خسر المتهم البريطاني في عملية اختراق أجهزة الكمبيوتر الخاصة بالجيش الأمريكي ووكالة ناسا طلب الاستئناف الذي تقدم به للحيلولة دون تقديمه للمحاكمة.
وحاول البريطاني غراي ميكينون البالغ من العمر 42 عاماً إيقاف عملية نقله إلى الولايات المتحدة الأمريكية لمحاكمته عن طريق رفع قضيته إلى مجلس اللوردات الذي يعتبر أعلى جهة قضائية في المملكة المتحدة.
ويأتي ذلك بعد اتهامه بارتكاب جريمة إلكترونية وصفت بأنها (أكبر عملية اختراق للجيش الأمريكي على مر التاريخ).
ورفض خمسة قضاة طلب الاستئناف؛ مما يمهد الطريق لتسليمه إلى الجهات المختصة في الولايات المتحدة الأمريكية حيث يمكن أن يواجه حكماً بالسجن لمدة 70 عاماً إذا ثبتت عليه تهمة القيام بمحاولة لإلحاق الضرر بنظم الدفاع الأمريكية.
ولم يحضر المتهم المولع بأمور الصحون الطائرة والذي لا يمتلك أي وظيفة في الوقت الراهن، الجلسة في المحكمة لدى رفض الاستئناف، في الوقت الذي تقدم فيه محاموه ببيان ينكر أن يكون المتهم إرهابياً أو على علاقة بأي من الجهات الإرهابية أو حتى متعاطفاً معهم. وقالوا إنه يمكن التعامل مع قضيته من قبل السلطات القضائية والتنفيذية المعنية في المملكة المتحدة.
الجدير بالذكر أن ميكينون لم يواجه أي اتهامات في المملكة المتحدة على الرغم من اعترافه باختراق أنظمة الكمبيوتر التابعة للجيش الأمريكي من غرفة صغيرة في منزل قريبة صديقته في الفترة بين 2001 و2002.
وكانت السلطات الأمريكية قد تقدمت بطلب لنقل المتهم إلى الولايات المتحدة الأمريكية لمحاكمته في عام 2006 وبعدها حاول ميكينون استئناف الحكم، لكن محاولته باءت بالفشل في العام الماضي، ثم تقدم المتهم بطلب استئناف لمجلس الشيوخ. ولم ينكر المتهم اختراقه لشبكات الكمبيوتر الأمريكية وعدد من مؤسساتها العسكرية الحساسة إلا أنه لا يزال مصراً على أنه كان يبحث عن معلومات دقيقة حول الصحون الطائرة. وأشار إلى استغرابه من سهولة اختراق هذه الأنظمة.
ويقول مؤيدو ميكينون إنه أصبح كبش فداء للثغرات الأمنية الموجودة في شبكات الجيش الأمريكي، وأطلقوا حملة إلكترونية عبر شبكة الإنترنت لمناصرته مطالبين بإطلاق سراحه أو محاكمته في بريطانيا على أقل تقدير.
وتوجه إليه السلطات الأمريكية تهماً بسرقة 950 كلمة سر وقيامه بحذف ملفات حساسة في إحدى قواعد السلاح البحري في نيوجيرسي المسؤولة عن إمداد الأسطول الأمريكي في المحيط الأطلسي بالذخائر والمعدات العسكرية. كما أنه متهم أيضاً باختراق 53 جهاز كمبيوتر تابع للجيش الأمريكي بما في ذلك الأجهزة المستخدمة في الأمن والدفاع الوطني الأمريكي، واختراق 26 جهاز كمبيوتر تابع للبحرية الأمريكية في إبريل، و16 كمبيوتراً تابعاً لوكالة ناسا الفضائية، وجهاز كمبيوتر واحد في وزارة الدفاع الأمريكية.
وأسفر قيام المتهم بحذف ملفات في شبكة واشنطن العسكرية التابعة للجيش الأمريكي عن قيام السلطات المعنية بإغلاق أكثر من 2000 جهاز كمبيوتر لمدة 24 ساعة لإخضاعها لأعمال صيانة وحمايتها؛ الأمر الذي بلغت تكلفته 891 ألف دولار أمريكي.