إعداد - محمد الزواوي
في العادة لا يستطيع الهاكرز أن يحدثوا أية إصابات أو آلام جسدية لضحاياهم، ولكن هناك حالات نادرة لذلك مثل ذلك الهجوم الذي استهدف إحداث أضرار بالمرضى وليس للربح المادي! فقد قام هاكرز مؤخرًا بإمطار أحد المواقع التابعة لمؤسسة لمرضى الصرع بمئات الصور وروابط لصفحات بها صور متحركة وتومض بسرعة شديدة للغاية، وقد أدى هذا الاختراق من الهاكرز إلى حدوث نوبات صداع نصفي وحالات شبه صرع لبعض زوار الموقع الذين رأوا هذه الصور، ومن المعروف أن المرضى الذي يعانون من صرع ذي حساسية للصور يمكن أن يصابوا بنوبة عندما يتعرضون إلى صور تومض بسرعة شديدة، وهو الأثر ذاته الذي تحدثه بعض ألعاب الفيديو وبعض أفلام الكارتون.
وطبقًا لموقع (إم إس إن بي سي) فإن الهجوم وقع عندما استطاع الهاكرز أن يستغلوا إحدى الثغرات الأمنية في برنامج النشر الخاص بالمؤسسة، مما سمح لهم بتثبيت عدد كبير من الروابط والصور والتي ملأت الموقع والمنتديات التابعة له في دقائق معدودة.
وهذه الروابط بمجرد الضغط عليها يتم فتح صور فلاش متحركة وتومض بسرعة شديدة للغاية ومليئة بالألوان والأشكال المختلفة، ويقول كين لوينبيرج مدير الموقع ومسئول النشر بالمؤسسة: (من المؤكد أن هؤلاء الهاكرز فعلوا فعلـتهم من أجـل إحداث نـوبات صرع للزوار)، وأضاف أنه بعد هذه الحادثـة تم تشديد الرقابة الأمنية على الموقع علـى مدار الساعة وتم منع الزوار من وضع أيـة روابـط أو صور مضيئة، وقال إن المباحث الفيدرالية الأمريكية تقوم حاليًا بالتحقيق في هذا الاختراق لمعرفة الجـناة.
وقال الخبراء الأمنيون إن هذا الهجوم يؤكد خطورة منح الزوار الحرية في وضع ما يريدونه من روابط وصور على المنتديات الخاصة بمرضى الصرع، ولذلك يجب منع وضع مثل تلك الصور البراقة.
ومؤخرًا استطاع الهاكرز أن يستغلوا أحد الثغرات الأمنية في الأكواد الخاصة بموقع السيناتور الأمريكي باراك أوباما الذي يخوض منافسات الترشح للرئاسة عن الديموقراطيين بأمريكا، واستطاع الهاكرز أن يجعلوا زوار موقع أوباما ينقلون تلقائيًا إلى الموقع الرسمي لحملة منافسته السيناتور هيلاري كلينتون! في حادثة أخرى للهاكرز الذين لا يرغبون في الربح ولكن في الترويج لأهدافهم ولآرائهم الشخصية.
وقال بول فيرجسون الباحث الأمني بشركة (تريند ماكرو) الأمنية: إن (الهاكرز الذين اخترقوا موقع مرضى الصرع لم يكن هدفهم تحقيق مكاسب مادية، كما لم يتم العثور على أية أكواد تحاول اختراق أجهزة الزوار أو استغلالها، ولكن كان هدفهم الخبيث هو استغلال مرض الآخرين ويبدو أن الجناة مراهقون بلا أخلاق، بدون أن يدركوا مدى شناعة هذا الفعل غير المسئول من طفل بروح شريرة).
ويشير موقع (إم إس إن بي سي) إلى أن هذا الهجوم مشابه لهجوم آخر وقع هذا العام، عندما قام مجموعة من الهاكرز بصنع كود خبيث يقوم بإبطال خاصية القراءة الصوتية للنصوص على بعض أجهزة المكفوفين والأشخاص ذوي الحساسية البصرية للقراءة على شاشات الحاسوب، ولكن المثير كما يقول الباحثون بالمؤسسة إن هذا الكود تم تصميمه لإعاقة الحاسبات التي تستخدم النسخ المقلدة فقط من هذه البرامج!.