القاهرة- ريبورتاج- أحمد خيري:

شهد سوق تكنولوجيا المعلومات المصري في عام 2008 العديد من الأحداث، التي سارعت في نموه محققا زيادة في قيمته قدرت بنحو 17% عن العام الماضي الذي وصل إلى 1.58 مليار دولار.

واستنادا إلى العديد من المقومات التنافسية والحوافز الممنوحة من قبل الحكومة المصرية والبرامج التي تنفذها وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والجهات التابعة لها، الخاصة بالمهارات والكفاءات البشرية اللازمة لنموه وتطوره، إضافة إلى البنية التحتية الضرورية لجعل هذه الصناعة في حالة جيدة، وإطلاق المبادرات والبرامج المختلفة التي يتم تطبيقها بالتضافر مع شركاء دوليين.

لذا حرصنا قبل إجراء استطلاع تقني حول أهم أحداث عام 2008 في مجال تقنية المعلومات على الصعيد المصري، انتقاء العينة بحيث تمثل كافة آراء أبرز العاملين في هذا المجال من الشركات المحلية والعالمية والجمعيات المتخصصة.

واعتبر معظم المشاركين في الاستطلاع أن الأحداث التالية هي أبرز أحداث 2008 في مصر في مجال التقنية وهي:

- فوز مصر بجائزة أفضل دولة تقدم خدمات التعهيد بعد اختيارها من قبل لجنة تحكيم مسابقة الجمعية الوطنية البريطانية لخدمات التعهيد.

- فوز مصر بتنظيم مسابقة الإبداع لمايكروسوفت العالمية تحت رعاية السيدة سوزان مبارك.

- شراكة إنتل العالمية مع شركة محلية في مصر لتصنيع وتجميع اللوحة الرئيسية وتصديرها لدول المنطقة.

- حزمة التيسيرات الحكومية لجذب الشركات العالمية.

- مبادرات التدريب المتخصص في مصر

كأس التخيل

يرى كريم رمضان مدير مايكروسوفت مصر أن أبرز الأحداث والإنجازات التي شهدها عام 2008 في مجال تكنولوجيا المعلومات على المستوى المحلى هي الإعلان في العاصمة الفرنسية باريس عن فوز مصر بتنظيم نهائيات مسابقة كأس التخيل Imagine Cup العالمية، بعد أن خاضت منافسة قوية مع عشر دول من بينها الولايات المتحدة والمكسيك وبولندا والإمارات العربية واستراليا وسنغافورة وروسيا، والتي سعت جميعها للفوز بتنظيم نهائيات عام 2009، ولكن العرض المصري تفوق وكان دعم السيدة (سوزان مبارك) له الأثر. وتقام تحت رعاية رسمية من منظمة (اليونسكو)، مما يعنى حضور أكثر من ألف ضيف من أكثر من 60 دولة، بما فيهم من وزراء وسفراء وممثلو الصحافة العالمية وأساتذة جامعات مختلفة، بالإضافة إلى المئات من طلبة الجامعات أصحاب أفضل العقول الشابة على المستوى العالمي، كما يتم توجيه الدعوة لممثلي عدد من الهيئات الدولية الكبرى وشركات الاتصالات العالمية، الأمر الذي يضع الدولة المضيفة في بؤرة اهتمام صناعة تكنولوجيا المعلومات العالمية..أما ثاني إنجاز محلي من وجهة نظري، يضيف كريم رمضان، هو انطلاق مبادرة (سلامة الإنترنت) التي هدفت لوضع هذه القضية الخطيرة تحت دائرة الضوء، وتوضيح أهمية وضع التشريعات القانونية اللازمة لحماية الأطفال أثناء استخدام شبكة الإنترنت، وضمان بيئة آمنة لهم في التعامل مع التكنولوجيا الحديثة، وعقد مائدة مستديرة بحضور ممثلي وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، بالإضافة إلى ممثلين عن مبادرة (سلام الإنترنت) التي أطلقتها حركة سوزان مبارك الدولية للسلام.

