لم يعد مجرد شراء المنتجات واستعمالها كافيا في حد ذاته، وذلك لأننا نتوقع أن تعكس هذه المنتجات ذوقنا الخاص. فالتصميم الذي يلائم مزاجنا أصبح مهما جدا، ولكن ليس من المؤكد أن تكون المنتجات الجاذبة في شكلها هي بالضرورة المنتجات التي يمكن أن تطور حياتنا. وقد برز الاهتمام بالشكل والتصميم المناسب للعميل بشكل واضح في معرض لاس فيجاس للإلكترونيات الذي أقيم في يناير الماضي ولقي إقبالا واسعا. ويعود ذلك إلى أن الكثير من المنتجات، مثل الحواسيب والجوالات، أصبحت ملازمة لنا في حياتنا بحيث أصبحنا نعتمد عليها بصفة دائمة لتسيير حياتنا، ولذلك يجب أن تكون ملائمة لذوقنا الخاص من حيث الشكل والتصميم.
وربما خطر بذهنك أنك لا تعطي اهتماما يذكر للشكل العام للمنتج، ولكن الشركات المنتجة لهذه الصناعات تريدك أن تهتم بذلك. والسبب في ذلك أن الأجهزة الإلكترونية هي في نهاية المطاف سلع ليس بينها تمايز واضح من حيث الخصائص والابتكار، ولذلك فإن أسعارها سوف تبدأ في الهبوط عندما يقتنع كل من المنتج والمستهلك أنه لا فائدة ملحوظة لشراء منتج معين لشركة ما دون منتج آخر لشركة أخرى، ما يجعل التصميم والشكل هما اللذان يعتمد عليهما المشتري في المفاضلة. ويشمل هذا العديد من المنتجات الإلكترونية مثل الحواسيب والجوالات وغيرها، ولذلك فقد حفل معرض لاس فيجاس الآنف الذكر بأنواع من الحواسيب المحمولة ذات التصميم الرائع والتغليف الفاخر، مثل الحاسوب المحمول (ماكبوك آير) الذي أنتجته شركة (ستيف جوب). هذا الحاسوب خصائصه متواضعة من حيث الأداء مقارنة ببقية الحواسيب، ولكنه يختلف عن كل الحواسيب التي نراها عادة من حيث الشكل، وشكله هذا هو الذي يغري العملاء بالشراء.
هذا التوجه نحو مواكبة رغبات المشترين يبدو حتميا بالنسبة لكل أنواع المنتجات. وهذا ليس أمرا سيئا في كل الأحوال، وذلك لأنه يضمن جودة هذه السلع من حيث الأداء، كما أنه يساعد المشتري على الحصول على ما يريد بسعر معقول. ولكنه من الناحية الأخرى قد يشكل هذا ضغطا على المنتجين لأن مواكبة أذواق المشترين لا تقف عند حد، وتعد بالنسبة لهم نفقا مظلما.
