* استطلاع - غادة إبراهيم
حاولت المرأة اقتحام مجال تقنية الكمبيوتر والإنترنت لتثبت نفسها وقدرتها على الاطلاع والاستفادة والتفاعل مع تقنيات العصر.
والمرأة السعودية عضو أساسي وفعال في المجتمع، حيث إنها شريكة في التنمية ومؤهلة لتربية الأجيال المنتجة، لذا يهتم الكثيرون وخصوصاً أصحاب المؤسسات والشركات بعلاقتها بالكمبيوتر والإنترنت، ومدى تأثير هذه التكنولوجيا في تكوين شخصيتها المهنية.
أمّا هدف الفتاة من هذا كله فهو أوسع وأشمل، فتعلمها للكمبيوتر بمثابة جواز مرور لاجتياز اختبارات الحصول على وظيفة بأسهل الطرق الممكنة.
نسلّط الضوء في هذا الاستطلاع على مدى إقبال المرأة السعودية على معاهد الحاسب الآلي التي تطالعنا إعلاناتها يوميا على صفحات الجرائد؟ مع وضع أيدينا على أبرز سلبيات وإيجابيات تعلم التكنولوجيا عبر هذه المعاهد المنتشرة في كل مكان.
لغة العصر
تقول (أسيل القاسم) جامعية ودارسة في معهد من معاهد التقنية: (لا يختلف اثنان على أهمية دراسة التقنيات الحديثة وبالتحديد لغة العصر، هذا الكمبيوتر الساحر الذي باتت دراسته وعلومه ضرورية ومهمة للجميع فأنا أحرص على تعلم علومه المختلفة في أحد المعاهد الخاصة المعروفة رغم ارتفاع الرسوم ومع هذا أنا سعيدة جدا بدراستي لأنني أشعر أنني الآن أفضل كثيرا في مجال الكمبيوتر وبعض تقنياته المتعددة) وتضيف القاسم: (أدرس التقنية في أحد معاهد الحاسب الآلي بعد تخرجي من الجامعة ولعدم حصولي على وظيفة اضطررت لمواصلة دراستي في مجال الكمبيوتر وعلومه لربّما استطعت الحصول على عمل) وتتابع قائلة: (أتمنى أن أكون أخصائية كمبيوتر أو فنية تقنية فعلوم الحاسب باتت في السنوات الأخيرة علوما واسعة ومتشعبة وتشمل كافة المجالات والعلوم.
وتستطرد (القاسم) فتقول: (إن أهم شيء يجب أن تفكر فيه الفتاة اليوم بعد تخرجها من الثانوية أو الجامعة هو تعلم التقنية الحديثة وجميع الدول الآن تسعى إلى إيجاد التقني الممتاز ولذلك وضعت الجامعات والكليات المتخصصة أساليب متميزة لدراسة التقنية، لذا التحقت بإحدى معاهد الحاسب نظرا لتميز تخصصاتها المختلفة والتي من أهمها دراسة الكمبيوتر ونظم المعلومات الإدارية والهندسية والآلات الطبية والإلكترونيات، ولكنني أرى بعض السلبيات منها الارتفاع الشديد في أسعار الدورات مع الغياب المستمر لبعض المعلمات بالإضافة إلى عدم ثبات المكان أي (موقع) المعهد.
