محرك البحث الشهير (قوقل Google) على الإنترنت أصبح معيناً ضخماً يستفيد منه الباحثون في كل المجالات. و(قوقل Google) تم اشتقاقه من لفظ (Googl) الذي هو مصطلح رياضي يعني الرقم واحد وبعده مائة صفر على اليمين. قبل الإنترنت، وقوقل تحديداً كان الباحث أو الكاتب يحتاج لإثراء طرحه، أو للتوسع في البحث، والتأصيل لما يقول إلى فريق من الباحثين المساعدين لتوفير المعلومات. بعد قوقل أصبحت المعلومة في متناول اليد، ومن السهل الوصول إليها.
وكان (شركة قوقل) قد أعلنت بمناسبة احتفالها بعيد ميلادها العاشر عن: (مبادرة لتمويل الأفكار المبدعة باسم (10 مرفوعة للقوة أس 100)، بهدف المساعدة في تغيير العالم، وقالت الشركة المالكة لهذا الباحث: إن هذه الأفكار يمكن أن تكون كبيرة أو صغيرة، ويمكن أن تكون تكنولوجية، أو غير تكنولوجية، المهم أن تكون أفكاراً خلاقة وذكية لها تأثير، وتساعد في تغيير العالم، ويمكن لأصحاب الأفكار المبدعة أن يقدموا أفكارهم بأكثر من 25 لغة (من بينها اللغة العربية) في العديد من المجالات من بينها الطاقة، البيئة، الصحة، التربية، المجتمع أو أي شيء آخر)، وحسب ما ذكر الباحث اليمني، مروان المريسي: (ليس ثمة مشاركون عرب من بين 300 فكرة تم تسجيلها على موقع (يوتيوب) لمشاركين يهتمون بالبحث عن أفكار لتطوير الحياة، وبين 27 يناير - كانون الثاني و2 فبراير - شباط 2009 سيصوت متصفحو الإنترنت لصالح الأفكار التي يجدون أنها أفضل من غيرها، ثم ستقوم لجنة حكام بمراجعة الأفكار العشرين الأولى، ثم الإعلان عن الأفكار الخمسة الفائزة في منتصف شهر فبراير - شباط، وسيتم الإعلان عن تمويل الأفكار الخمسة الفائزة بعشرة ملايين دولار في مايو - أيار 2009، أي أن كل فكرة ستحظى بمليوني دولار)، ويعلق نفس الباحث: (إننا أمام مرحلة خطيرة من حاضرنا فبعد مايو - أيار 2009 سيشار إلى البلدان الخمس التي ينتمي إليها أصحاب الأفكار الفائزة على أنها بلدان توفر وترعى جو الإبداع العلمي لمواطنيها، فيما تمثل شهادة إدانة لعالمنا العربي).
وهذا دليل آخر يؤكد أننا أمة (استهلاك)، لا أمة ابتكار وإبداع، ومساهمة خلاقة في منجزات العصر، فبقدر ما (نستهلك) المنتجات المعاصرة، ومنها منتجات شركة قوقل البحثية، إلا أننا (غائبون) تماماً عن المشاركة في تطوير الحياة، وتقدمها، همنا أن نشتم حضارة الغرب (الجاهلية)، في حين نعيش عالة على هذه الحضارة، وفي الوقت ذاته جل ما نطمح إليه - على مستوى خطابنا الأيديولوجي - جذب (اليوم) الذي نعيش فيه بكل ما أوتينا من قوة إلى قوقعة (الأمس)، وثقافة الماضي، أما الحاضر، ناهيك عن المستقبل، فعلاقتنا به، وبثقافته، كعلاقة العربة (المتعطلة) على قارعة الطريق بالعربات التي تسير فيه، ليست متوقفة فحسب وإنما تعيق مرور الآخرين أيضا. إلى اللقاء.