سنبكي على قراصنة النت الحاليين، وسنذكرهم بالخير وندعو لهم خير الدعاء.
نعم هذا ما سنفعله، فالهاكرز حتى الأمس القريب هواة بغير أجندة. هم يقتحمون المواقع لإثبات قدراتهم، أو ليتلصصوا على صورة فتاة، أو سر من الأسرار التي ترضي حب الاستطلاع فيهم.
الهاكرز القادمون حدثت فيهم طفرة جينية مجنونة، إنهم لا يبحثون عن صورة فتاة تبدي مفاتنها، ولا هم ممن تستهويهم الرغبة ليدسوا أنوفهم في أسرار الناس وخصوصياتهم. إنهم أصحاب بزنس، وذوو أجندة!
تصوروا، حتى موقع جوجل القوي المتين، وبكل ما أتيح له من وسائل الردع والحماية، أصبح قبل أيام نهباً لعبث الهاكرز!
أولئك هم عينة من الهاكرز القادمين. تقنيون متخصصون في الفيروسات ووسائل الاختراق، يتسلحون بالعلم ومعطيات المعرفة الإنسانية، ويوظفونها لتمطير البلاوي على الآخرين!
الذين اقتحموا جوجل لم يريدوا إثبات ذواتهم، فقد دخلوا للموقع المحصن القوي، وفتحوا فيه نافذة تدعو لتنزيل موقعهم، وكان الفخ الذي نصبوه هو فايروس من النوع الذي يتغلغل بهدوء، ولكن بعمق، في الحواسيب الشخصية، ليجعلها كتاباً مقروءاً لمتخصصين في نهب أرقام بطاقات الائتمان، وأرقام الحسابات البنكية، وخبراء في سلب كلمات السر (الباسوورد).
هذا النوع من الجرائم المعقدة كان محدوداً جداً حتى الأمس، فهو يحتاج لخبراء في مجالات تقنية ومصرفية شتّى، فضلاً عن أنه يحتاج العمل بروح الفريق، فلا بد من (التحالف) لتحقيق الهدف النهائي، وهو سلب ما يملكه الآخرون!
القصة لم تعد فيلماً للخيال العلمي، ولا هي من الأخبار التي يضخمها الإعلام للفت الأنظار أو رفع الوعي الحاسوبي، بل هي حقيقة، اختار لها مجرموها الأذكياء يوماً يستلفت كل البشر في الكرة الأرضية، وهل هناك يوم كهذا مثل يوم الانتخابات الرئاسية الأمريكية؟! اختاروا ذاك اليوم لمعرفتهم بأنه سيكون يوماً ذهبياً في الإقبال على جوجل لمتابعة الانتخابات، فضربوا ضربتهم المخطط لها بإحكام، وغرزوا نافذتهم الفخ، ولا أحد يعلم حتى الآن مقدار ما سلبوه جراء تلك الدقائق الثمينة التي سيطروا فيها على الموقع المتين.
أجل، سنبكي على قراصنة اليوم، فكم كانوا وادعين ومسالمين وأولاد ناس!