دبي - مكتب (الجزيرة) - علي عميص
أكد مازن عبدالغني المدير التجاري في شركة (إي هوستينغ - داتافورت) الإماراتيّة أن قطاع تعهيد الأعمال التقنية يزداد نمواً في المنطقة، وعزا ذلك إلى الجدوى الاقتصادية التي يحققها هذا التوجه، مشيراً إلى أن outsourcing أو تعهيد العمليات قائم على توزيع التكلفة لدى الشركة بحيث تقلص من حجم الإنفاق العام، ولفت عبدالغني إلى أن الأزمة المالية العالمية من شأنها أن تدفع باتجاه الاعتماد على الحلول التقنية نظراً لما توفره من تكلفة في مقابل ما تقدمه من جودة وكفاءة.
من ناحية أخرى كشف عبدالغني لمجلة (الاتصالات والعالم الرقمي) عن توجه شركته لافتتاح فروع لها في السعودية نظراً لما يشكله سوق المملكة من ثقل استثماري في مجال تقنية المعلومات، فإلى نص اللقاء:
كيف تنظرون إلى جدوى الاستثمار في مجال (الاستضافة) عربياً؟
- الاستثمار جزء أساسي من عملنا، وقد كنا الرواد في مجال إنشاء مراكز البيانات وخدمة الاستضافة، ونحن في الوقت الحالي نمتلك أو ندير 3 مراكز بيانات والرابع سيكون جاهزاً أواخر شهر ديسمبر هذا العام. الخطة لدينا تشمل إضافة 6 إلى 9 مراكز بيانات خلال ثلاث سنين موزعة على أنحاء العالم مع التركيز طبعاً على المنطقة العربية ومنطقة الشرق الأوسط، ونحن نرى أن وضع السوق الحالي قابل لذلك، ولو نظرنا إلى الواقع الحالي وأزمة السيولة العالمية لوجدنا أن توجه outsourcing أو تعهيد العمليات قائم على توزيع التكلفة لدى الشركة بحيث تقلص من حجم الإنفاق العام، ف(الأوت سورسينغ) أساسه مبني على هذا التوجه الاستثماري.
توطين الاستضافة
ما الفائدة المكتسبة من عملية توطين (الاستضافة) محلياً وإقليمياً؟
- هناك استفادة من الناحية اللوجستية؛ فقرب الحيز الجغرافي مهم جداً، وهو يساعد في تلافي موضوع السفر والتنقلات، فإذا كنت كمؤسسة تحتاج إلى أن تكون قريباً من الأجهزة التي تخصك فعندها تكون الاستضافة الخارجية حلاً غير عملي؛ فاستضافة الويب سايت خارجياً مسألة مقبولة؛ لأنه في نهاية الأمر يمكن أن تحدّث محتويات الموقع من أي مكان، إنما استضافة الأجهزة نفسها والسيرفرات والروترات والبرامج الخاصة فلا بد أن تكون قريبة من المصدر، إضافة إلى تكلفة الاتصالات الدولية، وأيضاً هناك جزئية اللغة، وهي ركيزة أساسية في الموضوع.
المحتوى العربي
إلى أي مدى أنتم معنيون بتفعيل المحتوى العربي على شبكة الإنترنت؟
- نحن كشركة ليس من ضمن مجال تخصصنا إنتاج المحتوى، نحن نستضيف المحتوى ونجعله متواجداً بأكثر من لغة عند الطلب، إنما على مستوى أشمل فإن شركة (تي كوم إنفستمنتس) وهي الشركة الأم التي نتبع لها، معنية بموضوع ترجمة المحتوى وخلق محتوى عربي، أما هل في (إي هوستينغ) نساعد في تفعيل وزيادة هذا المحتوى؟ نعم بطبيعة الحال، فعندما نقوم باستضافة الموقع الإلكتروني الخاص بجريدة أو مجلة أو بقناة تلفزيونية يتم بثها عن طريق الإنترنت، وما إلى ذلك، فهذا بحد ذاته مساعدة في نشر المحتوى العربي، ويبقى السؤال: هل المجهودات المبذولة في الوقت الحالي كافية؟ لا شك نحن نحتاج إلى مجهودات إضافية، ففي آخر دراسة نشرت كانت نسبة المحتوى العربي الموجود على مستوى الإنترنت في العالم أقل من نسبة المحتوى المكتوب باللغة التشيكيّة، مع الفارق في التعداد والطلب، فهذا ليس له إلا معنى واحد وهو أننا محتاجون لبذل مزيد من الجهود.