مطلب ملح لسوق العمل
تبدي (حوراء عبداللطيف) مصممة جرافيك بإحدى المحطات الفضائية حماسها الشديد لانتشار معاهد الحاسب الآلي وتصميم مواقع الإنترنت والفوتو شوب وكل شيء يتعلق بهذا العالم الرقمي فتقول: (العصر الذي نعيشه عصر جديد.. قيمة المجتمعات فيه بمدى تقدمها واعتمادها على نفسها وتقليل التبعية والاعتماد على الغير.. ولن نحقق ذلك بدون أن ننهل من هذا العالم التقني، والكمبيوتر في حد ذاته أرقى مرحلة وصل إليها العلم الحديث وأهم خطوة تطبيقية لهذا العلم لذلك لا بد للفتاة من دراسته، بل أكثر من ذلك فإنه قد أصبح جزءاً من الثقافة العامة التي يجب الإلمام بها، وآمل أن تتطوّر مثل هذه المعاهد وتتّسع مجالاتها، وتتابع قائلة: (لقد تلقيت في إحدى معاهد الحاسب دروساً خاصة في كيفية التعامل مع الحاسب وبرامجه المختلفة مما ساعد كثيراً في إلمامي بمختلف الجوانب المتعلقة بالعالم الرقمي والإنترنت وسهّل لي الحصول على الوظيفة التي أعمل بها الآن، ولا تخفى على أحد إعلانات الصحف التي تطالعنا يومياً عن الوظائف النسائية، والتي تتطلب في معظمها إجادة اللغة الإنجليزية مع القدرة على التعامل مع الحاسب الآلي وبرامجه المختلفة؛ وذلك للعمل في المستوصفات أو كمعلمة حاسب أو في مجال الاتصالات أو الإعلام وغيره).
عالم بلا حدود
ترى (أفنان الحبيب) طالبة جامعية بإحدى كليات الحاسب الآلي بالرياض أنه بإمكان النساء المشاركة في الحياة العملية وإيجاد فرص عمل توفرها لهنّ الكثير من المؤسسات والشركات، ولكن من أهم شروطها إجادة اللغة مع القدرة على التعامل مع الحاسب الآلي وأنظمته وبرامجه والمهارة في تصفح الإنترنت وملاحقة التطورات المتسارعة في عملية التقنية، وتعلّق أفنان الحبيب قائلة: (لذلك تلجأ الكثير من الفتيات من خريجات الجامعة إلى تعلم الحاسب وبرامجه ليستطعن الالتحاق بمجالات العمل المختلفة في مجال التجارة أو التعليم أو الإعلام والثقافة وعالم الاتصالات فمجال العمل التقني يعدُّ عالماً بلا حدود).
وهناك زيادة كبيرة في أعداد الفتيات المقبلات على تعلم الحاسب الآلي فهو -بحسب الحبيب- (بمثابة قارب النجاة للحصول على وظيفة مناسبة).
تطوير للمهارات
بدورها تعتبر (لمى اليحيا) معلمة حاسب بإحدى المدارس الأهلية بالرياض أن لتعلم الكمبيوتر والإنترنت آثار إيجابية حيث يحقق الإتقان في اللغة والإلمام بأبجدية الحاسوب وبرامج الإنترنت وثقافته مع تطور المهارات الوظيفية والمهارات الإدارية المتعلقة بالأرقام والمجال الاقتصادي والتجاري خصوصاً، ويسهم ذلك في سهولة العمل في مجال البنوك والأسهم ومجال التجارة الإلكترونية، قطاع الأعمال الحرة والمشروعات الاقتصادية، وكذلك إمكانية العمل في الحقل التعليمي؛ لما يشتمل عليه الآن من طفرة تكنولوجيا؛ فيمكن للفتاة العمل كمعلمة حاسب آلي أو العمل في مجال تكنولوجيا التعلم، والتي تشتمل على شرح الدروس بواسطة الوسائل التعليمية الحديثة من شاشات عرض وأجهزة عرض متطورة؛ فهذا المجال -برأي اليحيا- خصب ورحب لعمل الفتيات به، كذلك يمكن للفتاة التي تجيد لغة الحاسب العمل في مجال التصوير والتصميم ومجال المخطوطات وكثير من الوظائف المختلفة الأخرى.
لكن (اليحيا) تسجّل ملاحظة على المعاهد إذ ترى أن بعضها لا يحظى بالمصداقية والدقة في منح شهادة موثقة ومعتمدة وذات صلاحيّة للالتحاق بالعمل المناسب.
