نستضيف هذا الأسبوع ضمن الصفحة المخصصة للموهوبين والمخترعين بالمملكة الموهوب خليل عبدالله العتيبي وهو من مواليد عام 1391ه يحمل بكالوريوس كلية الدعوة والإعلام ويعمل حالياً بجمرك مطار الملك خالد وله العديد من الاختراعات من بينها جهاز مانع للتفحيط والسرعة وسماعة الجوال الطبية سبق طرحها في الأسواق واختراع حماية المسافرين بالطائرة عند حدوث كارثة جوية والعديد من المخترعات الأخرى.
* كيف بدأت التفكير في مجال الاختراع وهل من صعوبات في البداية؟
- منذ صغري وأنا أهوى الاختراعات، حيث أبحث عن العيوب والمشاكل الصناعية وأحاول أن أجد لها حلولاً. ليس لدينا صعوبات في البداية بإذن الله ولكن الصعوبة تكمن في تجاهلنا وتجاهل ما نقوم به. وأنتم تعلمون أن تقدم الدول الصناعية كان على يد مخترعيها فإن تجاهلنا هذا الشيء سنبقى دولاً تابعة وليس دولاً متبوعة واضرب لكم مثلاً أحد اختراعاتي قبل خمسة عشر عاماً قمت بتصميمه وحاولت تسجيله ولم استطع فقمت بإرساله في وقت واحد إلى شركة عالمية في دولة غربية وشركة وطنية كبيرة تملك الدولة فيها الحصة الأكبر. وبعد شهر واحد من إرسالي أتاني الرد من الشركة العالمية وإلى الآن لم يأتني الرد من الشركة الوطنية منذ خمس عشرة سنة.
* ما المدة التي كنت تحتاجها للانتهاء من كل اختراع؟
- بعض الاختراعات لا تستغرق أسبوعاً واحداً وبعضها يمتد إلى شهر، فبداية أقوم بتصور الاختراع ثم أقوم بتنفيذه وإجراء الاختبارات الخاصة بالاختراع على الواقع.
* هل واجهت أي صعوبات مع مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية عند تسجيل براءات الاختراع؟
- الصعوبة تكمن في تأخر منح براءة الاختراع بالمقارنة مع الدول الأخرى، وكذالك الحماية حيث إنه لا توجد حماية للمخترعين بل تجد مثلاً أن نحمي الماركات العالمية من التقليد ونقوم بمنع المقلد من دخول البلد ونقوم بسحبه من الأسواق وربما قمنا بتغريم من وجد عنده هذا المقلد ولكن اختراع ابن البلد لا تجد من يقوم بحمايته مع أنه أولى بالحماية. وأنا أتساءل: ما الفرق بين هذه الماركة العالمية والماركة المحلية (الاختراع الوطني) أم لأن هذه صناعة غربية ومخترعها ينتمي لتلك البلاد؟، وهذه صناعة وطنية ومخترعها ينتمي لهذه البلاد وقد عانيت من هذا شخصياً، فقد نزل إلى الأسواق تقليد لأحد اختراعاتي وحاولت منعه ولكن دون جدوى فلا يوجد قانون ينص على منع مثل هذا التقليد بالنسبة لنا كمخترعين سعوديين وبالمناسبة فأنا لا أقوم بتسجيل مخترعاتي الجديدة لعدم جدوى التسجيل في نظري وقد قمت فعلاً بسحب تسجيل بعض المخترعات الخاصة بي.
* لماذا لم تشارك في لقاءات المخترعين بالرغم من تعدد مخترعاتك وتميزها؟
- لي لقاءات خاصة مع بعض المخترعين ولكن بشكل رسمي لا توجد لي لقاءات لانشغالي ولا أخفيكم كذلك لعدم تحمسي لهذه اللقاءات مادامت تدور في حلقة مفرغة فلا بد من قول الحقيقة والبعد عن المجاملات لكي تعالج لا نريد أن نكذب على أنفسنا ونتمنى على الله الأماني، فلا يوجد تبني ولا حماية ولا تشجيع بشكل واضح مجرد أن نسمع ونقرأ ولكن إذا أتيت إلى الواقع لا يوجد شيء وقد عانيت أنا شخصيا من ذلك وأعرف بعض المخترعين قد أخذت مخترعاتهم بقصد تصنيعها ولكن لا هم قاموا بتصنيعها ولا ردوها لأصحابها بل بدؤوا يساومونهم على رد مخترعاتهم بمبالغ طائلة لا مقدرة لهم عليها.
* بالنظر إلى سجلكم يوجد العديد من المخترعات، هل لك أن تحدثنا عن أبرزها؟
- الحمد لله يوجد العديد من المخترعات قمت بتصميمها منها اختراع جهاز مانع للتفحيط والسرعة واختراع سماعة الجوال الطبية واختراع جهاز حماية الأطفال من أشعة التلفزيون والأماكن الخطرة واختراع المظلة الذكية للسيارات واختراع حماية المسافرين بالطائرة عند حدوث كارثة جوية واختراع المكيف الصحراوي بدون مضخة ماء.