فعالية الشبكة
إلا تؤثر فعالية (الشبكة) عموماً على فعالية المشاريع التي تطبقونها؟
- الشبكة عامل أساسي جداً في استخدام الخدمة؛ فسرعة وكفاءة الشبكة عامل رئيسي في إنجاح وقبول المستخدم لها؛ فلهذا نحن نتعامل مع هذا الموضوع بمنتهى الجدية؛ فشركتنا مع مزودي خدمة الشبكات شراكة مربوطة بتعاقد فيه التزام بمعايير الخدمة، وشروط جزائية وتحديدات معينة لمستوى الخدمة، ونحاول دائماً أن نوفر طرقاً بديلة عند كثافة الضغط على خطوط معينة، وفي الوقت الحالي خدمة الإنترنت عندنا على أعلى مستوى.
خطط انتشار
هل لديكم خطط للانتشار خارجياً؟
- نشاطاتنا - بطبيعة عملنا - تمتد لمؤسسات من كندا حتى اليابان، ومن ركائز نجاحنا أننا واكبنا نمو الاستثمارات الأجنبية في الإمارات، والتي تحتاج إلى مزود خدمة قريب منها جغرافياً، أما الذي نخطط له للفترات القادمة فهو أن يكون تواجدنا فعلياً وميدانياً في الدول الأساسية والمواقع الاستراتيجية على مستوى العالم بحيث إننا ننشئ شبكة من مراكز البيانات يرتبط بعضها ببعض، وسيكون لدينا وجود في أبو ظبي والسعودية كخطوة أولى وتبقى الأسواق الرئيسية لنا على مستوى المنطقة هي الكويت ومصر والأردن.
درجة الأمان
تقومون بتقديم خدمة (تعهيد الأعمال)، فما درجة الأمان والسرية في مثل هذه الخيارات الجديدة؟ وما مدى قبول السوق لهذه الفكرة؟
- فلنتفق على مبدأ أساسي وهو أنه لا يوجد شيء مؤمن 100% أما ما نكافح كي نصل إليه، ونعمل عليه بشكل يومي فهو أن نصل إلى أقصى درجة ممكنة من ناحية تأمين المعلومات وسريّتها، وهناك أكثر من عامل يلعب دوره، العامل الأساسي هو سرية العميل نفسه، ف (إي هوستينغ داتا فورت) من ضمن عملائها الذين يقارب عددهم 600 عميل، أكثر من نصف هذا العدد نحن لا نستطيع أن نذكر حتى أسماءهم، وهناك بعض السيرفرات والراوترات في الداتا سنترز لدينا لا يمكننا أن نذكر أين هو موقعها، وهذا ما نعتبره من الركائز الأساسية، من ناحية سرية العميل، وسرية مكان الاستضافة والخدمات الخاصة به. وبالنسبة لوجهة نظر السوق لمبدأ تعهيد الاستضافة، فبطبيعة الحال لا نستطيع القول إننا على نفس المستوى مقارنة بأمريكا أو أوروبا، ولكن ما نستطيع قوله هو أن السوق يتحرك بشكل أسرع، وأن التطور في مجال الاتصالات والتواصل عن بعد جعل هذا الموضوع أسهل. وتشير دراسة نشرت حديثاً إلى أن الإمارات من أكثر الدول العربية من ناحية استخدام خدمات الاستضافة، والسعودية أول دولة عربية من ناحية نسبة الزيادة (النمو) في انتشار خدمات الاستضافة، وهذا بحد ذاته مؤشر إيجابي مهم.
ولكل قطاع خصوصية معينة في تعهيد الأعمال، والبنوك كانت السباقة في هذا المجال، نحن من جهتنا نضمن في عقودنا تعهدات خاصة بسرية الخدمات، ويكفيك أن تخل بعقد واحد حتى تخرج من السوق تماماً. وتتضمن عقودنا أن للعميل الحق في أي وقت أن يزور مكانه المخصص في الداتا سنتر، وأن يرسل المدققين لديه، ونأتي إلى مسألة أمن المعلومات فهي بالدرجة الأولى تزداد أماناً مع التجارب والخبرة، التي تساعد على معرفة الاختراق، وبعد التطور فهي تساعد الآن على توقع الاختراق، بناءً على معادلات وتحاليل محددة ورصد التحركات التي تحصل على الشبكة. باختصار من خلال تعهيد الأعمال تستفيد الشركة من خدمات (جيش) كامل بدون أن تكون مضطرة لدفع رواتب هذا الجيش!!
كيف تقيمون مسار سوق تقنية المعلومات في المنطقة؟
- نتوقع أن يكون السوق المتعلق بتعهيد الأعمال في صعود مستمر؛ لأن الطلب على تقليل التكلفة وتحسين مستوى الخدمة سيزداد نظراً للواقع المالي العالمي.