الحصول على وظيفة
من جهة أخرى تقول (فضيلة الشلالي) طالبة جامعية: (إن تعلم تكنولوجيا الحاسب له دوره البارز في الحصول على وظيفة للفتاة السعودية وخصوصاً أنه يعدُّ أقصر الطرق للحصول على عمل يناسب إمكانات الفتاة ومهاراتها التقنية، لذا ساعد في ذلك ما أثمرته تجربة معاهد الحاسب في تعليم الفتاة السعودية الحاسب الآلي والإنترنت، وهذا بكل تأكيد أسهم بشكل كبير في نضوج الفكر الحالي، كما تمتع الكثير من أصحاب الشركات بثقافة العولمة؛ مما جعل الفتاة تسارع من أجل الانضمام إلى المعاهد الإدارية ومعاهد الحاسب الآلي لاستقصاء المعلومات بهدف الدراسة أو الحصول على وظيفة، وبذلك يمكّنها هذا التعلم التكنولوجي من الاطلاع على جميع المعلومات في مختلف دول العالم والتي ترشحها لنيل الوظيفة).
تحول الفتاة من الاستهلاك إلى الإنتاج
ومن جانبها تقول (نجود المعجل) موظفة بأحد معاهد التقنية بالرياض: (تشهد الدولة نهضة عارمة ومتسارعة في مجال التكنولوجيا وسوق العمل، والآن هي في أشد حاجاتها إلى كوادر بشرية مدربة على أحدث وسائل التكنولوجيا والتقنيات الحديثة والمقدرة على تصفح كل ما هو حديث على شاشات الكمبيوتر، مما يشجع الكثير من الفتيات الطموحات على الإبحار في عالم التكنولوجيا وتعلم كل ما هو جديد؛ لتتحول الفتاة السعودية من مستهلكة للتقنية إلى يد عاملة مدربة ومنتجة تنهض بنفسها ووطنها وتصبح صورة مشرقة في مجال عملها؛ فالفتاة المدربة على الحاسب التي لديها القدرة على التعامل مع وسائل تكنولوجيا العصر سيكون لها السبق في الحصول على وظيفة تضمن لها مستقبلاً جيداً، لذا أدرس الآن تقنيات الكمبيوتر في معهد معروف وآمل أن استفيد كثيرا رغم أن بعض الفتيات يتوقف طموحهن عند نقطة واحدة، ولكن البعض الآخر يفكر بمواصلة دراسته بالمعهد، الذي يطور قدراته التعليمية.
ليست حكراً على الرجال!
ترى (رنا السعدي) مديرة أحد معاهد الحاسب الآلي أن المرأة السعودية ومنذ دخول تقنية الإنترنت تحاول بكل ما أوتيت من قوة دخول هذا العالم منافسة بذلك الرجال حتى لا تكون حكراً عليهم، مشيرة إلى أن أغلب النساء السعوديات العاملات على تقنية الإنترنت يستخدمنها استخداماً غير موجه، وتضيف أن استخدام الإنترنت محدود عند المرأة السعودية ولم يستغل - حتى الآن- استغلالاً جيداً وهذا يرجع إلى عدم وعي المستخدمين لهذه التقنية المهمة في حياتنا اليومية، كما أن الحاجات تتفاوت بين المستخدمات.
فالإنترنت ثروة معلوماتية ووسيلة اتصال سريعة وهو من التقنيات الحديثة التي تحقق أهدافاً كثيرة يعتمد اتجاهها على نوعية المستخدم، والمرأة السعودية جزء من هذا العالم فلا بد أن ترتبط بهذه الشبكة من قريب أو بعيد وستصبح في وقت من الأوقات جزءاً من حياتها لأن الحياة في مجالات كثيرة ستصبح قائمة عليه.
تضيف(السعدي): (إن هناك فئة من السعوديات تقدم على تعلم برامج الحاسب المختلفة للترفيه وقضاء الوقت في المعهد، كما أن استخدام الإنترنت لديها غالباً ما يكون في وقت فراغها من باب التسلية دون الغوص في باقي المجالات الأخرى، ولكن هناك فئة من السعوديات يعارضن هذه النظرة لاستخدام هذه التقنية، إن تعلم المرأة السعودية لوسائل التقنية بالإضافة لإجادة اللغة الإنجليزية مرتبط بالمستوى التعليمي والثقافي للمرأة وهو الذي يحدد الاستخدام الأمثل لهذه التقنية مما يؤدي إلى الإقبال الإيجابي على معاهد الحاسب.. فهذه التقنية مكسب وعلى الفتاة أن توظفها لخدمتها ومنفعتها ولا بأس بقليل من الترفيه الهادف.