لقاء - بندر العتيبي:
عبد المجيد بن عواض رشيد العقيلي الذي يبلغ من العمر 35 عاماً ويعمل حاليا مسجل معلومات بالمديرية العامة للدفاع المدني بالرياض له اختراع متميز حصل من خلاله على براءة اختراع من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية وهذا الاختراع هو جهاز الإنقاذ للمسابح. التقيناه في هذا الحوار ليسلط الضوء على جوانب اختراعه ورؤيته المستقبلية للمواهب الوطنية.
ما الاختراع الخاص بكم والذي حصلتم من خلاله على براءة اختراع من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية مؤخراً؟
- حصلت على براءة اختراع نظير اختراعي جهازا الإنقاذ للمسابح الأول على مستوى العالم.
هل من وصف لاختراعك جهاز الإنقاذ للمسابح؟
- هو جهاز شامل عالي الفعالية يتكون من قسمين قسم يثبت في أسفل المسبح الذي يسمى القاعدة بدون مسامير وقسم متحرك يثبت في القاعدة ويتم تعبئته بالهواء أثناء وجوده بالماء ويتم تفريغه عند إخراجه ليعاد مرة أخرى حيث تتم تعبئته من جديد وهو في الماء ليعطي بذلك السهولة وأقصى درجات الكفاءة وبالتالي نجاحه.
ما الوظائف الرئيسية التي يقدمها الاختراع؟
- الوظيفة العامة للجهاز هي وظيفة الانتشال ويحتوي الجرم المتحرك على كيس هوائي قابل للتعبئة داخل الماء وقابل للتفريغ عند خروجه فإذا وضع الجرم المتحرك في القاعدة أسفل يصبح جاهزا للإطلاق فبمجرد الحاجة يسحب الحبل الخاص المعد لذلك بارتفاع معين لسهولة الوصول إليه فينطلق الجرم بسرعة محددة وليست سريعة (بمعنى انه مجهز بزعانف خاصة لتخفيف ارتطامه بالسابح) ويوجد بالجهاز نظام إنذار لاسلكي ونظام أكسجين لتهدئة الغريق بشكل نهائي ومساعدته على الوصول إلى أحد جوانب المسبح أو يخرجه أحد عبر نفس حبل السحب والإطلاق فالوظائف كلها وضعت بطريقة مدمجة وآلية ذكية تخدم فعلاً الحالة من غير أدنى تكلف في الاستعمال أو التصنيع.
ماذا عن الحلول التي يقدمها هذا الابتكار؟
- إذا نظرنا في الواقع الآن لا يوجد شي البتّة في قاع المسبح واعني هنا المكان العميق منه (منطقة القفز) وهذا الجهاز بجميع مواصفاته ومميزاته يقدم حلا فعالا للمساهمة في الوقاية من الغرق والإنقاذ عند الغرق فهو يعتمد على حلول ميكانيكية متطورة وحلول تركيب واستعمال جدّاً سهلة ينافس المنتجات الأوربية والأمريكية وذلك باعتماد أهم المراجع الهندسية الميكانيكية ومواصفات الجودة العالمية ومطابقة مكائن الحقن والنفخ والحفر ومطابقة (FOS) التي هي شروط سلامة التصنيع في قوالب صناعة البلاستيك لكي أقدمها جاهزة لكل مستثمر وحرصاً مني على إنجاح تلك الدراسة في وقف الاستنزاف البشري بشكل نهائي وعالي الجودة ولله الحمد والمنّة على توفيقه لي في ذلك.
لماذا فكرت في هذا الاختراع؟ وهل لطبيعة عملك علاقة بذلك؟
-ً لعملي علاقة بذلك نتيجة الاستنزاف البشري من أولئك الأطفال والشباب الذي رأيتهم وأثر ذلك علي لاستغرابي عدم وجود تقنية للمساهمة في منع الغرق بشكل فعّال وأكيد ونهائي وهذا الذي مكثت فيه طويلاً حتى استنتجت ذلك نهائياً ولله الحمد والمنّة وحصلت على براءة اختراع في ذلك.
