المدرسون مسرورون بأجهزة الآيبود التسجيلات التي يؤلفها الطلبة تغذي فضولهم
|
تضع بعض المدارس قواعد واضحة تنص على أن الأطفال يحق لهم الاستمتاع بالموسيقى على أجهزة التسجيل والاستماع المحمولة، لكنهم ما أن يدخلوا فصولهم يجب أن يخفوا أجهزة الآيبود وغيرها مما قد يشتت انتباههم عن الدرس في حقائبهم أو دواليبهم ويغلقوا عليها.
أما كاميللا جاجليولا، المعلمة بمدرسة جيمستاون الابتدائية بآرلينجتون، فقد اتبعت نهجاً مختلفاً. فبدلاً من أن تحارب ولع تلامذتها بتلك الأجهزة استثمرت هذا الولع بأن أعطتهم أجهزة الايبود، وصورتها لهم كوسيلة تعليمية.
قالت جاجليولا: (هذا تصرف معقول أكثر مما عداه. لقد انجذب التلاميذ بشدة إلى هذه الوسيلة التكنولوجية. وهم متحمسون لها، ومستريحون للعمل بها). استخدمت جاجليولا وتلامذتها أجهزة الآيبود وأجهزة الكمبيوتر المدرسية فيما هو أكثر قليلاً مما تستخدم فيه، فقد أنتجوا مواد مسجلة على هذه الأجهزة، وتمثيليات إذاعية على الإنترنت يمكن تحميلها على أجهزة الآيبود وغيرها من أجهزة البث المحمولة بطريقة MP3. وقد فاضت قريحة تلامذة الصف الخامس بالأمس بالأفكار عن موضوعات مستقبلية بينما كانوا يناقشون بحرارة ما يفضلونه من ألوان أجهزة الآيبود وموديلاتها، ويسجلون على أجهزتهم تقاريرهم عن القصائد والكتب. يقول محمد السيد، وهو تلميذ في العاشرة من عمره: (لقد أمكننا أن نقرأ أجزاء من الكتب لنوضح لماذا نحبها. كما أمكننا أن نجري مقابلات وحوارات. وفي حالة ذهابنا إلى رحلة ميدانية يمكننا أن نسجل ما يحدث فيها ونذيعه)، وأضاف: (كل الأطفال من جميع أنحاء العالم سيحبون سماع أخبارنا).
إن تقنية بث المواد عبر أجهزة الآيبود إحدى التقنيات التي تيح لطرفي الاتصال التفاعل مع بعضهما البعض، مثل الاتصال عبر سجلات البلوج blogging والكمبيوترات المحمولة، وهي تستخدم لتحفيز دوافع الطلبة على المستوى القومي. لقد انطلقت في جميع انحاء البلد في السنة الماضية، وقد تفرعت عن ارتفاع موجة جماهيرية أجهزة الآيبود.
من ناحية أخرى أجرى المحللون العاملون في هيئة بايبر جيفري آند كو مسحا لطلبة 470 مدرسة ثانوية ونشروه هذا الشهر. وجد هؤلاء المحللون أن 61% من هؤلاء الطلبة يمتلكون نوعا أو آخر من أجهزة البث بطريقة MP3، مقارنة بنسبة 40% في المسح الذي أجروه في فصل الربيع.
وقال دون كنيزيك، المدير التنفيذي الأول للجمعية الدولية لاستخدام التكنولوجيا في مجال التعليم: (هذا هو نوع التكنولوجيا الذي يستخدمه الطلبة في حياتهم اليومية. وإذا أرادت المدارس أن تصل إلى طلبة يومنا هذا فلن يمكنهم تجاهلها).
صور صوتية
أول من تبني هذه الفكرة هي الكليات، التي أعطت لطلبة السنة الأولى بها أجهزة آيبود وأنتجت تسجيلات للمحاضرات يمكن بثها على تلك الأجهزة. لقد تجاوز استخدام التسجيلات المذاعة عبر أجهزة الآيبود الآن الشباب إلى الأطفال.
وقد سجل طلبة إحدى المدارس الإعدادية الخاصة قرب ديترويت معزوفات موسيقية من تأليفهم وبثوها عبر اجهزة الآيبود. كما رسم طلبة المدارس الثانوية في إيست أوكلاند بولاية كاليفورنيا صورة صوتية لمشاكل مجتمعهم المحلي باللغتين الإنجليزية والأسبانية جاء فيها: (من الصعب أن ترى شخصاً يموت أمام عينيك).
يقول المعلمون إن هناك فوائد واضحة لإنتاج وبث مواد إذاعية على أجهزة الآيبود، فحصول الطلبة على أحدث موضات التكنولوجيا وإمكانية اتساع نطاق الجمهور الذي يصلون إليه يحفز هممهم. وقالت بث سانبورن، معلمة الصف الخامس بمدرسة ويللودال الابتدائية الواقعة قرب أوماها، التي درج تلاميذها على إنتاج وبث مواد إذاعية عبر أجهزة الآيبود منذ فصل الربيع الماضي: (لقد تحسنت قدرات تلامذتي على إجراء الإبحاث، وصاروا يقرأون ويكتبون ويفهمون بأكثر وأفضل مما قبل).
