رغم أن سعة التخزين على القرص الصلب بجهاز الكمبيوتر الشخصي أصبحت ضخمة إلا أن المستخدم في بعض الأحيان يحتاج إلى الاطلاع بشكل فوري على وثيقة مهمة أو صورة شخصية يحتفظ بها دون أن يكون الكمبيوتر الخاص به في متناول يده.
ومن بين البدائل المتاحة لعلاج هذه المشكلة وسائط التخزين النقالة أو بطاقات الذاكرة، ولكن الإقبال يتجه حالياً نحو (مساحات التخزين الشخصية) التي يمكن الحصول عليها على الإنترنت حيث يستطيع المستخدم تحميل أي قدر من البيانات على الإنترنت واسترجاعه في أي وقت يشاء بواسطة أي جهاز كمبيوتر متاح، وإن كان من الضروري مراعاة الجوانب الأمنية عند تخزين بيانات سرية أو مهمة. وهناك كثير من المواقع التي توفر مساحات التخزين الشخصية نظير رسوم مثل موقع (جي. إم. إكس بروميل) للبريد الإلكتروني، كما أن شركات تقديم خدمات الإنترنت السريع توفر أيضاً لعملائها مساحات تخزين على الشبكة الدولية. ويقول هولجر بليش من مجلة (سي. تي) المتخصصة في مجال الكمبيوتر ومقرها في مدينة هانوفر الألمانية: إن هناك كثيراً من الشركات المتخصصة في توفير مساحات التخزين الشخصية مثل دروبوكس وهوميو وماي درايف وإكس درايف وغيرها.
وذكر بيتر كناك من منظمة شتيفتونج فارنتست لاختبارات المستهلك الألماني أن (كثيراً من هذه الشركات توفر في البداية مساحة تخزين مجانية لعملائها ثم تتقاضى رسوماً نظير ما زاد على هذه المساحة). وأوضح قائلاً: إن شركة (إكس درايف) - على سبيل المثال - تقدم مساحة تخزين تبلغ خمسة ميجابايت ويمكن زيادة هذه السعة إلى خمسين جيجابايت نظير 9.95 دولارات شهرياً، أما شركة (هوميو) فتقدم عشرة ميجابايت مجاناً ثم توفر مساحة مئة جيجابايت نظير 12.99 دولاراً.
ومن الواضح أن مساحات التخزين الشخصية على الإنترنت ليست رخيصة. ويقول بليش إنه لا يتوقع أن ينخفض سعر هذه الخدمات في المستقبل القريب، ولكنه يعتقد أن المستخدم سيحصل في المستقبل على مساحة تخزين أكبر بنفس السعر الذي يدفعه حالياً للحصول على مساحات تخزين محدودة. واستطرد بيتر كناك أنه ينبغي دائماً الالتفات إلى أمن البيانات التي يجري تخزينها على مواقع الإنترنت، مضيفاً أن (سرقة البيانات التي يحتفظ بها المستخدم على وسائط التخزين الخارجية تتطلب اقتحام المنزل وسرقة وحدة التخزين نفسها) بعكس البيانات الموجودة على مواقع الإنترنت حيث إنها تظل دائماً معرضة لخطر قراصنة الشبكة الدولية. ويقول مارتين بيرويرث من الوكالة الاتحادية لأمن تكنولوجيا المعلومات في ألمانيا: يتعين على أقل تقدير تشفير البيانات الشخصية المهمة قبل وضعها على مساحات التخزين الشخصية على الإنترنت.