الإنترنت.. هو شريك الإنسان في النجاح حيث يسهل عليه عملية البيع والشراء والإيداع والسحب، وغيرها من الأمور التي تدخل في صميم الحياة اليومية للمواطن، أيضاً بواسطة الإنترنت استطاع كل إنسان أن يطلع على الصحف اليومية ومواقع الأخبار العالمية والإقليمية وغيرها من المواقع الثقافية، وأحدث الاختراعات الطبية والتطور الحديث في إجراء العمليات الجراحية وطرق العلاج المختلفة، بالإضافة إلى مواقع تعليم دينية للزوجة والزوج والأبناء، وبرامج تأهيلية مختلفة لتنمية المواهب والقدرات.
ورغم ما ذكرته من فوائد الإنترنت، وما أدت إليه من نقلة حضارية في مختلف أوجه ومجالات الحياة، إلا أنها قد جاءت بأخطار كثيرة، تفوق حجم وكمية الفوائد التي ذكرتها ولا أبالغ!!
فهناك أشخاص أساؤوا استخدامه للأسف بالإضافة إلى مواقع الدردشة وأعني مواقع التعارف للشباب مع الشابات، مواقع تعرض صور فتيات بغير حق، وأخرى منافية للآداب، والغريب في الأمر أن بعض مستخدمي الإنترنت يظلون أمام الشاشة لساعات طويلة جداً، بعضهم يتجمد -كما لو كان جزءاً من الكرسي الذي يجلس عليه- 11 ساعة متواصلة! وكأنه لم يشاهد مثل هذا الاختراع من قبل!! فلا يؤدي فريضة الصلاة في أوقاتها، أو ربما.. لا يؤديها! ولا يجتمع مع أفراد أسرته إلا ما ندر.
مثل هذه الأمور في مجملها مخالفة لشريعتنا الإسلامية العظيمة وتعاليم سيد المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم.
وهنا يجب علينا التصدي لهذه الظاهرة، وأرى أن للأسرة دوراً مهماً جداً في متابعة الأبناء أثناء استخدام الجهاز، ومتابعة الموضوعات والمواقع التي يطلعون عليها بشكل مستمر، فالأم رقيبة على ابنتها، والأب رقيب على ابنه في ظل وجود الجهاز داخل منزله.
يجب أن يعلم الجميع أننا في ميدان حرب! ولكنه حرب من نوع خاص تعمل على تدمير بعض شبابنا..!
فيا أيها الشباب.. لا تحوّلوا نعمة الله علينا إلى نقمة، فنحن ممن حالفهم الحظ.. فقد وُلدنا في زمن التكنولوجيا، حيث إن الحياة سهلة ومبسطة، وهذه نعمة من نعم الله سبحانه وتعالى، فأحسنوا استخدام هذه النعم فيما يحبه الله ويرضاه، وغيّروا ما بأنفسك لينشأ من بعدكم جيل جديد صالح، ونافع لنفسه ولوطنه، وينفع المجتمع الذي يعيش فيه بالعلم والخير.