كنت أعتقد كثيراً أن مستخدمي (الإنترنت) في المملكة قد تجاوز كثيراً كل التوقعات من مستخدمي هذه الشبكة، بل هناك أمور عدة ساعدتني ورجحت الكفة بأن توقعاتي أصبحت في محلها، ولكن فوجئنا كثيراً بعدد المستخدمين بعدم تجاوزهم نسبة 13% من عدد السكان في المملكة!
هذه الإحصائية أتت من مراجعة وتقصي المهتمين من المتابعين للحركة منذ بداية دخول الإنترنت للمملكة، وما تفوه به رئيس التحرير الأستاذ خالد المالك بعد مشاركته الفعلية والإيجابية في العام المنصرم في جنوب إفريقيا وتحدثه بواقع خبرته الصحفية عن (حال) الصحافة بمقارعة الإنترنت لها في السوق وهل يعتقدون أن الإنترنت سوف تسحب البساط من الصحافة من أخبار وغيرها؟
نسبة 13% هي نسبة المستخدمين الفعليين للإنترنت (استخدام) مجيب ومشارك لرؤية ثقافية تتسم بالمصارحة والمصداقية، نعم إنها نسبة قليلة جداً مع مرور ما يقارب 9 سنوات لهذه الخدمة.
عندما نهم بالدخول إلى الإنترنت نلاحظ أن هناك كماً هائلاً جداً من المواقع والمنتديات، كل في شأن بوجود أعضاء ومراقبين، منهم من يختص موقعه بالأمور الاجتماعية والآخر بالثقافة والرياضة لها نصيب في ذلك، ما عليك سوى التسجيل في المنتدى ومشاركتهم بالحوارات وغيرها.
لاحظت أن هناك منتديات يشكر كثيراً القائمون عليها، هذه المنتديات واضحة الرسالة، وهي ترحب بما لديك من أطروحات وأفكار، ومشاركات عدة ومفيدة بوجود كوادر ومختصين يستفيد كثيرون من خبراتهم وتجاربهم، واطلاع تام بالمواضيع، وشبكة وضعت للخدمة وللاستفادة، استفادة، ولنسمّها قاعة للمحاضرات، وما عليك إلا ترسيخ تلك المعلومات ووضعها برصيد ثقافتك. وظهور الإنترنت هو شكل من أشكال التفاعل بين المعلومات وبين المتلقين، وقد بدأ بداية من دون وجود الوعي لدى المتلقي، وتطور وأصبح يزداد ويضخ معلومات كثيرة وفوائد كثيرة جداً ويستفيد الآخر لتقديم تغطية كانت غائبة عن ذهنه، ورغم استمرارية المنتديات وتفعيل نشاطها إلا أن هناك ملحوظة ظلت غائبة عن المشرفين والمراقبين للمواقع وهي قلة عقد وتغطية المؤتمرات بالمشاركات بتفعيل الحوار بين الناس بمختلف أفكارهم، فنحن لا نجد إلا مشاركات بطرح مواضيع فقط يستفيد منها المتقصي للحركة الثقافية، وعند فتح المشاركات تتسع المشاركة والإقبال سوف يزداد.
ويرى الصحفيون أنه رغم أهمية الإنترنت كمصدر معلوماتي فإنه لا يمكن أن يكون وسيلة اتصال مهمة بعكس الصحيفة والقارئ، لأن الصحفي بإمكانه أن يجري حواراً ويتابع مؤتمراً أو ندوة معينة، وتكون علاقة الصحفي بالإنترنت علاقة (رسالة بريدية) يرسل ويستقبل. والكتب والمراجع هي الوسيلة والمتابعة بربط المفهوم بين الطالب الجامعي وأستاذ الجامعة، ونجد أن الكثير يلجؤون إلى الشبكة العنكبوتية للبحث عن مرجع ما أو كتاب معين، حيث إن اعتقاده يوحي بتوفير كثير من الوقت والمال.
والواقع أصبح واضحاً حيث إن أكثر قضايا المشكلات المتعلقة بالإنترنت تكتشف عن طريق الصحافة، من حيث عدم الاستفادة من هذه الشبكة ورضوخ كثير من الشباب أمام الجهاز عدة ساعات دون الخروج بنتيجة مفيدة!
وإضافة إلى ما سبق يتبين لنا - عزيزي القارئ - أن هناك تزايداً بقليل من المستخدمين للإنترنت، لا ننظر إلى المشتركين، ولكن علينا أن ننظر إلى من هو المستفيد من الاشتراك.
ومن هذا السياق ينبغي علينا أن نعي أن الإنترنت لن يكون على ما هو عليه، بل سوف يتسع ويزداد، بل سوف يكون هناك تبنٍّ من الشركات العملاقة والمؤسسات ذات الصلة. إن الطبيعة التفاعلية والتخمة المعلوماتية للإنترنت والتي تتميز بها تتطلب عقولاً تستفيد كثيراً، وإعطاء اهتمام أكبر بوجود تكهنات متزايدة للمستقبل الفعلي والحقيقي للإنترنت.