مع تحول الجريمة الإليكترونية اليوم إلى ظاهرة وحصول الهاكرز على أحدث التقنيات من أجل اختراق المواقع والبنوك والحسابات، فإن الشرطة الدولية أو (الإنتربول) هي الأخرى بدأت في التحرك من أجل مكافحة تلك الجريمة التي أصبحت تهدد أمن الأفراد والمؤسسات حول العالم.
ويقول جين ميشيل لوبوتين المدير التنفيذي لخدمات الشرطة في الأنتربول في تصريحات نشرها موقع (بي سي وورلد) أن شبكة الإنتربول تعرضت مؤخرًا إلى هجمات من نوع (بوتنت) والتي تسيطر على الأجهزة، كما تتعرض حواسبها إلى مائة ألف هجوم يوميًا في مواقعها الإليكترونية حول العالم.
ومع الأحداث الدولية الهامة تزداد المخاطر الأمنية، فعادة ما يركز الهاكرز على اختراق مواقع وشبكات أهم الأحداث العالمية إما لسرقة المعلومات أو لسرقة تذاكر المباريات أو لإحداث تلفيات فقط من أجل الشهرة والمباهاة، وعادة ما يمثل تأمين الشبكات الإليكترونية عبئًا ثقيلاً على الدول المنظمة لهذه الفعاليات، والتي يستهدفها الهاكرز لأن أنظار العالم تتركز عليها. وقد التقت خدمة IDG الإخبارية بجين ميشيل لوبوتين المدير التنفيذي لخدمات الشرطة في الأنتربول في مؤتمر (تطبيق القانون) الذي نظمته شركة مايكروسوفت وأجرت معه الحوار التالي:
[هل ترى أية مخاطر ناشئة تقلقكم من الجريمة الإليكترونية؟
- نعم بالطبع الإرهاب هو أولى هذه المخاطر، إلى جانب عمليات الاحتيال، فالإرهابيون يستخدمون الإنترنت كثيرًا ونعلم بوجود شبكات متعددة من الإرهابيين يستخدمون الإنترنت لأنه سهل الاستخدام ويسهل إنشاء مواقع تابعة ويمكن من خلاله عمل الدعاية والتجنيد وكل شيء.
[وكيف ترى مستقبل اختراق المواقع؟
- إن عمليات اختراقات المواقع سوف تصبح أكثر صعوبة في المستقبل بسبب الأنظمة الأمنية التي يتم ابتكارها كل يوم، إضافة إلى تقنيات التشفير والحماية والجدران النارية، وحاليًا تتعرض شبكة الإنتربول إلى مائة ألف هجوم يوميًا، ولكن بدون أن يحقق الهاكرز أية نجاحات تذكر سوى إبطاء الموقع في بعض الأحيان، وذلك لأننا استطعنا أن نحقق تقدمًا أمنيًا إليكترونيًا كبيرًا لمواقعنا ونتأكد أن عمليات الاختراق تكون شبه مستحيلة، ولكن حتى الآن فإن معظم الهجمات هي هجمات قطع الخدمة والتي قد تؤدي إلى إبطاء الموقع قليلاً، فبعض الهاكرز يريدون فقط لفت الانتباه والتفاخر بأنهم أبطأوا أو حتى استطاعوا إسقاط موقع الإنتربول.
كانت هناك تقارير من فريق الاستجابة الطارئة للحاسوب بالصين مؤخرًا تشير إلى قلقهم من حدوث هجمات إليكترونية أثناء أولمبياد بكين، سواء على الأنظمة التي تقوم برصد النتائج أو على مواقع بيع التذاكر على شبكة الإنترنت أو غيرها من المنشآت التي تعتمد على الحاسوب.
- إن الاهتمام الأكبر للألعاب الأوليمبية هو أمن الأفراد والحماية من الإرهاب ونحن نعمل بصورة وثيقة مع السلطات الصينية، ولكننا أيضًا سوف نرسل فريقًا تقنيًا من الإنتربول وهم مدربون على أعلى المستويات الأمنية ونقوم حاليًا بإجراء تقييم للمخاطر لشبكات الحاسوب الخاصة بالألعاب الأوليمبية ولكننا لم نرصد أية تهديدات فيما يتعلق بالجريمة الإليكترونية، وقد رأينا مؤخرًا هجمات على مواقع الكثير من المؤسسات الحكومية والدولية، منها مواقع إليكترونية للأمم المتحدة في مارس الماضي، ولكن يظل الإرهاب هو المشكلة الأكبر أمام الأوليمبياد؛ فالإرهابيون يستطيعون استخدام الإنترنت في التحاور وفي توفير مواد للتدريب وفي عقد اللقاءات واستخدام لغات مشفرة لإعطاء الأوامر، وهذا هو الاتجاه الأكبر في الإرهاب الإليكتروني اليوم.
[ولكن الإرهابيين لا يعدون محترفين في عمليات الهاكرز؟
- إنني لا أتفق مع وجهة النظر التي تقول أن الإرهابيين ضعفاء في التقنية والاختراق، لأن ذلك سهل التعلم، كما أن الوصول إلى مواد تعلم الاختراقات أسهل الآن من أي وقت مضى، وهؤلاء الأشخاص يدربون أنفسهم لاستخدام هذه الأدوات.