التعاون مع زيروكس

ويقول المهندس حازم الحسيني رئيس قطاع الأجهزة المكتبية لزيروكس مصر بأن أهم الأحداث المحلية لعام 2008 في مجال تكنولوجيا المعلومات هي إطلاق حزمة من الإجراءات التي تبنتها الدولة، لجعل مصر منطقة جذب للاستثمارات الأجنبية، بهدف بناء قاعدة من الكوادر وإيجاد صناعة وطنية، وبناء مراكز تطوير وأبحاث، ومن أهمها قيام السيدة آن مولكاهي رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة زيروكس العالمية بزيارة مصر لأول مرة، للتعرف على ما وصل إليه قطاع تكنولوجيا المعلومات من نمو، والاتفاق على وضع خطة للتعاون بين شركة زيروكس وهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات للتوسع والنمو وزيادة استثماراتها وما تقدمه من خدمات في مصر، وخلق المزيد من فرص العمل خلال الفترة القادمة، عبر الاستعانة بكوادر بشرية مدربة على أعلى مستوى بمصر والتي يمكن استغلالها بطريقة أفضل لتصدير الخدمات التي تقدمها زيروكس مصر للخارج.

وأشار المهندس وائل عبد العظيم مدير عام معهد الكندي للتدريب والتنمية إلى أن أهم أحداث 2008 في مجال تكنولوجيا المعلومات يمكن إدراجها في دخول الشركات الأجنبية في اتجاه التدريب إلى التطبيق العملي الذي يحتاجه المجتمع، بعيدا عن التدريب النظري، لأن التدريب بشكل عام سواء في الكمبيوتر أو التنمية البشرية أو التطوير الإداري يتجه في مصر إلى المحاكاة والممارسة العملية وليس مجرد التدريب، من خلال إقامة ورش للعمل والتطبيقات العملية والممارسة وأيضا التقييم بعد التدريب. وإعادة هيكلة مبادرات التدريب المتخصص من قبل وزارة الاتصالات، التي بدأت تعيد تقييم البرنامج وتضع له المعايير الضامنة لتخريج دفعات تتناسب مع احتياجات السوق المحلي والإقليمي.

توطين صناعة الإلكترونيات

ويقول احمد إسماعيل مدير الخطط التسويقية في LG بأن أهم أحداث عام 2008 على المستوى المحلى هي توطين صناعة الإلكترونيات الحيوية من خلال الشراكة الناجحة بين الشركات العالمية والشركاء المحليين، وذلك بفضل زيادة الحوافز المقدمة من قبل الحكومة لجذب الشركات متعددة الجنسيات للاستثمار في قطاع تكنولوجيا المعلومات المصري، مع دفع وتشجيع الشركات العالمية المتواجدة منذ فترة داخل السوق المحلى على التوسع في استثماراتها مثل LG التي دعمت وجودها الصناعي باتفاقيات شراكة محلية، تم بموجبها تشييد خطوط إنتاج بمدينة الإسماعيلية، وجعل مصر نقطة انطلاقه تصديرية للمنطقة العربية والإفريقية.

وتابع قائلا: شهد عام 2008 ارتفاع في معدل الوعي الصحي لدى المستهلكين، والذي ترجم في صورة تجنب استخدام شاشات العرض التقليدية، واستهلاك شاشات من نوع LCD والبلازما، وظهر ذلك في النتائج التي أخرجها استطلاع الشركة الأخير، والذي نوه إلى تبوأ شاشاتها من نوع LCD لتصل إلى نسبة 35% من مبيعات السوق المحلي، وشاشات البلازما لتصل إلى نسبة 70% من حجم السوق المحلي.

تصنيع لوحات إنتل

ويشير المهندس هشام عرفة مدير التطوير بشركة إنتل مصر أن أهم أحداث عام 2008 هي:

زيارة كريج باريت رئيس مجلس إدارة شركة إنتل للمرة الثالثة لمصر، وتوقيع اتفاقية لتصنيع وتجميع لوحات إنتل الرئيسية لأول مرة بالتعاون مع شركة براق المحلية للصناعات الإلكترونية، ليتم تسويقها وبيعها في القارة الأفريقية، ويمثل هذا الاتفاق امتدادا لجهود إنتل المستمرة للمساهمة في تطوير التنمية الاقتصادية والاجتماعية والتكنولوجية في مصر، بدعم من الحكومة المصرية وهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات (ايتيدا).

وبموجب هذه الاتفاقية تلتزم شركة إنتل بتدريب الكوادر البشرية المصرية، التي تعمل في الشركة المصرية المنفذة لهذا المصنع والمساهمة في عمليات التسويق والترويج الخاصة بهذا المصنع، وتقوم هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات (ايتيدا) بتوفير الدعم اللازم لإتمام تصدير اللوحات الأم.

