انتظروا انتظروا، فالتقنيات قادمة بما لا يخطر على بالكم. طبعاً سمعتم بالريموت الذي يتحكم بالأشياء آلياً، فيجري العمليات الجراحية الدقيقة بكل مهارة، وطبعا سمعتم - أيضا- بالطيار الآلي الذي يجعل الطيارين يتمتعون بالثرثرة وشراب القهوة، في حين يتولى الحاسوب التحليق بالناس دون أن تطير قلوبهم فزعاً، أو ترتعد فرائصهم خوفاً من أن يروحوا في ستين داهية!!
قبل ذلك سمعتم بالروبوت الذي التقط حجارة المريخ، والأقمار الصناعية التي رصدت إعصار كترينا، والمؤتمرات الصحفية التي تعقد في أقصى البقاع ويتابعها من هم في أدناها.
.. هذه كلها عطاءات التقنية.. وهي جزء صغير من عطاءاتها التي لم تترك مجالاً إلا وارتادته، وهي مرشحة لأن تكون المسيطر الكامل على حركة الحياة في المستقبل القريب جداً.
والتفكير المستقبلي يتجاوز كل العطاءات السابقة، فالعيون مثلاً يتم استخدامها الآن للرؤية.. ولتبادل الرسائل! لكن أجهزة التقنية المستقبلية قد تستخدم في اختراق القلوب، فيتم تطوير شفرة تنقل الرسائل من الريموت كنترول إلى الوجدان مباشرة، فيصبح دور العيون في إيصال الحب والهيام شماراً في مرقة!!
والمسألة، بالطبع، قد تحتاج إلى زرع أجهزة استقبال في القلوب، فالريموت جهاز إرسال، ولا بد من جهاز استقبال لالتقاط إشاراته.
لكن الكثيرين ينفرون من فكرة زرع أجهزة في قلوبهم، فالهيام يمكن بيعه بأبخس الأسعار حين تتعلق المسألة بالحياة، ولذلك فإن الأبحاث قد تتجه لإنتاج جينات متطورة، تضيف إلى القلب خاصية التقاط إشارات الريموت، وهنا يصبح بإمكان الحبيب الهائم أن يبعد نظره عن المحبوبة، ويكتفي بكبسة زر على الريموت فتطير كل الشحنات الكهربائية للمحب إلى القلب الموجهة إليه الرسالة، وتتحول حالة الوله والحب إلى شعور إلكتروني لم تعرفه الأجيال السابقة على مر العصور.
انتظروا يا أحفاد قيس وحفيدات ليلى.. فالريموت الحيوي قادم.. والحب الإلكتروني يطرق الأبواب!!