هل هناك ابتكارات ماثلة توجد بالأس واق حاليا خاصة بالإنقاذ من الغرق في المسابح؟
- لا توجد البتة لقد عملت مسحا شاملا في مكاتب البراءات في الدول المانحة وكذلك في الأسواق وفي المواقع المتخصصة في الإنترنت ولم أجد منتج مماثل في العالم لذلك حصلت على البراءة بعد تدقيق وتمحيص شديد من قبل مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية لعدم وجود منتج مشابه أو مقارب.
هل يمكن تركيب أكثر من جهاز في المسبح الواحد لمزيد من الوقاية من الغرق في المسابح؟
طبعاً،الجهاز مدروس بمنهج علمي وبخطة علمية متفوقة فالجهاز الواحد يغطي ما مساحته 8 أمتار مربع عبر دراسة الحالة النفسية للغريق بقاعدة خاصة تدخل فيها الحساب في زمن مدى ارتجاع القلق نحو الخوف نوعاً ما معقدة ولكن لكي انجح في النهاية ولذلك أخذت فيها وقتاً كبيرا في البحث، وطبعاً الجهاز الواحد ممكن يغطي مسبح مساحته 6 في 6 أمتار واعني هنا المكان العميق منه وإذا زاد المساحة عن ذلك فممكن تركيب أكثر من جهاز بقاعدة مركزية معدة لذلك الغرض بكل سهولة في التجهيز والتركيب.
هل تعتقد أن الغريق لديه الوقت للتفكير مثلا في سحب الجهاز حتى يقوم بإنقاذه؟
- نعم بكل بساطة، لو أردنا أن نعرف سرّ ذلك وفهم ذلك هو انه الصورة العامة لدى أكثر الناس الذي جعلهم يسألون هذا السؤال هو ما نسميه مرحلة الهلع وفقدان السيطرة إذا ما هو سبب الهلع وفقدان السيطرة في المقام الأول من المعلوم لكل شيء محفز في المقام الأول هو أن القاع ليس به شي في الأصل، وهذا يعطي صورة واحدة لدى السابح الذي اعتراه الخوف في وسط المسبح وهو (الموت) إذن تلك الصورة كافية لفقدان سيطرته تماماً وإغراق نفسه وحتى من ينقذه، وبصورة أخرى هل يتغير ذلك عند السابح عندما يكون هناك جهاز في الأسفل تحته أو حوله قريب منه مجهز بكافة الأنظمة المساعدة والمانعة من الغرق طبعاً ولو قلنا 90% في المائة أو دعم استقراره حتى يصل للحواف أو نزوله قليلا وشد الحبل المعد لذلك الذي يكون ارتفاعه حوالي 80 سم تحت سطح الماء والذي ذكرت سابقاُ أن الجهاز الواحد يغطي قرابة 8 أمتار مربع عبر احتساب قوة الاحتمال النفسي التي في الأصل إن الجهاز يعطي دعم للسابح بنسبة حوالي 70% في المائة لأنها تلغي اكبر مسبب للغرق وهو الهلع من الجوهر الحقيقي لعدم وجود شي في الأسفل وهذا مصدر ثقتي بنجاح تلك الفكرة بنسبة كبيرة تصل إلى 97% بعد احتساب جميع العوامل المؤثرة في هذا الشأن بمنهج علمي ودقيق ولله الحمد والمنّة على توفيقه.
هل احتجت لوقت طويل للانتهاء من إعداد وتصميم جهاز الإنقاذ للمسابح؟
- نعم بواقع ثماني ساعات متواصلة لمدّة أربعة أشهر، من غير البحث الذي استغرقت فيه سنة وشهرين بشكل أساسي ثم حوالي السنتين تجميع للمادة بشكل عام، بما إجماله ثلاث سنوات ونصف وذلك حرصاً مني على إنجاحه بكل المعايير والمقاييس ومنافسة الدول المتقدمة في ذلك.
بماذا استعنت في أبحاثك التقنية للوصول إلى هذا الاختراع المتميز؟
- بحثت من جميع نواحي التقنية (أشعة الليزر والحساسات وأجهزة المراقبة وبرامج المحاسبة والمعالجة والأجهزة الصوتية والنبضية والطرق الميكانيكية المتعددة) ولم أجد أفضل حلاً من الذي اخترعته باعتباره المنقذ الوحيد في العالم وذلك لكونه يحقق سهولة الاستخدام والعمل مما يضمن الفعالية والنجاح وذلك بعد مرحلة طويلة من البحوث والدراسات حتى انتهيت إلى ما رأيتم
ما الفعاليات والمناسبات التي شاركت بها؟ ولماذا قلة هذه المشاركات؟
- اهتمامي مركز على المشاركات الفعالة وليس على العروض.
