هل سمعتم بالتقنيات القاطرة؟ إنها التقنيات التي تقطر معها المزيد من التقنيات الأخرى لتدمجها مع خدماتها.
المصطلح يعود في الأساس إلى الصناعة؛ فقد ابتكر اقتصاديو الصناعات مصطلح الصناعة القاطرة، وقالوا إنها من أفضل الوسائل لتنمية القطاعات الصناعية؛ فصناعة السيارات، مثلاً، تقطر معها صناعات موازية مثل صناعة الإطارات، وصناعة مصابيح الإضاءة الخاصة بالمركبات، وصناعة التنجيد للكنب الموجود في السيارة، وصناعة التوصيلات الكهربائية الخاصة بالسيارات.. وهكذا.
التقنيات القاطرة بدأت هي الأخرى تفرض وجودها؛ فالتقنيات الخاصة بإطلاق الصواريخ والمركبات الفضائية أضحت تقطر معها تقنيات متشعبة أخرى؛ فهناك تقنيات التصوير، وتقنيات الاتصالات الصوتية والمرئية، وهناك تقنيات تحديد المواقع بدقة متناهية، وهناك تقنيات الأبحاث المختبرية، وتقنيات توفير الطاقة واستخلاص الأوكسيجين.. إلخ.
آخر التقنيات القاطرة التي بدأت تأخذ مكاناً مدهشاً هي تقنيات الهاتف النقال؛ فقد استصحبت أيضاً تقنيات أخرى لم تكن أبداً في الحسبان؛ فبعد أن أمكن الإفادة من ذلك الهاتف في الاتصالات المسموعة.. امتدت الفائدة لتشمل الاتصالات المرئية، ولتشمل أيضاً خدمات تقنية ورقمية أخرى مثل الدخول للإنترنت، وتحديد المواقع، ومعرفة الأخبار العاجلة والمتخصصة، وضبط التواقيت بشكل رقمي دقيق، ونقل المعلومات والمحتويات عن طريق البلوتوث، بل وتحويل التلفون إلى سكرتارية تنظم مواعيدنا، وتساعدنا على الاستيقاظ في الوقت المحدد، وتخزين المعلومات عمَّن نريد التعامل معهم.
مفاجآت التلفون الجوال لم تنته بعدُ؛ فآخر الأخبار تقول إن هذا الهاتف أضاف تقنية جديدة لإمكاناته، وأصبح قادراً على التحول إلى مختبر دم!
التقنية الجديدة، كما أشارت الأنباء، عبارة عن شريحة يتم إضافتها لجهاز الجوال، وبطريقة سهلة يمكن الإفادة منها في معرفة الحالة الصحية لأي شخص، وخصوصاً من جهة إصابته بالملاريا أو الإيدز.
ولأن الهاتف الجوال هو تقنية اتصالية في الأساس؛ فإن استعماله كمختبر دم في المناطق النائية سيساعد على نقل التشخيص إلى أي مكان في العالم، بما يتيح إرسال الوصفة الطبية الدقيقة عن طريق الهاتف، وتوفير وقت وجهد ومال كثير.
الدنيا كلها تتحول إلى أوعية قاطرة، وتقنية الجوال الاتصالية تأخذ الآن نصيبها الوافر من قطار التقنية المندفع إلى الأمام.