لا نزال ندخل عالم الاتصالات بخطى الدهشة والعجب، حيث تتراءى المفاجآت مع كل طرفة عين، وليس جديداً أن وسائل الاتصال ما عادت تكتفي بتوفير خدمات التخابر والتواصل والتسلية، إنما قفزت إلى ما هو أبعد!! إلى تطوير كل وسائل وعناصر راحة الإنسان أينما كان. وفي هذا الإطار أطلّت علينا (الاتصالات السعودية) بخدمة (جوالي)، وهي فريدة على مستوى العالم؛ إذ تتوجه بشكل أساسي إلى شريحة الأطفال فتخصّهم بخدمة تتوافق تماماً مع مراحلهم العمريّة، وتوفر لأهلهم مزايا عديدة تبدأ بإمكانيّة معرفة ومراقبة أماكن أولادهم أينما كانوا، ولا تنتهي بحصر استخدامات الجوال بخمسة أرقام فقط مع ما يعنيه هذا الأمر من سهولة وتوفير في آن واحد. وبهدف الوقوف على تفاصيل هذه الخدمة ومعرفة مدى التجاوب معها من قبل المستخدمين باعتبار أنها الخدمة الأولى من نوعها على مستوى الشرق الأوسط، أجرت مجلّة (الاتصالات والعالم الرقمي) لقاءات مع كل من مدير تسويق خدمات الجوال (خالد العمّاج)، ومدير تطوير الخدمات (عبدالله الكنهل)، ومدير عام (مؤسسة البصمة الرقميّة) المهندس محمّد الخشيل.
سهولة وأمان
حول مزايا خدمة (جوالي) التي تجعلها مقبولة لدى الشريحة المستهدفة قال الأستاذ عبدالله الكنهل: (نحن نسعى دائماً لتلمّس احتياجات العملاء قبل الشروع في تطوير أي خدمة، وعليه فقد تم تطوير هذه الخدمة لتتوافق مع ما يراه الأهل مناسباً لخدمة جوال الأطفال؛ فقد تبين من دراستنا للسوق أن الهدف الرئيسي لتوفير الجوال للأطفال بالنسبة للأهل هو راحة البال، وذلك بالقدرة على التواصل مع أبنائهم والاطمئنان عليهم في أي وقت وأي مكان مع أهمية المحافظة على خصوصية الأطفال من الاستخدام غير المرغوب؛ وعليه فقد تم تطوير الخدمة بالكثير من المزايا التي تراعي هذه الحاجة مثل:
* الاتصال الآمن: إذ يمكن للابن عن طريق جهاز (جوالي) الاتصال بخمسة أرقام بسهولة عن طريق الضغط مباشرة على أزرار الجهاز، كما يمكنه الاتصال بـ16 رقماً آخر عن طريق استخدام دليل الأرقام في الجهاز عند الحاجة، كما يمكن للوالدين تحديد استقبال المكالمات بالأرقام المحددة فقط. هذه الأرقام يمكن برمجتها والتحكم بها فقط عن طريق الأهل، وذلك من خلال موقع (جوالي) على الإنترنت أو عبر رسالة من جوال الأب أو الأم.
*استخدام سهل: يمكن استخدام (جوالي) بسهولة من قبل الأهل والأطفال؛ حيث تتميز بسهولة استخدامها مهما صغر عمر الطفل كون الطفل يحتاج إلى ضغط زر واحد للاتصال بوالديه, كما أن جهاز (جوالي) لا يستقبل أو يرسل الرسائل المتعددة الوسائط أو البلوتووث.
* إنذار ضعف البطارية: يتلقى الأب (أو الأم) رسالة إلى جواله الخاص تفيده بضرورة إعادة شحن بطارية (جوالي) عند الحاجة.
* رد تلقائي: في حال لم يرد الابن على اتصال الأهل خلال 15 ثانية يقوم (جوالي) بالرد تلقائياً كي يتمكن الأهل من سماع ما يدور حول الطفل والاطمئنان عليه.
* تحديد موقع الطفل: يحتوي جهاز (جوالي) على نظام تحديد المواقع العالمي GPS ليتمكن الأهل من معرفة مكان تواجد أبنائهم (بناءً على آخر قراءة للجهاز خارج المباني) وبدقة تصل إلى 20 متراً. ويمكن تحديد موقع الطفل عن طريق أنظمة الخرائط الرقمية أو على صور الأقمار الصناعية من خلال البرنامج الشهير غوغل إيرث. كما يستطيع ولي الأمر معرفة موقع طفله من خلال الرسائل القصيرة وسيصل له رسالة بالعنوان الموضح به المدينة واسم الشارع وأقرب معلم له، سواء كان مدرسة أو مطعما أو خلافه.