هل تم عرض هذا الاختراع على القطاع الخاص؟
- بطرق محدودة وفردية وحصلت على دعم ولكنه غير كاف.
هل واجهت عقبات للحصول على براءة الاختراع من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية؟
- نوعاً ما حصل بعض التكلف والتمحيص في البحث ولكن في الأخير حصلت عليه لعدم وجود فكرة ومنتج مطابق.
ماذا عن الرسوم السنوية التي تقوم بتسديدها لمنع سقوط براءة الاختراع؟
- أراها من المعوقات الكبيرة في التنمية وبخاصة نحن بلد نحتاج إلى دعم الابتكار فيه لما فيه من تنمية اقتصادية كبيرة وان تعود على المجتمع بخيرات متعددة.
ما التحديات التي ترى أنها تواجه المخترعين عموما؟
- لا توجد حتى الآن بنية تحتية من قبل القطاع العام والخاص لابد من العمل الجادّ بخاصة من قبل القطاع الحكومي للمساهمة الفعّالة في دعم الاختراعات مادياً ليعود بذلك النفع خدمياً واقتصادياً للوطن والعالم أجمع لنكون مصدرين غالبين على كفة التوريد.
كيف ترى دعم واهتمام القطاع الخاص بالمخترعين بالمملكة؟
- في الحقيقة ليس هناك اهتمام وفهم في البنية التحتية من لدن رجال الأعمال وأكثرهم ليس لديهم بعد نظر فدائماً نظرتهم محدودة ومباشرة وقصيرة وهذا للأسف مما لا يعطي استثمارات كبيرة وطويلة الأجل وبعوائد مالية كبيرة ومنفعة للمجتمع بشكل عام.
ما النصائح والتوجيهات التي توجهها لزملائك المخترعين؟
- أوصيهم بتقوى الله وان يصبروا ولا يستعجلوا وان يعملوا وفقاً للمبادئ السامية وان تكون خطواتهم مبنية على أصول علمية ولا يستخدمون التهور والحماس وهذا والله المستعان على كل حال.
هل لديك مقترحات وحلول لتطوير عملية الاختراع بالمملكة؟
- العمل بالتكاتف مثل اليابان حتى نأكل من ثمرة النجاح ونحن مرتاحون في النهاية.
هل من كلمة أخيرة؟
- حتى الآن لم يحصل شي مع أني وضعت ضمانات في حفظ الحقوق لأي طرف مساهم في تطوير تلك الفكرة المهمة والمتمثلة في حفظ الأرواح من خطر ذلك القاع الذي يبتلع سنوياً ما لا يقل عن 80 ألف نسمة وحقيقة انه نجاح واستثمار كبير بعوائد تفوق 920 مليون ريال سعودي عبر دراسة الجدوى الاقتصادية محلياً فقط من غير بقية دول العالم، ولا تنسوا الأجر العظيم للذي يحتسب ذلك جراء إنقاذ روح إنسانية، وكما علمتم كم من فكرة صغيرة أتى من ورائها عائد مالي ضخم فكيف بتلك الفكرة التي عوائدها أضخم بكثير بل ويسنّ فيها قانون خاص للتركيب الإلزامي لحفظ الأرواح الإنسانية والتي أراها أهم من طفاية الحريق الملزمة للتركيب نتيجة الإنقاذ المباشر للروح الإنسانية.
ختاماً أشكر مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله حفظه الله ورعاه وولي عهده الأمين على ما يبذلانه من إنجاز وعطاء كبير في تنمية الاقتصاد الوطني وتنمية الاختراعات بالتوجيهات السامية، وأشكر جريدة الجزيرة وبخاصة مجلة الاتصالات والعالم الرقمي على التعاون ومساهمتها الفعالة القيمة والنافعة داعين الله لهم بالتوفيق نحو الإبداع والإنجاز والرقي والتطور وخدمة الدين ثم المليك والوطن.