الموسيقى في الصدارة على الرغم من ظهور أجهزة الآيبود لعرض الفيديو
|
* سهام عبد السلام
طرحت شركة آبل للكمبيوتر أجهزة الآيبود منذ أربع سنوات، ويلاحظ مستخدموها ونقادها اليوم شيئاً غريباً فيها، فجهاز الآيبود يبدو كصبي صغير مؤهل تأهيلاً عالياً من حيث قدرته على تشغيل موسيقى ال MP3. فلماذا تتعب شركة آبل نفسها في تحسين وضوح الصورة على شاشة جهاز الآيبود إذا كان ما سيظهر عليها لن يزيد على عناوين الأغاني؟ لماذا تدخل نظام تشغيل معقد لمجرد إظهار تلميح عن موسيقى MP3 ؟ وإذا كان الجهاز مصمماً ليؤدي هذا الغرض، فلماذا يسمى جهازاً يقتصر على إذاعة الموسيقى باسم شامل غامض مثل (آيبود)؟ هذه أسئلة يحق لنا أن نسألها. فمنذ طرح جهاز الآيبود اكتسب عدداً من القدرات تتجاوز مجرد تشغيل الموسيقى. فبمقدوره أن يخزن دفتر عناوين معارفك، ويتابع مواعيدك، ويحمل نصوص مذكراتك، ويعرض ألبوم صورك الفوتوغرافية والمصورة على شرائح، ويجمع مواد سمعية يمكن تحميلها عليه بتقنية بود كاست (الإذاعة المخصصة للآيبود على الإنترنت)، وبوسعه الآن تشغيل أفلام الفيديو أيضاً.
وآخر طراز طرحته شركة آبل من أجهزة الآيبود في 12 أكتوبر له شاشة أكبر حجماً لتشغيل الأغاني المصورة بالفيديو التي تباع في متجر موسيقى الآيتيونز (موسيقى مخصصة لجهاز الآيبود من شركة آبل) التابع للشركة، أو التي يتم إنزالها من الإنترنت أو تحويلها من مجموعتك الخاصة لأعمال الفيديو. لكن هذا الآيبود لا يشبه المحاولات الأخرى لوضع أعمال الفيديو الرقمية على جهاز صغير الحجم يحمل في الجيب، إذ يظل في المقام الأول جهازاً لتشغيل الموسيقى، أصغر من الجهاز السابق عليه.
فالجهاز من الطراز الذي تبلغ سعته 30 جيجا بايت (في الواقع 27,8 جيجا بايت) يقل سمكه قليلاً عن 61/27 بوصة؛ والطراز الذي تبلغ سعته الفعلية 55,6 جيجا بايت أسمك منه بقليل. وتبلغ المسافة ما بين طرفي شاشته الملونة 61/27 بوصة محسوبة في حال وضعها على البعد المعتاد عن عين الإنسان ومقداره قدم واحد. والمدهش أن من الممكن رؤية ما يظهر عليها بسهولة. وعلى الرغم من أنها أصغر من شاشات الأجهزة المنافسة الأكبر حجماً، مثل أجهزة الميديا سنتر النقالة التي تنتجها شركتا كرياتيف وسامسونج والبلاي ستيشن النقال الذي تنتجه شركة سوني، إلا أن شاشة أجهزة الآيبود أكبر أيضاً من شاشات بعض أجهزة التليفزيون المحمولة ومعظم الهواتف الجوالة القادرة على عرض أعمال الفيديو. يبدو هذا كافياً للمشاهدة في القطارات، والطائرات، والباصات، وغرف الانتظار. أما في بقية الأوقات، يظل هذا الآيبود كما كان دائماً جهازاً بسيطاً وأنيقاً لتشغيل الموسيقى (سواء المشتراة من متجر آبل للآيتيونز أو الأغاني المنسوخة من اسطوانات مدمجة (سي