* تتبع مسار الطفل: يمكن للأهل معرفة مواقع أبنائهم خلال أوقات مختلفة من اليوم من خلال موقع جوالي.
* منطقة الأمان: يمكن للأهل تحديد مواقع آمنة (بين 500 متر و5 كيلومتر) بحيث يتلقى الأب (أو الأم) رسالة إلى جواله في حال خروج أو دخول الابن للمنطقة الآمنة.
* خاصية التوقيت الدراسي: هي خاصية متميزة تمنع الإزعاج الناتج عن رنين الجهاز أثناء الحصص الدراسية، والذي قد يؤثر سلباً في العملية والتحصيل العلمي ويستطيع ولي الأمر تحديد الأيام والساعات الدراسية التي خلالها سيتحول الجهاز من وضع الرنين إلى وضع الاهتزاز آلياً وعند انتهاء اليوم الدراسي سيقوم الجهاز آلياً بالعودة إلى وضع الرنين.
راحة البال
وعن الفئة العمريّة التي تتناسب مع هذه الخدمة والدافع لها والهدف منها والملاحظات عليها أفاد الأستاذ خالد العمّاج أن الفئة العمرية المناسبة لخدمة (جوالي) هي من 5 إلى 12 سنة، وعن مدى الحاجة إلى هذا الجهاز قال العمّاج: (في الكثير من المواقف يتمنى الأهل لو استطاعوا التواصل مع أبنائهم والاطمئنان عليهم عند وجودهم خارج المنزل، كما قد يحتاج الأطفال إلى الجهاز لطلب المساعدة في بعض المواقف).
وحول الهدف من طرح هذه الخدمة قال الأستاذ خالد العمّاج: (نحن نهدف إلى توفير (راحة البال) لعملائنا، وذلك عن طريق وسيلة اتصال مستمرة وآمنة بين الأبناء وذويهم في أي وقت ومكان, ورسالتنا في خدمة (جوالي) هي أننا نسعى لتيسير التواصل بين أفراد العائلة وتسخير التقنية لخلق قيمة مضافة يمكن الاستفادة من إيجابياتها من قبل كل أفراد المجتمع والبعد عن إساءة استخدامها). وعن الدافع من وراء تقديم هذه الخدمة أشار العمّاج قائلاً: (نظراً لأن المجتمع السعودي صغير الأعمار نسبياً حيث تفيد الإحصاءات بأن أعمار ما يقارب 39% من السكان أقل من 14 سنة، ونسبة من أعمارهم بين 5 و10 سنوات تقارب 13% من تعداد السكان، وحيث إن هذه الفئة العمرية وذويهم لها احتياجاتها المحددة من خدمة الجوال، فقد رأت شركة الاتصالات السعودية ممثلة في وحدة خدمات الأفراد أن تقوم بتطوير خدمة توافق متطلبات الأهل للقدرة على الاطمئنان والتواصل مع أبنائهم براحة وأمان).
تطوير محلي بكوادر سعوديّة
وعن جدّة الخدمة وحداثتها في العالم أكّد المهندس محمّد الخشيل، مدير عام مؤسسة البصمة الرقميّة أن شركة الاتصالات السعوديّة هي أول شركة في العالم العربي وإفريقيا تطلق هذه الخدمة وثالث شركة على مستوى العالم مع تميزها أيضاً في كثير من المواصفات عن المشغلين الآخرين، وأضاف: الجدير بالذكر أن الخدمة تم تطويرها محلياً بشكل كامل وبكوادر سعودية مؤهلة، وذلك بالتعاون مع شركة نومد المحدودة للاتصالات ونظم المعلومات التابعة لمجموعة آفاق المستقبل التجارية.
انطباع المستخدمين
وعن رصدهم لانطباع المستخدمين ومدى تجاوبهم مع هذه الخدمة الجديدة أفاد مسؤولو الاتصالات السعوديّة بأن هناك عدّة ملاحظات تم رصدها حتى الآن، منها محدودية الأرقام التي يستطيع ولي الأمر ضبطها لطفله، وهي كحد أقصى 21 رقماً فقط، وكذلك محدودية الأجهزة الداعمة للخدمة، وهو ما يحد من حرية اختيار اللون والنوع أيضاً، كما أن هناك مشكلة عدم عمل خاصية تحديد المواقع داخل المباني بفاعلية ودقة، إضافة إلى عدم وجود ألعاب على أجهزة الجيل الأول للخدمة - حتى الآن -.