يترقب المهتمون بعالم التقنية معرض جيتكس دبي كل عام بشغف بالغ للاطلاع على أحدث ما توصلت إليه التقنية في مختلف مجالات الحياة. ويوفر هذا المعرض الذي أصبح عالمياً بكل ما تحمله الكلمة من معنى فرصة مثالية للشركات العاملة في مجال التقنية للترويج لمنتجاتها وعقد صفقات يتجاوز بعضها مئات الملايين من الدولارات.
أما المهتمون بعالم التقنية فإنهم يحرصون على حضور جيتكس لاختيار ما يناسبهم من تقنيات تلائم احتياجاتهم سواء في مجال العمل أو على المستوى الشخصي وتتاح أمامهم في معرض جيتكس فرصة الاختيار من بين طيف كبير من المنتجات المتعددة. ومن بين الموضوعات الرئيسية التي شدت الانتباه لأهميتها البالغة وسيتم تسليط الضوء عليها في معرض هذا العام ما اصطلح على تسميته بالتقنية الخضراء، حيث إن العديد من الشركات العاملة في مجال التقنية في العالم بدأت تتحول الى البدائل الخضراء الصديقة للبيئة عند تحديث تقنيات الاتصالات المستخدمة لديها بهدف تقليل الهدر والطاقة المستخدمة ولاسيما بعدما أعلن البنك الدولي أن 2 بالمائة من مجمل انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون في العالم تصدر عن قطاع المعلومات وتقنية المعلومات! وباعتقادي أنه ينبغي تحفيز شركات التقنية في عالمنا العربي وعلى وجه الخصوص منطقة الخليج وتوعيتها بضرورة التوجه نحو حلول تقنية أكثر صداقة للبيئة وذلك لازدياد اعتماد معظم الدول الخليجية على التقنية في إدارة معظم الأعمال ولاسيما بعد أن اختارت تلك الدول أتمتة كافة تعاملاتها والتوجه نحو الحكومة الإلكترونية وما يتطلبه ذلك من توسيع نطاق الاعتماد على التقنية.
وأخيراً وليس آخراً نرجو ألا يقتصر الدور العربي في مثل هذه المعارض فقط على الاستهلاك، بل أن يكون لهم إسهاماتهم، مستقبلاً، في إنتاج التقنية والاستفادة من خبرات الشركات العالمية التي لها قصب السبق في هذا القطاع البالغ الأهمية وعلينا أيضاً الاهتمام بتبادل الخبرات بين شركات التقنية في العالم العربي ليصبح العرب يوماً منتجين للتقنية وليس فقط مجرد مستهلكين لها ونحمد الله أن كافة العناصر للوصول لهذه الغاية ولهذا الهدف أصبحت متوفرة لدينا من خبرات عربية ذات كفاءة عالية ورأس المال والعمالة المدربة.. إنه مجرد حلم، فهل سيصبح يوماً حقيقة واقعة، أتمنى ذلك.