دي)، لكنه لا يشغل الموسيقى التي ينزلها الناس من معظم الأمكنة الأخرى التي تتاجر في الموسيقى على الإنترنت) وتخزين البيانات الأخرى، من الصور الفوتوغرافية حتى دفاتر أرقام التليفون. هذا الإصدار الجديد من أجهزة الآيبود يزيد بعض الشيء من عمر البطارية لخدمة قدرته الجديدة على عرض أعمال الفيديو. لا يتجاوز ما يقدر الجهاز من طراز 30 جيجا بايت على حمله ساعتين و15 دقيقة من عروض الفيديو و13 ساعة من الاستماع إلى الموسيقى. أما الجهاز الذي تبلغ سعته 60 جيجا بايت فيسمح بما يزيد قليلاً على 4 ساعات من مشاهدة الفيديو؛ وتقدر شركة آبل حياة بطاريته المخصصة للاستماع للموسيقى فقط بعشرين ساعة. والبطارية موجودة داخل الغلاف الخارجي المغلق لجهاز الآيبود؛ وحين تنتهي صلاحيتها، التي يجب أن تستمر لعدة سنوات من الاستخدام المنتظم للجهاز، يلزم أن تدفع لشركة آبل أو غيرها من الشركات التي تقدم خدمة تبديل البطارية، بدلاً من أن تركب بطارية جديدة في الجهاز بنفسك.
وهناك شكوى صغيرة أخرى من عدم وجود اختيار (إلغاء الفاصل ما بين الأغاني) للتخلص من فترات الصمت الموجودة بين خطوط الصوت في عروض الأوبرا ومعزوفات الموسيقى الكلاسيكية التي تشتت الانتباه. ويشترك الطراز الجديد أيضاً مع شقيقه الأصغر، الآيبود نانو، في بعض الصعوبات. فلأنه ليس مرفقاً به منظم للتيار الكهربي، لا يمكن شحنه إلا بتوصيله بجهاز كمبيوتر عن طريق كابل ال USB المرفق معه.
وهي عملية تستغرق حوالي 3 ساعات. وهو لا يسمح بنقل الملفات عبر الفاير واير FireWire، مما يقيد مالكي أجهزة الماك والكمبيوتر الشخصي القديمة بالجلوس مدة طويلة أمام أجهزتهم لإجراء عمليات التوافق البطيئة جداً عبر مداخل ال USB 1.1 (النظام القديم) ذات السرعة البطيئة. ولا يمكن توصيل الكثير من الملحقات الجديدة بهذا الطراز الجديد دون فتحة دخول الريموت كنترول الخاص بأجهزة الآيبود القديمة. لكن بينما يجعل جهاز الآيبود من مشاهدة الإنسان للفيديو أثناء تجواله خياراً واقعياً، إلا أن المتاجر التي تبيع برمجيات الآيتيونز اللازمة لإدخال هذا المحتوى إلى جهاز الآيبود لا تتيحها دائماً بثمن في متناول الجميع ولا بشكل ملائم لهم. تتكون مواد الفيديو المعروضة للبيع التي تصلح لإنزالها على هذه الأجهزة من أعمال موسيقية مصورة بالفيديو، وستة أفلام قصيرة من إنتاج ستوديوهات بيكسار للرسوم المتحركة، وحلقات من خمسة مسلسلات تليفزيونية من إنتاج إيه بي سي وقناة ديزني.
وكل منها يباع بمبلغ 1.99 دولار أمريكي، ويمكن تشغيلها على ما يصل إلى خمسة كمبيوترات وعدد غير محدود من أجهزة الآيبود في نفس الوقت، لكن لا يمكن نقلها عبر شبكة منزلية أو نسخها على أسطوانات الدي في دي لمشاهدتها على أجهزة التلفزيون.
