طاش صواب كمبيوتري النقال، وفقد المسكين عقله بعد أن كثرت عليه الصفعات و(الشلاليت)، فحرن ثم خرج عن الطوع لا يلوي على شيء!
الجهاز المعتوه معه ألف حق، فتصوروا أنني تركته حينا من الدهر نهبا للفيروسات التي تعج بها الشبكة، وتجاهلت أن أرحمه ببرنامج حماية من هذه الآفات، فطفح به الكيل، وأمسى ممتلئا باللوحات التي تظهر فجأة وتستعصي على الإزاحة، ثم أصبح لا يستجيب لأي أمر إلا بشق الأنفس، ليختمها بالعصيان حتى لأمر إغلاق الجهاز!
أخيرا أذعنت لمطالبه بعد أن أربكني جنونه، فذهبت لأهل الخبرة الذين أعطوني برنامجا يقتل الفيروسات بلا رحمة، لكنهم أخذوا من دراهمي العزيزة ما جعل قلبي يقطر أسى ولوعة. حضرت للمنزل حامدا الله أن الأمر لم يصل إلى حد (الفرمتة) Format، وأعطيت الجهاز الجرعة الفتاكة، فإذا بجيوش الفيروسات تتساقط وتتداعى على مدى أيام وأيام.
المعاناة لم تنته عند هذا الحد، فقد كانت هناك مفاجأة أخرى أكثر قسوة بالانتظار، فلم يمر يومان أو ثلاثة حتى انسكب ماء على سطح الحاسوب، فأسرعت
أجففه بجنون، لكن الوقت كان قد تأخر، إذ اكتشفت أن لوحة المفاتيح أصابها العته مرة أخرى، فصرت أنقر على حرف الصاد فتأتيني علامات استفهام وتعجب، وصرت أنقر على الصفر، فتأتيني حروف لم أذهب ناحيتها من قريب أو بعيد!!
هرولت ثانية لأهل الخبرة، فانزعجوا هذه المرة، وأخبروني ألا مناص من تغيير لوحة المفاتيح، فقلت لهم: بسيطة.. غيروها، فطلب المهندس رقما ماليا جعل شعر رأسي يقف، حيث علمت أن لوحة اللابتوب (غير)!
دفعت الدراهم العزيزة وقلبي ينزف هذه المرة، وعدت بالجهاز إلى المنزل حامدا الله على أن الماء لم يصل إلى اللوحة الأم (المذر بورد)، فلو وصل إليها
لقاربت التكلفة قيمة الجهاز حين اشتريته أول مرة!!
في اليوم التالي فشل الجهاز في الدخول لشبكة الإنترنت، فاتصلت بالخبراء شاكيا مما يفعله هذا الحاسوب بي، فإذا بالمسألة لا تتعلق بجهازي فقط، إذ أخبروني أن عطلا كبيرا حاق بكيابل الإنترنت في البحر، وأن الشبكة كلها باتت (مضروبة)!
ما أحلاك أيها الحاسوب حين تعطي، وما أقساك حين تحرن وتأخذ!!