* وماذا عن اختراع الجهاز المانع للتفحيط والسرعة؟
- لا يخفى عليكم ما يعاني منه رجال الأمن والمواطنون من حوادث مؤلمة أدت إلى فقدان شباب في مقتبل العمر كان من أهم أسبابها التفحيط أو السرعة التي عجز المسئولون عن الحد منها مما سبب الهاجس لدى المسئولين والمواطنين على حد سواء، فالجهاز الجديد يقوم بإذن الله بحل هذه المشكلة ويحفظ للمواطنين أموالهم وممتلكاتهم دون الحاجة للاستعانة برجال الأمن.
* وسماعة الجوال الطبية؟
- تم إيداع اختراع سماعة الجوال الطبية لدى براءات الاختراع لمجلس التعاون الخليجي وقد نزلت إلى الأسواق وتم تقليدها ولم نستطع حمايتها وقد أثبتت الدراسات التي أجريت على الجوال وجود أشعة وذبذبات تصدر عن الجوال عند الاتصال قد تسبب بعض الأمراض والآلام على مناطق حساسة مثل السمع والمخ وعضلات الفكين، والاختراع يعتمد على إبعاد الجوال عن منطقة الرأس ليس ذلك فحسب بل يجعل الاتصال ينتقل عن طريق الهواء بواسطة أنبوب مجوف دون وجود سماعة تصدر ذبذبات خطيرة مع الحفاظ على خصوصية الاتصال.
* وماذا عن اختراع المظلة الذكية للسيارات؟
- جمعت هذه المظلة بين مطالبة الشؤون البلدية بعدم تركيب المظلات في الشوارع وحاجة نسبة كبيرة من المواطنين لحفظ سياراتهم من أشعة الشمس الحارقة والأمطار وغيرها ولاسيما أن نسبة ما يقارب 80% من المواطنين ليس لديهم مظلات داخلية لسياراتهم فهي تأمن حاجة المواطنين من ناحية ولا تضايق الشوارع من ناحية أخرى حيث تتميز هذه المظلة بميزة فريدة حيث تكون ملاصقة لجدار السور بحيث لا تضايق الشارع وعند رؤية السيارة تقوم بالارتفاع تلقائياً لتقف السيارة تحتها وعندما تتحرك السيارة تقوم بالرجوع إلى الالتصاق بجدار السور فنكون بذلك قد قضينا بإذن الله على مشكلة وضع المظلات في الشوارع بصورة غير نظامية وحضارية وحاجة المواطنين لتظليل سياراتهم.
* وماذا عن اختراع المكيف الصحراوي بدون مضخة ماء؟
- من المشاكل التي يعاني منها مستخدمو المكيف الصحراوي العطل المستمر لمضخة الماء التي ربما تكون بشكل أسبوعي، الاختراع الجديد يجعل المكيف الصحراوي يقوم بخدمة نفسه ذاتياً بحيث يقوم برفع الماء دون الحاجة إلى مضخة الماء بحيث يستغني عن مضخة الماء الموجودة حالياً في المكيفات الصحراوية.
* تظل مشكلة الدعم المادي من أبرز المشكلات التي تواجه المخترعين.. كيف حصلتم على الدعم؟ وما الدعم الذي تريدونه؟
- هنا مربط الفرس لا توجد قروض ولا مؤسسات بشكل رسمي تقوم بتبني الاختراعات وتصنيعها أو تسويقها بل نقوم بتصنيع العينة على حسابنا الخاص فنحن نريد قروضاً شخصية أو مؤسسات تقوم بتبني هذه الأفكار وتصنيعها لأنها أفكار نحن في أمس الحاجة لها، فمثلا الجهاز الذي يمنع التفحيط يقضي على مشكلة واجهت الأمن والمواطنين على حد سواء بل راحت ضحيتها أنفس بريئة والعديد من المشاكل تذكر بشكل مستمر في الإعلام فهذا الجهاز ليس له ارتباط بالأمن بحيث يتفرغ الأمن إلى ما هوا أهم منه وهذا الجهاز يقوم بتوفير الوقت وحفظ المال والأنفس بإذن الله، كما أننا نرغب في تصنيع مخترعاتنا داخل بلادنا لكي تعود على المجتمع والدولة بالفائدة فجميع اختراعاتنا تصنع خارج البلاد فلا يأتينا منها إلا 1% وتذهب فائدتها لغيرنا فهذه الصناعات الجديدة تمثل دخلاً للفرد والمجتمع ودعما لدخل الوطني فنحن كمخترعين مستعدون بإذن الله أن ننقل دولتنا إلى دولة صناعية متقدمة إذا أتيحت لنا الفرصة والمجال.
* هل من كلمة أخيرة؟
- أحب أن أشكر مجلة الاتصالات والعالم الرقمي ب(الجزيرة) على استضافتها لي وأتمنى منها أن تستمر في دعمها الإعلامي للمخترعين السعوديين كما عودتنا دائماً.