بل إنك لا تستطيع نسخ شريط صوت الموسيقى لعمل من أعمال الفيديو على أسطوانة مدمجة مسموعة من نوع السي دي. تبدو هذه المواد التي يمكن إنزالها على الجهاز مدهشة عند عرضها على شاشة جهاز الآيبود، لكن عند عرضها على شاشة الكمبيوتر العادية تظهر مشكلات وضوح صورتها بشكل محرج، فهي صورة درجة وضوحها 320 في 240 بيكسل. إن مسلسلات التليفزيون هي أهم جزء في الموضوع. فبرامج مثل (التائه)، و(ربات بيوت يائسات)، و(المتبختر ليلاً)، و(حياة حاشية زاك وكودي)، و(الأمر كذلك أيها الغراب) تظهر مجاناً في اليوم التالي لإذاعتها.
هذه هي المرة الأولى التي يتاح فيها مشاهدة مسلسلات كبرى عبر الإنترنت عبر إنزالها من الشبكة بمقابل مادي، وهو أمر يجب أن يندى له جبين المديرين التنفيذيين للشبكة الذين استغرقوا وقتاً طويلاً ليكتشفوا أن من الممكن بيع أشياء عبر الإنترنت. من الحماقة مالياً أن يشاهد المرء كل حلقة من حلقات أي مسلسل على الآيتيونز، لكن هذا يقدم طريقة سهلة لمشاهدة الحلقات التي تفوتك، فبفرض وجود وقت كافٍ وسرعة مناسبة لتوصيلة الإنترنت، يستغرق إنزال حلقة واحدة من حلقات مسلسل (التائه) عبر وصلة دي إس إل DSL حوالي 25 دقيقة. وحتى في هذه الحالة، يجب أن تحسب حساب المقدم الذي دفعته من أجل راحتك.
وإن موسيقى الآيتيونز التي يمكن إنزالها على الجهاز تبدو بنفس جودة الموسيقى المسجلة على أسطوانات السي دي المدمجة تقريباً، لكن أعمال الفيديو المعروضة عبر الآيتيونز تبدو أسوأ بكثير من المسجلة على أسطوانات الدي في دي. كما أنها لا تعفي الشخص من قيود النسخ التي تضعها شركة آبل على مشتريي هذه الأعمال الموسيقية الذين يمكنهم تنزيلها على أسطوانات سي دي صوتية، ثم نسخها على كمبيوتراتهم في صيغة من اختيارهم. قد تكون هذه القيود معقولة بالنسبة لإذاعات الفيديو المجانية المخصصة للآيبود التي تقدمها الآيتيونز، لكن يصعب قبولها بالنسبة لشيء يسوق ويباع لك كملكية خاصة بك. وإنزال ملفات فيديو أخرى على أجهزة الآيبود عملية معقدة بشكل لا يطاق، سواء كانت ملفات منزلة من مواقع أخرى على الإنترنت أو مصنوعة في برامج مثل برامج أيموفي iMovie التي تنتجها شركة آبل.
فبدلاً من مجرد جر أغنية مصورة بالفيديو إلى الآيتيونز لتحويلها ونسخها أوتوماتيكياً، لا بد من تعديل النظام المعقد لاستخراج الملفات من داخل برنامج آيموفي، وشراء نسخة من برنامج كويك تايم برو QuickTime Pro الذي تنتجه آبل وتبيعه بسعر 30 دولاراً، أو الخلط والتوفيق بين برامج مجانية عشوائية لإعداد المادة المصورة بالفيديو للعمل على جهاز الآيبود الخاص بك. هذا المستوى من التعقيد إجراء قياسي موحد في كثير من العمليات التي تجرى على أجهزة الكمبيوتر، لكنه ليس ما تبيعه آبل.
لا بد من تحسين هذا بسرعة، هو ومختارات الفيديو التي تبيعها متاجر الآيتيونز لإنزالها على الأجهزة، وإلا سيفقد جهاز الآيبود الذي يمكنه عرض (الفيديو) مكانته كجهاز محمول عظيم للاستماع إلى الموسيقى، مما سيضايق آبل بالضرورة من مثل هذه النتيجة.
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|