في حاجة إلى مشاركة آخرين في ملكية الشركة.
* ما هي العقبات أمام شركة ويبرو لتصبح ضمن أفضل عشر شركات لخدمات تقنية المعلومات في العالم؟
إن قائمة العقبات لا حصر لها، ولكنني لا أريد أن أخوض في قضايا مثل المجازفة في الأسواق العالمية، كما أن هناك مخاطر تنظيمية يجب التغلب عليها، ويجب علينا التأكد أيضًا من أننا نتقدم بسرعة كافية، فلا يوجد بديل عن السير بسرعة في ذلك الطريق، كما أننا لا نسمح بأن نشعر بالرضا عن أنفسنا في أي جزء من عملنا، فإن الرضا يجعلك تشعر بالاسترخاء، وهذا من شأنه أن يقتل المؤسسة،كما أننا يجب أن نسأل أنفسنا: هل نصغي إلى عملائنا بصورة جيدة، فنحن مسؤوليتنا هنا أن نصنع قيمة جيدة للعملاء، ولا يجب أن يغيب ذلك عن أذهاننا، وأخيرًا، هل نحن على وعي تام بأن هناك آخرين يعملون بجد أيضًا؟
فهذه نقطة حاسمة، فمن السهل علينا أن نركز بصورة كبيرة على المنافسة لدرجة قد تفقدنا رؤيتنا لأنفسنا ولعملائنا، فالأمر يشبه سباق العدو 100 متر، يجب عليك أن تكون على وعي تام أن هناك متسابقين عالميين في أعقابك، ولكنك إذا نظرت إلى الخلف فسوف تخسر ذلك الفارق الضئيل بينك وبينه والذي يمكن أن يكون ثانية واحدة تضعك في المقدمة، لذا فإن المهارة تكمن في أن تعلم من الذي وراءك. . ولكن بدون أن تنظر إلى الخلف.
* ما هو شعورك في ظل وجود شركة Infosys في الصدارة في مجال تقنية المعلومات، في الوقت الذي تقلصت فيه نسبة النمو في شركتكم؟
إنني سعيد بنجاح شركة Infosys، ولكنني في الوقت ذاته لا أدري من أين أتيت بمعلومات تفيد أن نسب نمو شركتنا في حالة تباطؤ؟ لقد استمرت نسب شركتنا في النمو وبنسب مرتفعة مقارنة بمعايير تلك الصناعة، ولكن ما هو أهم من ذلك هو أننا من أفضل الشركات من حيث التأقلم مع الطبيعة المتغيرة لسوق تكنولوجيا المعلومات العالمية، ولقد استطعنا إتقان أنظمة التسليم الدولية، وبفضل التوسع السريع في خطوط خدماتنا فقد أصبحنا في موقف أفضل فيما يتعلق بالخدمات التي تحتاجها السوق العالمية، من توكيل أعمالنا إلى شركات أخرى في الخارج إلى تكامل النظم إلى تنفيذ الحزم البرمجية المتكاملة.
* النقاد والمنافسون يقولون إن شركة (ويبرو) لم تصل إلى الصدارة في العديد من مجالات الصناعة، مثل الاشتراك في التوجيه أو وضع أسس ومعايير الصناعة؟
إننا في الواقع لم نصل الى الصدارة في العلاقات العامة وفي التعامل مع الإعلام, ونحن في طريقنا إلى علاج ذلك، ولكن خلاف ذلك، فإنني لا أتفق معهم تمامًا: فإن شركة« ويبرو » استطاعت أن تبتكر أول برنامج لتملك الأسهم للموظفين عام 1984، كما نشرنا مقتطفات ونتائج من أبحاث مشتركة مع شركات أخرى في منتصف الثمانينيات، منذ فترة طويلة قبل أن تصبح تلك الطريقة شائعة أو إلزامية على الشركات, كما استطعنا أن نرفع جودة منتجات الشركات الأخرى ببرنامج مثل .Six.Sigma
كما أدت استثماراتنا في مجال الأبحاث والتطوير إلى فتح الباب أمام صناعة تقنية المعلومات الهندية، أما خدماتنا في البحث والتطوير فهي أفضل من أي شركة أخرى، فبتقديرات الصناعة نحن واحدة من كبرى الشركات التي تقدم خدمات البحث والتطوير في العالم، وذلك لأننا استثمرنا في ذلك المجال منذ البداية عندما ظهرت الحاجة إليه.
* ما الذي تعلمته في أثناء عملية تحول شركة ويبرو من شركة تقديم منتجات استهلاكية إلى شركة تقديم خدمات تقنية معلومات؟
إن عملية التحول في شركة ويبرو هي عملية مستمرة في كل يوم، وهذا ما يجب أن يتم، فقد كان أحد أهم القرارات التي اتخذناها مبكرًا هي أنه بقدر ما تتحول وتتغير شركة « ويبرو» فلن تتغير قيمنا ومبادئنا في المقابل، فهي بمثابة المرساة والمنارة بالنسبة لشركتنا، والشيء الآخر الذي لم يتغير هو تدخلي الشخصي في عملية تعيين كبار المدراء.
باختصار، هذا هو ما تعلمته: يجب عليك أن تكون لديك قابلية للمخاطرة، لا تعذب نفسك أو تعذب الآخرين بسبب الفشل، بل تعلم منه وتقدم إلى الأمام، لا يوجد بديل للعمل الشاق، لا تنس أبدًا الأسس التي تقوم عليها الصناعة والتي تتشابه مع أسس جميع الصناعات الأخرى: استمع إلى العميل، اصنع شيئًا ذا قيمة له، لا تمل مطلقًا من محاولة تقليل النفقات، وركز على عملية التنفيذ.
وأخيرًا. . ثق في حدسك.
.....
الرجوع
.....
| |
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|