مساهمة شركة إنتل في إنشاء معمل إلكترونيات جديد بالاتفاق مع مركز نظم إلكترونيات المدمجة التابع لجامعة النيل، يركز بصورة أساسية على البحث وتطوير التقنيات الجديدة في الإلكترونيات المدمجة، بغرض تدعيم المواهب المحلية وتعزيز النمو في صناعة الإلكترونيات التي تعتمد على قوة العمل المدربة، كما تركز بمقتضاه الجهتان على تبادل التكنولوجيا والمعرفة والاشتراك في التدريب والتعاون في مجال البحث والتطوير، بحيث يتضمن دور إنتل تعزيز دورات التدريب العملي للطلاب في الولايات المتحدة ورعاية منح ما بعد التخرج للمهندسين في مصر ودعم مركز نظم الإلكترونيات المدمجة بالمعدات ومناهج التدريب.

تصنيع مصري للتقنية

من جانبه يرى المهندس عمرو شعيرة العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لكمبيومي يرى بأن أهم أحدث عام 2008 في مجال تكنولوجيا المعلومات كانت انتشار ثقافة المراكز التجارية المتخصصة بين المستهلكين، وتنوع المعروضات في أفرعها التي تغطي عدد كبير من المحافظات والأقاليم، يوازي ذلك نضج نوعي في إدارة تلك المراكز وتوفير كافة الخدمات للعملاء، سواء في شكل تجمع لأكبر عدد من التوكيلات العالمية أو خدمات ما بعد البيع وغيرها، ودخول مصر مرحلة تجميع وتصنيع المازر بورد الخاصة بإنتل.

شراكات عالمية

وأشارت نبيلة عمران رئيسة مجلس إدارة شركة مصر للنظم الدولية MIS، وهى إحدى أقدم الشركات في مجال صناعة تكنولوجيا المعلومات المصرية، إلى أن أهم أحداث 2008 كانت حدوث طفرة في توقيع اتفاقيات بين الشركات العالمية والشركات المحلية، مما وفر فرص عمل وتدريب للشباب والانفتاح على الأسواق الخارجية ودعم الدولة ممثلة في وزارة الاتصالات وهيئاتها مثل (أيتيدا) في التعاون مع الشركات المحلية المتخصصة في مجال تكنولوجيا المعلومات داخل المعارض الكبرى الإقليمية والدولية، والذي من شأنه توقيع عقود مع شركات عالمية.

تطور السياحة الإلكترونية

ورأى رامي رياض رئيس شركة into Egypt وهى من كبريات الشركات التي تقدم خدمات السياحة الإلكترونية بشراكة مع Link ومجموعة أوراسكوم أن أهم أحداث 2008 كانت انعقاد المؤتمر العربي الأول للسياحة الإلكترونية، الذي دعم شركات التسويق الإلكتروني، لأن هناك 30 في المائة من مستخدمي الإنترنت يتعاملون به مع أمور تتعلق بالسياحة، سواء للحجز أو تجارة الخدمات السياحية، بعد أن وصل متوسط مستخدمي الإنترنت في الشرق الأوسط إلى 42 مليون مستخدم، في حين يوجد في ألمانيا وفرنسا وإيطاليا 100 مليون وفي ألمانيا وحدها 50 مليون مستخدم.

وقد تطورت السياحة الإلكترونية في مصر على كافة المحاور، من تسويق للخدمة عبر الإنترنت بشكل يتمكن فيه العميل من رؤية غرفته في الفندق والأماكن التي يرغب في زيارتها، أو الحجز عن طريق الشبكة وإنهاء المعاملات المالية. وفي عام 2008 حققت السياحة الإلكترونية نموا ملحوظا في مصر، تخطى 5000 سائح على مستوى الشركة فقط، كما أن نسبة السفر الآن عن طريق الحجز الإلكتروني تخطت 24 في المائة. وتطور البنية الأساسية في خدمات الإنترنت خاصة أنظمة التأمين، مع إطلاق المبادرات التي كان من شأنها نشر تلك الثقافة.

