اطمئنوا، فالعطش لن يقتل أبناءكم وأحفادكم.. على الأقل هذا ما تؤكده التقنيات الجديدة في معالجة المياه.
فمكوك الفضاء الأمريكي (انديفور) الذي انطلق قبل أيام، يحمل رواده معدات إلى محطة الفضاء الدولية، ومن ضمن هذه المعدات مطبخ وحمام إضافي، ومعدات لترشيح وتكثيف وتقطير وتنقية مياه الصرف الصحي للرواد الكرام.
الجديد في تلك التقنية الرفيعة، أنها لا تحيل مياه الصرف الصحي إلى مجرد مياه آمنة، بحيث يمكن استعمالها في ري الأشجار واستزراع النجيل والزهور، بل يمكن - أيضا - الاطمئنان الكامل إليها وشربها هنيئا مريئا للشاربين!!
التقنية أصبحت غزالا شاردا، يركض في كل اتجاه ويسير دون كوابح. فبالأمس تمكن العلماء من استغلال تقنيات اللعب الجيني، وانفجارات علوم الاستنساخ، فهرعوا لخلايا فأر ميت ومجمد منذ خمسة عشر عاما، ليستنسخوا منها، وبنجاح، فأرا حيا بكامل الصحة والعافية.
هذه التقنيات ليس المقصود منها ملء الدنيا بالفئران، ففي مستودعات البشر ترتع الملايين منها ومعظمها من الحجم العائلي المميز. كما أنه ليس المقصود من التقنية إغراق الدنيا بالمياه لأجل عيون الضفادع الظامئة لرشفة ماء. ولكنها أبواب لفتح أفق جديد لم يكن متاحا حتى في الخيال.
التقنيات الجديدة في مجالات الاستنساخ ومعالجة مياه الصرف الصحي تستهدف ضخ الحياة في الكون، فالثروات الحيوانية تتآكل عاما بعد آخر، والصيد الجائر أباد أجناسا وأنواعا من الطيور والكائنات الأخرى الرائعة، والأفواه الظامئة للمياه تتكاثر، في حين تنضب منابع المياه، وتجف البحيرات والأنهار العذبة مهزومة أمام الطلب المتصاعد عليها.
الآن رواد الفضاء في المكوك (انديفور) سيتمكنون من تحويل صرفهم الصحي إلى مياه عذبة نقية يشربونها ويضيفون إليها العصائر والشاي دون تردد، وعلماء الاستنساخ يبشرون الناس بأنه لن يكون هناك محاذير من الصيد الجائر للغزلان والحبارى والأفيال، بل ويبشرون بوجود فرصة حقيقية لعودة الديناصورات استنساخا بعد أن حرمنا من رؤيتها إلا في الخيال!
التقنية جزء أصيل من رخاء البشرية القادم، لكن السؤال: هل منكم من يريد الانضمام لطاقم انديفور في رحلتهم القادمة، والتمتع بالعصير والماء والشاي في صحبتهم؟
أجيبوا، فلماذا أنتم صامتون ؟!