كشف العديد من التقارير الأمنية تنامي ظاهرة الهاكرز المراهقين، الذين تتراوح أعمارهم ما بين 14 و18 عامًا، والذين لديهم القدرة على إحداث العديد من التلفيات واختراق الشبكات الأمنية.

وقد نشرت (الديلي تيليجراف) البريطانية أن مراهقًا في الرابعة عشرة من عمره تمكن من اختراق نظام عربات النقل البولندي، وذلك باستخدام جهاز تحكم عن بعد واستطاع تغيير وجهة العديد من المركبات، مما أدى إلى وقوع حادثة اصطدام أسفرت عن إصابة 12 راكبًا.

وتشير الإحصاءات إلى تقدم وعي المراهقين بأساليب الهاكرز وذلك لوجود أجيال جديدة من محترفي الحاسوب القادرين على استخدام برامج خاصة من أجل استغلال الثغرات الأمنية.

وقال المسؤولون عن دائرة المواصلات في مدينة لودز البولندية إنهم اشتبهوا بوجود تدخل خارجي في أنظمة المواصلات عندما حاول أحد السائقين الدوران لليمين عندما فوجئ باتجاه المركبة إلى اليسار من تلقاء نفسها، مما أدى لوقوع الحادث وتصادمت عربة الترام مع إحدى المركبات الأخرى مسفرة عن وقوع الإصابات.

وتمكنت الشرطة من تحديد هوية المخترق والقبض عليه، والذي اعترف بتغيير مسار العربات ثلاث مرات، وقد عثرت السلطات في منزله على جهاز تحكم صممه للتحكم عن بعد بأنظمة الترامات في المدينة، وقال مسئول الشرطة في تصريح للديلي تليجراف البريطانية أن المخترق، الذي لم يتم الكشف عن اسمه قام بدراسة عربات النقل والخطوط لمدة طويلة ليتمكن بعد ذلك من تطوير جهاز يشبه جهاز التحكم عن بعد الخاص بالتلفاز والذي استخدمه في تحويل مسار العربات والتحكم بها.

والجدير بالذكر أنه لم يتم ذكر اسم المراهق ولا حتى العقاب الذي ينتظره، إلا أن المسؤولين أكدوا أنه لم يقم بذلك وهو مدرك لخطورة العواقب التي من الممكن أن تتسبب بها مثل هذه التصرفات، وقد وصف مدرسو المراهق بأنه تلميذ نابغة في الإلكترونيات، واستطاع تحويل جهاز تحكم عن بعد خاص بجهاز تلفاز إلى جهاز لتحويل الترامات عن مساراتها في المدينة بعدما اخترق شبكات الحاسوب.

وقالت الشرطة في بيان لها إن الهاكرز استطاع اقتحام مركز التحويل للقطارات في المدينة لجمع المعلومات والمعدات اللازمة لبناء جهاز للتحكم عن بعد بواسطة الأشعة تحت الحمراء.

وتأتي تلك الحادثة في إطار سلسلة من حوادث الهاكرز المراهقين وكلهم من خبراء الحاسوب الذين استطاعوا أن يخترقوا الأنظمة والشبكات، فقد تم القبض على صبي في العشرين من عمره في نيوزيلندا العام الماضي بتهمة الاشتباه في كتابته برنامجًا يقوم بالاستيلاء على عدة مئات من الحسابات البنكية للعملاء في نيوزيلندا.

وفي عام 1999 استخدمت مجموعة من المراهقين الهاكرز أجهزة حاسوب لاختراق أنظمة القمر الصناعي العسكري البريطاني Skynet وتمكنوا من تغيير أنظمة الأمان الخاصة به.

وقد صدر تقرير عن إدارة الطيران الفيدرالي الأمريكي يزيد من المخاوف من أن راكبًا على متن طائرات البوينج الجديدة من طراز 787 (دريملاينر) ربما يستطيع أن يخترق أنظمة الطائرة من خلال وصلة إنترنت. وفي نيوزيلندا أيضًا تم القبض على مراهق في الثامنة عشرة من عمره بتهمة تشكيل عصابة من الهاكرز يستهدفون شبكات الإنترنت الدولية، وتم توجيه عدة تهم بالاختراق في الأول من مارس الجاري، مما يثبت أن تقنيات الاختراق تتحرك بسرعة مذهلة وخاصة بين المراهقين، في ظل وجود ملايين المستخدمين الذين لا توجد لديهم حماية كافية ضد أحدث التهديدات.

ويقول جيوف سويني كبير المسئولين التقنيين بمؤسسة Tier-3 والمتخصص في التحليل السلوكي أن المراهق النيوزيلندي يواجه عقوبة السجن عشر سنوات مما يؤكد عظم الجرم الذي ارتكبه، وأضاف: (يعتقد أن المراهق قام بكتابة أكواد هذا البرنامج الذي استخدمه لاختراق 1.3 مليون حاسوب إضافة إلى إسقاط أنظمة حاسوبية في كبريات الجامعات الأمريكية).

ويعتقد أن شبكة المراهق الذي يعرف باسم (ووكر) استطاعت أن تستولي على عشرة ملايين جنيه إسترليني من حسابات بنكية للضحايا، إضافة إلى إسقاط نظام قوي للغاية في جامعة بنسلفانيا الأمريكية عام 2006.

ويقول سويني إن هذا يفيد بأن المراهق كان يبلغ من العمر 16 عامًا فقط في ذلك الوقت، مما يدل على أن قدرات بناء واستخدام برامج مثل تلك - والتي تستطيع أن تخدع الكثير من الأنظمة والأجهزة الحديثة - سهلة المنال بالنسبة لأي فرد يمتلك المهارات حتى لو كان مراهقًا.

وأضاف سويني: (بغض النظر عما إذا كان مذنبًا أم لا، أو من الذي ارتكب تلك الجرائم، فإن الرسالة التي نتعلمها من تلك الحادثة أن عمليات الاختراق الإجرامية - أو الهاكينج - انتقلت إلى مرحلة جديدة، ويجب أن تقوم الشركات بحماية مصادر التقنية الخاصة بها بأنظمة أمنية تعكس تلك المخاطر والتحديات المختلفة).