انتعاش الأنظمة المفتوحة المصدر

ويقول محمد سمير مدير وحدة تطوير الأعمال بشركة ماستر لينكس - وهي شركة متخصصة لتقديم الدعم الفني للشركات لنظام Linux red hat - أن أهم أحداث عام 2008 تمثلت في الانتعاشة التي شهدتها الأنظمة مفتوحة المصدر بفضل الأزمة المالية التي أصابت العالم في نهاية هذا العام، ودفعت بالشركات المحلية المتوسطة والصغيرة إلى الاعتماد على الأنظمة مفتوحة المصدر من برمجيات وتطبيقات يطورها مبرمجون متطوعون، وتقدمها شركات لا تتقاضى أجرا سوى على الدعم الفني والصيانة، كحل عملي وقليل التكلفة وأكثر أمانا من أنظمة أخرى، خاصة أن هناك شركات محلية تقدم الدعم الفني والخبرة اللازمة لتلك الأنظمة

ويشير عماد حامد عبد الله مدير شركة القبيصي للإلكترونيات بأن أهم أحداث 2008 في مجال تكنولوجيا المعلومات يمكن إدراجها في الأزمة الاقتصادية كأهم حدث للشركات المالكة لتوكيلات عالمية، بعد أن غيرت من استراتيجيات تلك الشركات المتخصصة في استيراد توكيلات المحمولة، حيث استفاد منها البعض بقدر ما هي مضرة للبعض الآخر، وذلك عبر توجه العديد منها للحصول على توكيلات أجهزة محمول من الصين مثلا نظرا لأن هناك حاليا منتجات صينية تمتاز برخص السعر وارتفاع الجودة التي تفوق بعض الموديلات العالمية المنتشرة في السوق المحلي بأسعار باهظة..

شراكة بين IBM وايتيدا

وأشار الدكتور اشرف عبد الوهاب مساعد أول وزير التنمية الإدارية - المسؤول عن الحكومة الإلكترونية في مصر إلى أن أهم أحداث 2008 هي فوز مصر بمسابقة الإبداع في تقديم الخدمات الحكومية، التي نظمها الاتحاد الإفريقي بجنوب أفريقيا عن مشروع توطيد خدمات المحليات. والشراكة بين شركة IBM وهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات (ايتيدا)، بغرض تشييد معمل النانو تكنولوجي، الأمر الذي يساهم في تخريج كوادر فنية مدربة.

ويركز الدكتور جمال على محمد رئيس مركز تقييم واعتماد هندسة البرمجيات التابع لهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات (ايتيدا) بأن أهم أحداث 2008 هي فوز مصر بجائزة أفضل دولة تقدم خدمات التعهيد بعد اختيارها من قبل لجنة تحكيم مسابقة الجمعية الوطنية البريطانية لخدمات التعهيد بالعاصمة البريطانية لندن، وتحقق الفوز باللقب بعد منافسة حامية مع الفلبين ورومانيا في الدور النهائي للمسابقة المهمة يعد دليل واضح على بزوغ نجم مصر كموقع عالمي متميز لتقديم خدمات التعهيد وصدور تقرير مؤسسة (يانكي جروب) المتخصصة في البحوث والتكنولوجيا الذي أشاد بمصر كأكثر الدول فرصا في الحصول علي موقع متقدم في مجال التعهيد على المستوي الدولي وسط توقعات بحصولها علي عائدات تقدر بـ300 مليار دولار في عام 2009م.

وحصول 27 شركة برمجيات محلية على شهادات الجودة من قبل المركز مما يساهم في عمليات التصدير والشراكة مع الشركات الأجنبية، وحصول شركة AITS على شهادتين جودة في مجال تقديم خدمات التعهيد من معهد شهادات الجودة الخاصة بخدمات التعهيد BPO Certification Institute (BCI)، وتعد أول شركة تحصل على هذا النوع الرفيع من شهادات الجودة في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا. وقام مركز تقييم واعتماد هندسة البرمجيات بهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات بتوقيع اتفاقية تعاون مع معهد البرمجيات الأوروبي ESI، لإنشاء وحدة بالمركز تختص بتبادل أحدث تقنيات تطوير البرمجيات وخدمات تكنولوجيا المعلومات لتقديم خدمات من خلال خبراء مصريين مع المعهد الأوروبي وباقي وحداته علي مستوي العالم، إضافة إلى فتح قنوات اتصال مع عملاء المعهد علي مستوي العالم، وقد تم حصر المجالات المبدئية في التعاون علي مجال آمان المعلومات وتطوير البرمجيات المدمجة والمعايير العالمية لجودة البرمجيات وخدمات تكنولوجيا المعلومات، ومن ثم سوف ينضم المركز إلى شبكة وحدات معهد البرمجيات الأوروبي والمنتشرة في جميع قارات العالم حيث تتواجد في أستراليا والولايات المتحدة الأمريكية والصين وإسبانيا وبلغاريا والأرجنتين وكولومبيا والبرازيل والمكسيك.