الهنود قادمون، وبفضل التقنيات المتقدمة في التصوير باتوا الآن قادرين على دراسة كوكب القمر، والتنافس مع الآخرين على استعماره والإفادة منه في المجالات العلمية.
الهند لم تعد فقيرة، فقد خرجت من نطاق الدول (النايمة)! وباتت الآن مؤثرة في رفاهية العالم ونمائه التقني.
حتى مايكروسوفت، عملاق التقنية، يدين للهنود بالكثير مما حققه من إنجازات حاسوبية، ولم يعد أحد يجهل ما حققه الشباب الهندي من صيت واسع في مجالات الكمبيوتر، وخصوصاً فيما يتعلق بـ(السوفت وير).
الإنجازات لا تأتي من فراغ فالهنود يملكون إرثاً باهراً في صناعة التصوير، وكم بهروا العالم في وقت مبكر بأفلامهم الساحرة والألوان الزاهية الدقيقة التي كانت تزين أفلامهم!
الآن هم يقدمون نموذجهم الجديد في التصوير والإفادة العلمية منه، فما أن وصل المسبار الفضائي الهندي إلى مجال القمر محمولاً من المركبة الفضائية الهندية (شاندريان)، حتى شرع في التصوير، والسعي لتحديد خارطة ثلاثية الأبعاد للقمر.
نعم.. وصول الهنود للقمر جاء بعد الوصول الأمريكي بعقود عديدة، لكن أن تصل متأخراً خير من ألا تصل أبدا، كما أن برامج الهنود واهتماماتهم ليست بالضرورة هي نفس البرامج والاهتمامات الغربية.
صحيح أن المسبار المطلي بألوان العلم الهندي ارتطم بسطح القمر بشكل قاس جعله غير قادر على العمل، لكنه وصل، وكان من قبل قد التقط صوراً فضائية يتوقع أن تكون مميزة لسطح الكوكب الفضي.
التقنية الهندية في التصوير تعدت الاكتفاء بالإبهار في أفلامها الجميلة، وباتت تبز الغرب بإمكاناتها التي أوصلتها للغوص في الفضاء، وتصوير أسراره، والتفوق في إيصال هذه الصور بكل دقة ووضوح لمراكز الرصد بالأرض، والسعي لمعرفة طرق الاستفادة منها في صنع حياة مميزة للإنسان على كوكبنا.
هل يكون الفيلم الهندي القادم من دراما القمر حيث يتغنى البطل لمحبوبته القاطنة في أحد الأحياء القمرية الراقية، وتنساب الموسيقى الرقمية الساحرة عبر الأثير لتصل إلينا فننتشي طربا؟
لا نجزم بالإجابة، لكننا متأكدون أن التصوير الهندي من القمر قد بدأ، وأن المسبار المتشح بألوان العلم الهندي قد أعطى الإشارة للعهد الهندي القادم.