إن المواد الإذاعية التي ينتجها التلاميذ ويذيعونها عبر أجهزة الآيبود عن مسائل مثل: الدستور، والسكان الأصليين لأمريكا، والكهرباء، ليست مفعمة فقط بروح الدعابة التي يبثها فيها الأطفال والموسيقى السريعة المرحة التي يدرجونها فيها، بل إنها مليئة بالحقائق أيضاً. ويأمل المعلمون في أن يستخدم تلامذة الأعوام القادمة هذه المواد كوسائل تعليمية مساعدة لما سيتلقونه من مناهج.
وقال توني فينسنت، إخصائي التكنولوجيا بمدرسة ويللودال: (نريد أن تظل تسجيلاتنا الإذاعية المبثوثة عبر أجهزة الآيبود صالحة لكل زمان.. نريد أن يذيعها المعلمون على تلامذة صفوفهم).
وقد جعلت سانبورن تلامذتها يعدون للمادة الإذاعية التي سينتجونها على أجهزة الآيبود عن الحرب الثورية بالبحث لمدة أسبوعين عن مادتهم في الكتب وعلى الإنترنت، قبل أن يصيغوها في شكل سيناريو. ووضعت درجات لكل تلميذ على السيناريو المكتوب الذي قدمه لها، لكن سانبورن تقول إن ما حفز همم تلامذتها بالفعل هو الأمل في اختيار عملهم لإنتاج المادة الإذاعية المبثوثة على أجهزة الآيبود التي يبلغ زمنها 8.30 دقائق.
التدريبات الصوتية
ويجد المعلمون فوائد أخرى لأجهزة تسجيل وبث الموسيقى في الصفوف المدرسية. ففي مدينة كارولتون بولاية تكساس، قرب دالاس، يستعير تلاميذ الحضانات أجهزة الآيبود من الحضانة ويأخذونها معهم إلى بيوتهم للتدرب على الكلمات التي يتعلمونها، ويستخدمها الذين يتعلمون الإنجليزية كلغة ثانية في التدرب على اللغة الإنجليزية. وفي مدرسة أخرى من مدارس ولاية فرجينيا، هي مدرسة لونج برانش الابتدائية بآرلنجتون، يخطط المعلمون لإنتاج برنامج للبث على أجهزة الآيبود يركز على طلبة المدرسة الذين يتعلمون التحدث باللغة الإنجليزية. وقد تحولت عملية تسجيل وبث المواد على أجهزة الآيبود إلى وسيلة مناسبة لجعل الأهل المشغولين بأعمالهم على اتصال بالعالم الذي يعيش فيه أطفالهم طوال اليوم بالمدرسة. وما على الآباء والأمهات في هذه الحالة إلا أن يبرمجوا أجهزة الكمبيوتر الخاصة بهم لتلقتط تلك المواد المذاعة عبر أجهزة الآيبود، والتي قد تتراوح ما بين التعليمات المدرسية إلى المسرحيات، إلى مباريات كرة السلة، ويمكنهم حينئذ أن يستمعوا إليها على أجهزة الكمبيوتر المكتبية الخاصة بهم، أو أن يحملوها على جهاز بث محمول.
قالت آليسون باسكال، وهي سيدة من سكان آرلينجتون، تشارك ابنتها كالين ماكنولتي (10 سنوات) التلميذة بمدرسة جيمستاون في إنتاج المواد الإذاعية على أجهزة الآيبود في مدرستها: (يالها من فكرة عظيمة، إذ يمكنني سماع ما تفعله ابنتي، ويمكننا أن نخبر أجدادها به، ويمكنهم الاستماع إليه حيث يعيشون).
هذا وتعقد جاجيولا آمالاً كبيرةً على ازدهار استخدام أجهزة الآيبود في مدرستها. فهي قد وجدت حتى الآن أن هذه التقنية يمكن التحكم فيها، وأنها (أبسط وأرخص) من إنتاج مواد مصورة على شرائط الفيديو بمعرفة الطلبة. وقد أنتجت مع تلامذتها البالغ عددهم ستة تسجيلات لحصة من حصصها القريبة، استخدموا في معظمها مايكروفوناً لاقطاً ثمنه 40 دولار أمريكي، موصلاً عن طريق فيشة بجهاز الآيبود التابع للمدرسة.
أما أصعب جزء في هذا المشروع فهو الحصول من الصغار على أفضل ما يمكن من نوعيات الصوت، مما يعني إعادة التسجيل مرات ومرات أحياناً.
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|